مصر تمدد عمل مستشفيات العزل لمجابهة الوباء

مدبولي خلال اجتماع متابعة مستجدات الموقف الطبي لمواجهة «كورونا» أمس (الحكومة المصرية)
مدبولي خلال اجتماع متابعة مستجدات الموقف الطبي لمواجهة «كورونا» أمس (الحكومة المصرية)
TT

مصر تمدد عمل مستشفيات العزل لمجابهة الوباء

مدبولي خلال اجتماع متابعة مستجدات الموقف الطبي لمواجهة «كورونا» أمس (الحكومة المصرية)
مدبولي خلال اجتماع متابعة مستجدات الموقف الطبي لمواجهة «كورونا» أمس (الحكومة المصرية)

في حين مدّدت الحكومة المصرية عمل مستشفيات العزل لمجابهة فيروس «كوفيد - 19»، وشكّلت لجنة لمراقبة الأبحاث السريرية للقاحات الفيروس، شدّد رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، على «ضرورة الاستمرار في اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة (كورونا المستجد) وعدم التراخي، للحفاظ على ما تحقق من معدلات منخفضة خلال الفترة الماضية».
يأتي هذا في وقت تواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات مصر، ومتابعة الموقف أول فأول بشأن الفيروس، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة كافة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية. ووفق «الصحة المصرية» فقد «ارتفعت نسبة الشفاء من (كورونا) والخروج من مستشفيات العزل إلى 61.9 في المائة، بعد تسجيل 59743 حالة تعافٍ من الفيروس». وأعلنت «الصحة» مساء أول من أمس «خروج 908 متعافين من المستشفيات، وتسجيل 139 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس». ووفق بيان «الصحة» فإن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس (حتى مساء أول من أمس) هو 96475 حالة، من ضمنهم 59743 حالة تم شفاؤها، و5160 حالة وفاة». وعقد مدبولي اجتماعاً أمس لمتابعة مستجدات الموقف الطبي لمواجهة «كورونا المستجد». وقال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، إن «المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية قرر الإبقاء على عمل مستشفيات العزل بطاقتها حتى بداية سبتمبر (أيلول) المقبل، على أن يتم إعادة النظر في هذا الأمر مرة أخرى»، مشيراً إلى أنه «تم وضع خطة للتعامل مع احتمالات ظهور الموجة الثانية من الفيروس»، موضحاً أنه «تقرر تدريب الأطباء، مع إعداد كوادر كصف ثانٍ وثالث، وتم الاتفاق على توثيق الخبرات الماضية وتجارب التعامل مع مرضى الفيروس في الفترة الماضية، خاصة الحالات الحرجة التي تم شفاؤها، حتى يتم الاستفادة منها». كما لفت وزير التعليم العالي إلى «اتخاذ قرار بعودة العمل تدريجياً لقائمة العمليات المختلفة في المستشفيات الجامعية، وكذا عودة العيادات الخارجية لعملها المعتاد».
من جهتها، أكدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، أنه «تم تشكيل لجنة قومية للإشراف على الأبحاث السريرية للقاحات المنتجة لفيروس (كورونا المستجد)، ورفع تقرير بشكل دوري بما توصلت إليه»، لافتة إلى «دراسة عدة مقترحات بشأن الإجراءات الاحترازية التي سيتم اتباعها لدى عودة المدارس والجامعات، وسيتم بحثها مع وزيري التربية والتعليم والتعليم الفني، والتعليم العالي، على أن يتم عرض ما تم التوصل إليه من مناقشات على (اللجنة العليا لمواجهة فيروس كورونا)»، مؤكدة «استمرار صرف العلاج للمخالطين و(العزل المنزلي)؛ حيث تم صرف 190177 حقيبة أدوية ومستلزمات وقائية، منها 14348 حقيبة وقائية للمخالطين من الكبار، و46697 حقيبة وقائية للمخالطين من الأطفال».
أما بهاء الدين زيدان، رئيس الهيئة المصرية للشراء الموحد والإمداد الطبي وإدارة التكنولوجيا الطبية، فقال إنه «تم الاستعداد بصورة كاملة لاحتمالات وجود موجة ثانية من الفيروس، سواء بتوفير الأجهزة أو المستلزمات الطبية، ويتم التنسيق مع الجهات المعنية بهذا الشأن».
إلى ذلك، أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أمس، أن «الوزارة رفعت خطتها لعودة صلاة الجمعة إلى مجلس الوزراء المصري، لعرض هذه الخطة في الاجتماع القادم لـ(لجنة إدارة أزمة كورونا) لمناقشتها واتخاذ القرار اللازم، في إطار خطة اللجنة للفتح التدريجي العام، وفق الرؤية العلمية والطبية».
وقررت «الأوقاف» نقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة، من مسجد النور بضاحية العباسية في القاهرة، بذات ضوابط نقلها في الأسابيع الماضية، بعدد محدود من العاملين بالأوقاف، مع الالتزام بإجراءات التباعد والإجراءات الاحترازية الوقائية. وكانت «الأوقاف» قد وجّهت الأئمة والعاملين بـ«ضرورة استمرار أعمال تعقيم المساجد عقب الصلوات، وشنّ حملات تفتيشية للتأكد من التزام المساجد بالضوابط والإجراءات الاحترازية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».