في دوري أبطال أوروبا... هل انتهى سحر زيدان؟

زيدان خلال مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي التي خسرها وودع البطولة الأوروبية (أ.ف.ب)
زيدان خلال مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي التي خسرها وودع البطولة الأوروبية (أ.ف.ب)
TT

في دوري أبطال أوروبا... هل انتهى سحر زيدان؟

زيدان خلال مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي التي خسرها وودع البطولة الأوروبية (أ.ف.ب)
زيدان خلال مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي التي خسرها وودع البطولة الأوروبية (أ.ف.ب)

بعد أن فرض نفسه ملك دوري أبطال أوروبا بامتياز، وصلت العلاقة الساحرة بين المدرب الفرنسي زين الدين زيدان والمسابقة الأهم على صعيد الأندية إلى نهايتها الجمعة بخروج ريال مدريد الإسباني من الدور ثمن النهائي بعد تجدد خسارته أمام مانشستر سيتي الإنجليزي.
وخسر ريال لقاء إياب ثمن النهائي مساء الجمعة 1 - 2. وهي نفس النتيجة التي خسر بها لقاء الذهاب على أرضه قبل تعليق الموسم في مارس (آذار) نتيجة تفشي فيروس كورونا المستجد، لينتهي بذلك المشوار التاريخي لمدربه زيدان في هذه المسابقة التي أحرز لقبها ثلاثة مواسم على التوالي بين 2016 و2018.
لكن صحيفة «ماركا» الإسبانية رأت في عددها السبت غداة خروج زيدان ولاعبيه على يد سيتي ومدربه الإسباني بيب غوارديولا، أن ريال «أصيب لكنه لم يغرق».
السقوط في «إستاد الاتحاد» مساء الجمعة خلف أبواب موصدة، كان أكثر من خسارة بالنسبة لزيدان، إذ خسر معركته التكتيكية ضد غريمه غوارديولا، لكن الأهم أن مسيرته التاريخية في المسابقة القارية انتهت، لأنها المرة الأولى منذ تسلمه الإشراف على الفريق لأول مرة عام 2016 يخرج الفرنسي من دور إقصائي (12 تأهلا سابقا من أصل 12).
كما أنها المرة الأولى التي ينتهي فيها مشوار زيدان كمدرب في مسابقة دولية للأندية، بعد أن سبق لبطل مونديال 1998 أن تجاوز ثلاثة أدوار للمجموعات، تسع مواجهات من ذهاب وإياب، وثلاث مباريات نهائية لدوري الأبطال، إضافة إلى مونديالين للأندية ومباراتي كأس سوبر أوروبية.
في إسبانيا، لا أحد يشكك بالقدرة الإدارية وقوة العزيمة عند المدرب الفرنسي الذي أعاد ريال إلى منصة تتويج الدوري الإسباني بعدما أزاح غريمه برشلونة.
لكن أسباب الفشل أمام سيتي ومدرب برشلونة السابق غوارديولا مقلقة نتيجة القرارات التكتيكية المتأخرة (ثلاثة تغييرات قبل ثماني دقائق فقط على النهاية)، وخياره بعدم إشراك المهاجم البرازيلي المميز فينسيسوس جونيور على الرغم مما بإمكانه تقديمه بسرعته وتوغلاته.
ودفع ريال الجمعة ثمن خطأين قاتلين لقلب دفاعه الفرنسي رافايل فاران الذي تسبب بهدفي سيتي، وهو أمر لا يتحمل مسؤوليته زيدان بحسب «ماركا»، لكنه يتحمل مسؤولية «عدم قدرته على تحريك مقاعد البدلاء بالشكل اللازم عندما كان فريقه بحاجة إلى ذلك».
وبنفس سياق عنوان «ماركا» التي كتبت «هديتان (من فاران)، وعدنا إلى المنزل»، نشرت «أس» صورة للمدافع الفرنسي وهو يضع يديه على رأسه بعد الهدف الأول لسيتي، مرفقة إياها بكلمة «دمار»، فيما خرجت صحيفتا «موندو ديبورتيفو» و«سبورت» الكتالونية بعنوان «الضربة القاضية لريال».
إلى أي مدى سيؤثر هذا الخروج على زيدان؟ هل سيتكرر مشهد 2018 حين اتخذ قرار الرحيل عن النادي الملكي مباشرة بعد تتويجه باللقب الثالث تواليا في المسابقة القارية الأم؟
بعدما أثار الشكوك بشأن مستقبله في مؤتمر صحافي عقده الشهر الماضي، لم يرغب زيدان الجمعة بعد الخروج على يد سيتي في تأكيد أي شيء بشأن هذه المسألة، لكنه ترك بعض الإشارات بالقول «أنا هنا، أنا مدرب ريال مدريد حتى يحدث شيء ما. ليس هناك ما أفكر به. أنا مدرب ريال مدريد، ليس هناك المزيد من الأسئلة التي يمكن طرحها في هذا السياق».
في صيف 2018، ترك زيدان منصبه وهو على القمة، لكنه يذهب الآن إلى عطلته الصيفية وسط شكوك وتساؤلات محت إلى حد ما الإنجاز الذي حققه في نهاية الدوري حين قاد الفريق إلى الفوز بمبارياته العشر الأخيرة وإحراز اللقب للمرة الرابعة والثلاثين في تاريخه.
والآن، على زيدان النهوض مجددا والتأكيد بأن ريال «أصيب لكنه لم يغرق» حين يستأنف الدوري موسمه الجديد الشهر المقبل.


مقالات ذات صلة

سلوت: لن أتحدث عن مفاوضات صلاح

رياضة عالمية أرني سلوت يرفض الحديث عن مستقبل صلاح مع ليفربول (إ.ب.أ)

سلوت: لن أتحدث عن مفاوضات صلاح

أكد أرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول، رفضه الحديث عن مستقبل النجم الدولي المصري محمد صلاح مع النادي الأحمر.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كايل ووكر (أ.ف.ب)

سيتي يدين الإساءة العنصرية ضد قائده ووكر

أدان مانشستر سيتي الإساءات العنصرية، عبر الإنترنت، التي استهدفت قائد فريقه كايل ووكر بعد الخسارة 2 - صفر أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية ساكا (يمين) يحتفل بهدفه الأول في مرمى موناكو وإلى جانبه لويس سكيلي الذي أسهم في صنع الهدف (رويترز)

ساكا: سعيد بمشاركة سكيلي... لديه مستقبل مشرق

أبدى بوكايو ساكا مهاجم فريق آرسنال، ثقته في أن اللاعب الشاب مايلز لويس سكيلي لديه مستقبل مشرق وذلك بعدما شارك أساسياً لأول مرة في دوري الأبطال.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية مبابي يتلقى العلاج على أرضية الملعب قبل استبداله خلال مواجهة أتالانتا الإيطالي (أ.ف.ب)

ريال مدريد: مبابي مصاب في الفخد… وسيغيب

أعلن ريال مدريد حامل لقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الخميس، أن مهاجمه الفرنسي كيليان مبابي تعرض لإصابة في الفخذ الأيسر خلال الفوز على أتالانتا الإيطالي.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».