إيريك لاميلا: مورينيو يدفع توتنهام للاتجاه الصحيح

المدافع الأرجنتيني أكد أن المدرّب البرتغالي الأصلح لقيادة الفريق في الوقت الحالي

شراسة لاميلا انعكست على أسلوب فريق توتنهام (أ.ب)
شراسة لاميلا انعكست على أسلوب فريق توتنهام (أ.ب)
TT

إيريك لاميلا: مورينيو يدفع توتنهام للاتجاه الصحيح

شراسة لاميلا انعكست على أسلوب فريق توتنهام (أ.ب)
شراسة لاميلا انعكست على أسلوب فريق توتنهام (أ.ب)

قد يشعر المتابع لمباريات توتنهام هوتسبير أن نجم خط وسط الفريق إيريك لاميلا يحتج كثيراً. وعلاوة على ذلك، فبعد استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز، لم يرتكب أي لاعب أخطاء بمعدل أعلى من اللاعب الأرجنتيني. ولا يعد هذا مؤشراً على الأسلوب الشرس والقوي الذي يلعب به لاميلا فحسب، لكنه يعكس أيضاً الشراسة التي يلعب بها فريق توتنهام ككل منذ تولي المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو قيادة الفريق.
وعندما سئل لاميلا عن هذا الأمر رد قائلاً: «إنها الطريقة التي ألعب بها كرة القدم دائماً. في كثير من الأحيان يحتسب الحكام أخطاء ضدي، لكنها لا تكون أخطاء في حقيقة الأمر، وهو ما يجعلني أشعر بالغضب في بعض الأحيان. إنني لا أتعمد ارتكاب الأخطاء، لكن هذه هي الطريقة التي ألعب بها، سواء في المباريات أو حتى في التدريبات».
وفي الحقيقة، يبدو هذا الأمر واضحاً لأي شخص متابع لمسيرة اللاعب الأرجنتيني مع توتنهام خلال السنوات السبع الماضية. لقد مر لاميلا بالعديد من النجاحات والإخفاقات، وأمتعنا في بعض اللحظات بمهاراته الرائعة، وعانى في أوقات أخرى من إحباطات شديدة، وتعرض للإصابات وسوء الحظ في بعض الفترات. لكن طوال هذه المدة لم نر من اللاعب الأرجنتيني سوى الالتزام الشديد. إنه يبلغ من العمر 28 عاماً، وهو الأقدم في صفوف الفريق الأول لتوتنهام بعد كل من يان فيرتونخين - الذي أعلن رحيله عن الفريق الأسبوع الماضي - وهوغو لوريس وهاري كين. لقد كان لاميلا موجودا بين جدران النادي عندما حقق أفضل إنجازاته، وكان هناك أيضاً عندما عانى النادي من أشد الإخفاقات. وكما هو الحال مع العديد من لاعبي توتنهام، يسعى لاميلا دائماً لطي الصفحة السابقة والتفكير فيما هو قادم.
لقد مر ما يقرب من ثمانية أشهر منذ إقالة المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو من قيادة الفريق عندما كان يحتل المركز الرابع عشر في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ليحل محله مورينيو. ومنذ ذلك الحين، بات النادي الذي كان يتميز دائما بالاستقرار، يعاني من الاضطرابات، سواء داخل الملعب أو خارجه. وكان مستوى الفريق متذبذباً للغاية، فتراه يحقق نتائج جيدة وتارة أخرى تتراجع النتائج بشكل غريب، ثم تتحسن مرة أخرى. لقد توقف النشاط الكروي في جميع أنحاء العالم لبضعة أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا، وعندما تم استئناف مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز حقق توتنهام فوزا مستحقا ومقنعا على كل من آرسنال ونيوكاسل يونايتد.
وقبل مباراة توتنهام أمام ليستر سيتي في المرحلة قبل الأخيرة، كان الفريق يحتل المركز السابع في جدول الترتيب، وهو ليس مركز جيداً، لكنه أفضل بكثير مما كان متوقعا. ولم يكتف الفريق بذلك، بل سحق ليستر سيتي بثلاثة أهداف دون رد وارتقى للمركز السادس الذي حافظ عليه عندما تعادل مع كريستال بالاس في المرحلة الأخيرة. ورغم كل الشكوك المثارة حول مورينيو، بل والعداء الصريح ضده في بعض الأحيان، فقد أشاد لاميلا بالمدير الفني البرتغالي قائلاً: «عندما تولى مورينيو قيادة الفريق، لم نكن نحتل مركزا جيدا في جدول الترتيب. لكن مستوى الفريق تحسن بعد ذلك. لا يمكنني أن أقول الكثير عن المدير الفني، لكن يمكنني أن أقول إنه يقوم بالعمل الصحيح ويدفع الفريق نحو الاتجاه الصحيح».
وقد تحسن أداء توتنهام بفضل الشراسة التي يلعب بها لاعبون مثل لاميلا. ومنذ تعيين مورينيو على رأس القيادة الفنية لتوتنهام، لم يحصل أي فريق في الدوري الإنجليزي الممتاز على بطاقات صفراء أكثر من توتنهام، وهو ما يعد مؤشرا واضحا على تصميم اللاعبين على إفساد الهجمات المرتدة للفريق المنافس ومنعه من اللعب بأريحية. إن مشهد لوريس وسون هيونغ مين وهما يتجادلان بحدة وغضب أثناء خروج اللاعبين من الملعب بعد نهاية الشوط الأول لمباراة الفريق أمام إيفرتون ربما أثار قلق البعض، لكنه أسعد مورينيو، الذي أكد بعد ذلك على أنه ليس لديه وقت لـ«الأولاد الطيبين»، وأنه يحب نوعية اللاعبين الذين يخبرون بعضهم البعض بأخطائهم. فهل يناسب لاميلا هذه الطريقة؟ يقول اللاعب الأرجنتيني وهو يبتسم ابتسامة ساخرة. «أنا لا أعرف، فهذا سؤال صعب!».
وكان لاميلا أقل تحفظا في الحديث عن الصلابة الدفاعية للفريق في الآونة الأخيرة، بعدما كان الفريق يعاني بشكل واضح في خط الدفاع بالشكل الذي ظهر في المباراة التي خسرها أمام شيفيلد يونايتد بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. وفي الحقيقة، فإن التحسن في النواحي الدفاعية كان أحد الأسباب الرئيسية في تحسن نتائج توتنهام في الآونة الأخيرة. ومنذ استئناف الموسم، يأتي توتنهام في المركز الرابع في قائمة أقوى خطوط الدفاع في المسابقة، بعد كل من وولفرهامبتون واندررز ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد.
يقول لاميلا عن ذلك: «لقد غير الفريق العقلية التي يلعب بها في المباريات القليلة التي سبقت انتهاء المسابقة. ويمكنكم أن تروا داخل الملعب أننا نلعب كوحدة واحدة ونحاول أن نجد أفضل الحلول. أعتقد أن الفريق لديه لاعبين جيدين للغاية يمكنهم حسم نتائج المباريات في أي وقت. لذلك، إذا تحسننا في الجوانب الأخرى، يمكننا أن نكون أفضل من ذلك بكثير. لقد استقبلنا الكثير من الأهداف هذا الموسم، وعندما تستقبل أهدافاً يكون من الصعب أن تحقق الفوز في المباراة».
وسوف يقود مورينيو توتنهام للمشاركة في الدوري الأوروبي خلال الموسم المقبل. صحيح أن الفريق لم يحتل أحد المراكز الأربعة الأولى المؤهلة لدوري أبطال أوروبا، لكن بعد فوزه على وولفرهامبتون واندررز وليستر سيتي وتعادله مع كريستال بالاس تخطى الفريق كلاً من وولفرهامبتون وآرسنال وشيفيلد يونايتد وآرسنال وتأهل للدوري الأوروبي. يقول لاميلا عن ذلك: «صحيح أن مركزنا تحسن كثيرا في جدول الترتيب، لكن لا يزال بإمكاننا أن نكون أفضل. لقد قدمنا مستويات أفضل في المباراتين أمام وولفرهامبتون واندررز وليستر سيتي، والفريق لديه إمكانيات هائلة، والمدير الفني يعرف جيداً ما يقوم به. إننا عملنا جيداً على أن نتأهل إلى إحدى البطولتين الأوروبيتين الموسم المقبل، والجميع يعرف أننا بحاجة إلى المشاركة في المسابقات الأوروبية مرة أخرى».
البعض اعتقد أن غياب الفريق عن المسابقات الأوروبية الموسم المقبل قد يكون أفضل لتوتنهام، لأنه سيجعل مورينيو يركز بشكل أكبر على بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز وسيمنحه مزيداً من الوقت للاستعداد للمباريات، خاصة أن الموسم المقبل سيكون مضغوطاً للغاية. لكن النادي يشارك في المسابقات الأوروبية منذ عشر سنوات على التوالي، وهو الشيء الذي لم يريد لاميلا التخلي عنه.
يقول اللاعب الأرجنتيني: «إنه شيء مهم للغاية للنادي وللجماهير وللاعبين وللعاملين بالنادي، وللجميع. من المؤسف حقا أننا لم نتأهل لدوري أبطال أوروبا، لكن يتعين علينا أن نتعامل مع الأمر الواقع بعد أن تأهلنا للدوري الأوروبي. من المؤسف أننا لم نقدم أفضل أداء لدينا هذا الموسم، وقد استغرق الأمر وقتا طويلا حتى نصل إلى ما نحن عليه الآن، حيث بدأنا نحقق الفوز ونشعر بالتحسن وأنهينا الموسم في المركز السادس وتأهلنا للدوري الأوروبي.


مقالات ذات صلة

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

رياضة عالمية إيساك لاعب نيوكاسل يحتفل بهدفه في ليستر سيتي (رويترز)

هدف جوتا ينقذ ليفربول من فخ فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أموريم سيخوض أول ديربي مع اليونايتد في الدوري الإنجليزي (رويترز)

ديربي «مانشستر» اختبار حقيقي لأموريم مع الشياطين الحمر

يرغب البرتغالي روبن أموريم، المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم، في أن يرى تحسناً وروحاً قتالية، من فريقه المتطور، الذي سيواجه مانشستر سيتي

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إدارة مانشستر يونايتد وقعت في أخطاء استنزفت خزينة النادي (إ.ب.أ)

رحيل أشورث يشير إلى وجود مهزلة في مانشستر يونايتد بقيادة راتكليف

«لتجنب العفن»... هذا هو الوصف الذي استخدمه أحد المسؤولين التنفيذيين الأقوياء في مانشستر يونايتد للتعليق على رحيل دان أشورث. وأشار هذا المسؤول إلى أن رحيل

جيمي جاكسون (لندن)
رياضة عالمية ووكر فقد الكثير من مميزاته وعلى رأسها السرعة (أ.ف.ب)

مسيرة ووكر مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها

إن أصعب شيء يمكن أن يفعله لاعب كرة قدم محترف هو الاعتراف بأن مسيرته الكروية بدأت في التراجع وعلى وشك الانتهاء. لقد فعل غاري نيفيل ذلك في يوم رأس السنة الجديدة

بن ماكالير (لندن)
رياضة عالمية صلاح يتحسر على إحدى الفرص المهدرة أمام فولهام (أ.ف.ب)

«البريميرليغ»:هدف جوتا ينقذ ليفربول أمام فولهام... ونيوكاسل يضرب برباعية

أحرز ديوغو جوتا لاعب ليفربول هدف التعادل في اللحظات الأخيرة لينقذ فريقه، الذي أنهى المباراة بعشرة لاعبين، بالتعادل 2-2 في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».