تراجع وفيات «كورونا» في مصر وتشديد على منع «الجمعة» بـ«الزوايا»

سيدة ترتدي قناعاً واقياً في سوق العتبة بالقاهرة في 16 يوليو الماضي (رويترز)
سيدة ترتدي قناعاً واقياً في سوق العتبة بالقاهرة في 16 يوليو الماضي (رويترز)
TT

تراجع وفيات «كورونا» في مصر وتشديد على منع «الجمعة» بـ«الزوايا»

سيدة ترتدي قناعاً واقياً في سوق العتبة بالقاهرة في 16 يوليو الماضي (رويترز)
سيدة ترتدي قناعاً واقياً في سوق العتبة بالقاهرة في 16 يوليو الماضي (رويترز)

دفع الاستقرار في معدلات وفيات فيروس «كورونا المستجد» بمصر إلى «عودة الصلاة في الكنائس الإنجيلية جميع أيام الأسبوع، بما في ذلك يوم الجمعة، اعتباراً من 28 أغسطس (آب) الجاري». وبينما «ألغت (الطرق الصوفية) موكبها أمس الذي كان يعقد كل عام بمناسبة بداية العام الهجري، وذلك للحد من انتشار الفيروس»، حذرت «الأوقاف المصرية» من «إقامة صلاة الجمعة في الزوايا والمساجد الصغيرة»، مؤكدة أن «قرار فتح المساجد لصلاة الجمعة، الأسبوع المقبل، خاص بالمساجد الكبرى والجامعة فقط».
وسجَّلت مصر تراجعاً في وفيات «كورونا» اليومية؛ حيث أعلنت «الصحة المصرية» مساء أول من أمس (الأربعاء) «تسجيل 13 حالة وفاة جديدة»، ويشير المنحنى الوبائي في مصر إلى «استقرار نسبي في أعداد وفيات (كورونا)؛ حيث أعلن يوم الثلاثاء الماضي عن تسجيل 11 وفاة، والاثنين الماضي 13 وفاة». ووفق «الصحة» فإن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بـ(كورونا المستجد) حتى مساء أول من أمس، هو 96914 حالة، من ضمنهم 62553 حالة تم شفاؤها، و5197 حالة وفاة». وتقول «الصحة» إنها «تواصل اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية».
إلى ذلك، قرر رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، القس أندريه زكي، أمس «عودة العبادة الجماعية للكنائس الإنجيلية في جميع أيام الأسبوع، بما فيها يوم الجمعة، وفق (ضوابط) احترازية». وسبق أن قررت الكنيسة الإنجيلية مطلع الشهر الجاري «عودة العبادة الجماعية بجميع الكنائس خلال أيام الأسبوع، فيما عدا يوم الجمعة، مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية». ودعا رئيس الطائفة الإنجيلية في بيان له أمس، إلى «الانتباه واتخاذ الحذر في الفترة المقبلة، لتجنب أي إصابات جديدة بالفيروس».
من جهتها، قررت «الطرق الصوفية» أمس «إلغاء (الموكب الصوفي) الذي كان يعقد كل عام بمناسبة العام الهجري الجديد، وذلك نظراً للإجراءات الوقائية لمواجهة انتشار (كورونا)». وتقيم «الطرق الصوفية» احتفالها غداً (السبت) بمسجد «الإمام الحسين» بوسط القاهرة «بعدد محدود من الحضور، مع مراعاة التباعد الاجتماعي، وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية».
إلى ذلك، قالت وزارة الأوقاف المسؤولة عن المساجد بمصر، أمس، إن «قرار فتح المساجد لصلاة الجمعة خاص بالمساجد الكبرى والجامعة، ولن يتم السماح بإقامتها في (الزوايا) والمساجد الصغيرة»، محذرة «من فتح أي (زاوية) أو مسجد صغيرة لصلاة الجمعة، بسبب صعوبة تحقيق التباعد في (الزوايا)»، مشدداً على أن «(الزوايا) تفتقر إلى الأمن الصحي، في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها مصر ودول العالم، في ظل تفشى جائحة (كورونا)». وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه «في حالة حدوث أي مخالفة، فسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الحاسمة تجاه المخالف أو المخالفين».
ولفتت «الأوقاف» إلى أنه «لا حرج على الإطلاق على من صلى الجمعة ظهراً في منزله طوال فترة (الفتح الجزئي) ضمن خطة (التعايش مع «كورونا»)، سواء أكان ذلك منه تحوطاً واحتياطاً، أم كان إيثاراً في إفساح المكان، بما يُمكن من عدم الخروج على إجراءات التباعد، وتحقيق الأمان الصحي». وتنقل «الأوقاف» اليوم (الجمعة) آخر صلاة جمعة من دون مصلين بـ«عدد محدود من العاملين بالوزارة، وذلك من مسجد (النور) بالعباسية في القاهرة».
وأجاز «مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية» أمس لـ«أصحاب الأمراض المزمنة أو ضعاف المناعة، أن يتركوا صلاة الجمعة في المسجد، لحين زوال الوباء». وأفتى المركز بأنه «ينبغي على من يعاني من أحد أعراض الإصابة بالفيروس، التخلف عن صلاة الجمعة في المسجد، لما يترتب على ذهابه من إمكان إلحاق الضرر بغيره».
في سياق متصل، أعلنت شركة «مصر للطيران» في بيان لها أمس ضرورة قيام كل راكب قادم على متن رحلاتها إلى مصر، أياً كانت جنسيته، بحمل تحليل «بي سي آر» يؤكد خلوه من فيروس «كورونا» قبل السفر لمصر بـ72 ساعة، وذلك بداية من سبتمبر (أيلول) المقبل. ويشار إلى أن «مصر للطيران» تشهد اليوم (الجمعة) أعلى معدل تشغيل يومي، منذ استئناف حركة الطيران الدولي، في مطلع يوليو (تموز) الماضي؛ حيث «تسيِّر الشركة 42 رحلة جوية، ما بين رحلات مجدولة واستثنائية لنقل أكثر من 4000 راكب».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».