أدانت واشنطن اغتيال شيخ بارز من قبيلة «العكيدات» العربية في ريف محافظة دير الزور الخاضعة لسيطرة «قوات سوريا الديمقراطية»، في وقت اتهمت فيه وزارة الدفاع بـ«الحكومة السورية المؤقتة» التابعة لـ«الائتلاف السوري» المعارض «قوات سوريا الديمقراطية» بالوقوف وراء الاغتيال. وأفادت شبكة إعلامية محلية بخروج مظاهرات في بلدات ذيبان والشحيل والحوايج بريف دير الزور جابت الشوارع الرئيسية، وتم فيها إحراق إطارات السيارات وقطع الطرقات.
وتمكن مسلحون مجهولون من استهداف سيارة خاصة كانت تقل شيوخ قبيلة «العكيدات» العربية، واغتالوا الشيخ جدعان الهفل، وقريبه السائق دعار الخلف، كما أصابوا إبراهيم جدعان الهفل شيخ مشايخ «العكيدات» بجروح طفيفة، عند أطراف قرية الحوايج بريف دير الزور الشرقي، قبل يومين، في طريق عودتها من مجلس عشائري ببلدة غرانيج المجاورة، حيث تعرضت السيارة التي تقلهم لإطلاق نار كثيف على يد مسلحين كانوا ملثمين يركبون دراجات نارية، وقد لاذوا بالفرار بعد تنفيذ العملية بين بلدتي ذيبان والشحيل بريف دير الزور الشرقي.
وقالت السفارة الأميركية في دمشق، أمس، عبر صفحتها في «فيسبوك»: «تدين الولايات المتحدة الهجوم على الشيخ امطشر الحمود الجدعان الهفل، والشيخ إبراهيم الخليل العبود الجدعان الهفل، وجهاء قبيلة العكيدات»، وقدمت التعازي للعشيرة وعائلة الشيخ امطشر الذي قتل في الهجوم، وكذلك لعائلة سائقه، قائلة: «كما نتمنى الشفاء العاجل للشيخ إبراهيم، وتقديم الجناة للعدالة؛ إن العنف ضد المدنيين غير مقبول، وهو يعيق الأمل في حل سياسي دائم للصراع في سوريا».
ومدينة دير الزور ثاني كبرى محافظات سوريا من حيث المساحة، وهي غنية بالنفط، وتتمتع فيها العشائر بنفوذ واسع إذ تسيطر على مفاصلها، وتسعى كل جهة عسكرية إلى مهادنتها وكسب ولائها، وتعد قبيلة «العكيدات» أكبر العشائر العربية المنتشرة في بادية الجزيرة، ويتزعمها الشيخ مصعب جدعان الهفل. وخلال سنوات سيطرة تنظيم داعش على المنطقة، سافر إلى الخليج العربي، واستقر فيها، ليتسلم المشيخة شقيقه إبراهيم جدعان الهفل الذي أصيب بالحادثة، وبرزت القبيلة وقادتها في مواقفها المعارضة لنظام الحكم، كما رفضت الدخول في تحالفات مع الجهات العسكرية التي تتالت على حكم المنطقة.
وطالت عمليات الاغتيال الشيخ علي الويس مختار قرية «الدحلة» بريف دير الزور، وهو شيخ عشيرة «بو رحمة - قبيلة البكارة». ففي صباح أول أيام عيد الأضحى المبارك، اغتيل جراء إطلاق النار من قبل مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية الجمعة الماضي، في أثناء ذهابه إلى المسجد لأداء صلاة العيد فجراً. وكان الشيخ الويس ضمن وفد العشائر الذي قابل مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية»، منتصف الشهر الماضي، وطلبوا تشديد الإجراءات الأمنية، والحفاظ على استقرار مناطق دير الزور، وملاحقة الخلايا النائمة الموالية لتنظيم داعش.
وبدوره، قال غسان اليوسف، رئيس «مجلس دير الزور المدني» التابع للإدارة الذاتية، إن كثيراً من الجهات تقف خلف العمليات، دون تسميتها، وأشار إلى أن الخلايا النائمة الموالية لتنظيم داعش الإرهابي تقف بالدرجة الأولى خلفها، وقال: «هذه العمليات غير الأخلاقية البعيدة عن الإنسانية هي ضرب للوحدة بين الكرد والعرب»، وأوضح أن محاولات الاغتيال التي وقعت مؤخراً بالمنطقة استهدفت شيوخ عرب ووجهاء عشائر دير الزور «بهدف إثارة الفتنة ونشر الفوضى»، وأكد أن العمليات طالت «شيوخ العشائر المعروفين بمواقفهم الوطنية، وتريد تلك الجهات من وراء عملياتها ضرب العيش المشترك وأخوة الشعوب».
هذا وقد قام ملثمون مجهولون بالهجوم على منزل المتحدث باسم قبيلة «العكيدات»، الشيخ سليمان الكسار، في بلدة البصيرة بريف دير الزور، نهاية الشهر الفائت، وتم اغتياله، وتعرض ابنه لإصابة بليغة نقل على أثرها إلى مشفى بالقرب من المنطقة. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان نشر على حسابه الرسمي، إلى توجه جديد في نشاط خلايا تنظيم داعش، يتمثل باستهداف «وجهاء وشيوخ عشائر في ريف محافظة دير الزور».
ومن جهة ثانية، اتهمت وزارة الدفاع بـ«الحكومة السورية المؤقتة»، التابعة لـ«الائتلاف السوري» المعارض، «قوات سوريا الديمقراطية» بالوقوف خلف عمليات الاغتيال التي طالت شيوخ عشائر بارزة، وقالت في بيان: «لا يمكن أن تكون إلا من تخطيط وتنفيذ هذه الفصائل التي تعمل على التخلص من الشخصيات الاعتبارية المؤثرة كافة في الحاضنة الشعبية المناهضة لمشروعها الانفصالي المرفوض شعبياً».
وحمل البيان كامل المسؤولية لـ«قوات سوريا الديمقراطية» عن وقوع عمليات الاغتيال في المنطقة مؤخراً، ولفت إلى أنه «نحن على ثقة بأن الجرائم الجديدة التي تم ارتكابها في فترة عيد الأضحى المبارك ليست الأولى في المنطقة، ولن تكون الأخيرة، ما بقيت تلك الميليشيات مسيطرة على المنطقة، تزرع فيها الكراهية والعنصرية والقتل والتدمير»، ودعا الدول إلى وقف الدعم المادي والسياسي.
وفي سياق متصل، أفادت «شبكة جسر» الإعلامية المعارضة بخروج مظاهرات في بلدات ذيبان والشحيل والحوايج، نددت بحادثة اغتيال الشيخ الهفل، وشارك فيها المئات من الأهالي الذين جابوا الشوارع الرئيسية، وأحرقوا إطارات السيارات، وأغلقوا الطرقات. ونشرت الشبكة مقطع فيديو يظهر مشاركة مسلحين بالمظاهرات، وسماع دوي إطلاق رصاص وتبادل للنيران.
واشنطن تدين اغتيال زعيم عشائري شرق الفرات... ومظاهرات في دير الزور
«الائتلاف» المعارض يحمّل «سوريا الديمقراطية» المسؤولية
واشنطن تدين اغتيال زعيم عشائري شرق الفرات... ومظاهرات في دير الزور
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة