شارع مار مخايل يرقص «رقصة الموت» الأخيرة

أحد المباني المنهارة جراء الانفجار (أ.ف.ب)
أحد المباني المنهارة جراء الانفجار (أ.ف.ب)
TT
20

شارع مار مخايل يرقص «رقصة الموت» الأخيرة

أحد المباني المنهارة جراء الانفجار (أ.ف.ب)
أحد المباني المنهارة جراء الانفجار (أ.ف.ب)

تحول شارع مار مخايل الذي يمتاز بأنه من الشوارع التي لا تنام في بيروت إلى ما يشبه ساحة الخردة.
الشارع الذي كان ينبض بالحياة، بات بعيد الانفجار يشهد حركة تشبه انتفاضة الجسد قبل الموت؛ الناس تركض في كل اتجاه باحثة عن مفقود هنا أو لتفقد ممتلكاتها، يجمع بين وجوه الناس فيه الوجوم، وتخرقه بين دقيقة وأخرى صرخات ألم لجرحى كان يتم تحميلهم في السيارات المارة وشاحنات النقل المفتوحة.
الشارع كان يحوي كثيراً من الملاهي الليلية وأماكن السهر، وعدداً كبيراً من المطاعم الشهيرة، وكان يعاني أصلاً جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب لبنان، ثم أتت جائحة كورونا لتزيد من معاناته، ثم الانفجار الذي وضع المسمار الأخير في نعش شارع جميل سقط.
في الشارع مبان زجاجية انهارت واجهاتها بالكامل، لتصبح هيكلاً حديداً تنبت منه بعض المفروشات المكتبية، فيما سقط بقيتها على الشارع، والسيارات المتوقفة تحته.
يقع الشارع في نقطة هي الأقرب لموقع الانفجار في مرفأ بيروت، فكان التأثير الأكبر عليه، حيث يمكن للسيارات السير بصعوبة في أطرافه، ثم تغلقه الحجارة الساقطة من المباني.
يحادث أحدهم صديقاً له عبر الهاتف، قائلاً له: «لقد شاهدت أهوال الحرب...لكن هذا أقسى»، وتقاطعه امرأة تركض إلى مدخل مبنى هاتفة باسم شقيقتها المقيمة فيه، قبل أن تخرج مدماة الأقدام جراء الزجاج المتناثر بكثرة في كل زاوية من زوايا الشارع، من دون أن تحظى بجواب يشفي غليلها، ليتبين أن شقيقتها مصابة؛ قيل لها إنها نقلت إلى مستشفى الروم القريب، لكن مسعاها سيكون من دون نتيجة، لأن المستشفى خرج من الخدمة جراء تضرره بقوة من تأثير الانفجار.
وتعد قضية المفقودين من العوامل الأساسية التي تؤرق الناس، فقد ملأت أخبار المفقودين شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يبحث كثيرون عن أقارب لهم فقدوا بعد الحادثة، تبين أن معظمهم من عمال مرفأ بيروت، كما من موطنين كانوا في المنطقة المحيطة بمكان الانفجار، فيما تحدث بعضهم عن سقوط ضحايا في البحر، متوقعين أن يلفظ البحر جثثاً في الأيام المقبلة، لتقل لائحة المفقودين، وتزيد لائحة الأموات.
حجم الانفجار كان هائلاً. اهتزت الأرض بقوة لثوانٍ، ثم تلاها عصف انفجار كبير كان مسؤولاً عن تحطيم زجاج كثير من المباني، وصولاً إلى ضواحي بيروت، كبعبدا والحازمية التي تقع في المقلب الآخر من العاصمة، أما منطقة الحمراء التي تبعد نسبياً عن موقع الانفجار، فقد تضررت محالها بقوة جراء عصف الانفجار الذي أودى بمعظم زجاج الأبنية، ومن بينها مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت. أما صوت الانفجار فقد سمع بقوة في قبرص القريبة من لبنان، كما سجل مركز رصد الزلازل الأردني الهزة الناجمة عنه بقوة 4 درجات على مقياس رختر.
البلبلة التي أحدثها الانفجار نجمت عن قوته الكبيرة، حيث أفيد بوجود نحو طنين ونصف الطن من مادة الأمونيوم المخزنة التي انفجرت خلال محاولة بعض العمال تلحيم نافذة صغيرة، من أجل تجنب السرقة، كما أفادت بعض المعلومات غير المؤكدة.



مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)
مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)
TT
20

مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)
مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)

أدان وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، الاثنين، استهداف الحوثيين مناطق مدنية مأهولة في صنعاء ومحيطها ومدن واقعة تحت سيطرتهم القسرية، مؤكداً محاولة الجماعة إلصاق تلك الجرائم بالقوات الأميركية «ضمن مخطط إجرامي يهدف إلى إيقاع ضحايا بين المدنيين؛ لإثارة الرأي العام، وخلق حالة من السخط تجاه العملية العسكرية الجارية». ونشر الإرياني عبر حسابه على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي، فيديوهات قال إنها لمواطنين وثَّقت خلال اليومين الماضيين، بالصوت والصورة، لحظة إطلاق صاروخ من داخل صنعاء قبل أن يسقط بأحد أحيائها، وأوضح أن «مشاهد من موقع سقوط صاروخ في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية، وتشير الصور إلى أن حجم الأضرار وقُطر الحفرة الناتجة عن سقوط صاروخ في مقبرة ماجل الدمة، لا يتوافقان مع خصائص الذخائر الأميركية المتطورة، ويؤكد استخدام رؤوس تفجيرية صغيرة».

وأضاف الوزير أن «هذا السلوك الإجرامي، الذي يُضاف إلى السجل الأسود لميليشيا الحوثي الحافل بالانتهاكات والجرائم، يعكس مدى استهتار الميليشيا بأرواح المدنيين، وسعيها المحموم لتوظيفهم في حملات دعائية مضللة، في محاولة للتغطية على أزمتها المتفاقمة في ظل تصاعد الضغط العسكري، واتساع دائرة العزلة الداخلية والخارجية المفروضة عليها». وحمَّل الإرياني الحوثيين كامل المسؤولية عن هذه الجرائم المتعمَّدة بحق المدنيين، عادّاً هذه الأفعال «تصعيداً خطيراً يكشف حجم التخبط والانهيار اللذين تعيشهما الميليشيا، نتيجة الضربات الموجِعة التي تتلقاها، وازدياد الرفض الشعبي لمشروعها الطائفي التخريبي الذي يُدار من إيران». وشدّد الوزير على أن «هذه الجرائم لن تمر دون مساءلة»، مؤكداً أن «العدالة ستطول جميع المتورطين فيها من قيادات وعناصر الميليشيا»، وأهاب بوسائل الإعلام لتحرّي الدقة، و«تجنُّب الانسياق خلف الرواية الحوثية المضللة التي تهدف إلى خلط الأوراق، وتزييف الحقائق».