ارتفاع جديد لإصابات «كورونا» في ليبيا

مصراتة تعلن الطوارئ

فحص عائدين إلى مصراتة أمس (فيسبوك الصحة الليبية)
فحص عائدين إلى مصراتة أمس (فيسبوك الصحة الليبية)
TT

ارتفاع جديد لإصابات «كورونا» في ليبيا

فحص عائدين إلى مصراتة أمس (فيسبوك الصحة الليبية)
فحص عائدين إلى مصراتة أمس (فيسبوك الصحة الليبية)

عبر إجراءات فرض العزل التام، بدأت مدن ليبية في محاولة كبح جماح تفشي وباء فيروس «كورونا»، بعدما أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض تسجيل 146 حالة إيجابية في تطور مقلق للوضع الوبائي في البلاد. وقال المركز في بيان له مساء أول من أمس، إنه «سجل 43 حالة جديدة في المدينة، بالإضافة إلى حالات إصابة في معظم المدن»، لافتاً إلى «تسجيل 4 حالات شفاء داخل مدينتي مصراتة وزليتن، مقابل 3 حالات وفاة داخل مصراتة والشاطئ».
وارتفع بذلك إجمالي الحالات المصابة إلى 3.837 والحالات النشطة إلى 3.131 بينما بلغ عدد المتعافين 623 وإجمالي الوفيات 83، وأعلنت مدينة مصراتة بغرب البلاد، حالة الطوارئ بعدما وصل انتشار الوباء إلى ما وصفته بـ«منحنى خطير». وطالبت المواطنين بـ«ضرورة ارتداء الكمامات، والالتزام بالتباعد الاجتماعي، وعدم المصافحة، واتباع الإجراءات الوقائية». وشددت اللجنة المحلية لمكافحة الوباء في بيان لها على «التقيد بالضوابط والتوصيات بشأن صلاة الجماعة». وطالبت بإغلاق الشواطئ والمتنزهات وأماكن التجمعات وحظر إقامة المآتم والأفراح.
ونصحت اللجنة المواطنين فوق 65 عاماً، والمصابين بالأمراض المزمنة، وذوي المناعة الضعيفة بعدم الخروج نهائياً؛ إلا للضرورة. وقررت مديرية أمن مصراتة فرض الحظر الكلي اعتباراً من أول من أمس، وإغلاق جميع الأنشطة التجارية بالمدينة، كما تم إغلاق الشوارع الداخلية والرئيسية في المدينة لفرض الحظر.
بدورها، قررت اللجنة الرئيسية لمكافحة فيروس «كورونا المستجد» بسرت عقب اجتماع طارئ مساء أول من أمس، فرض حظر التجوال بالمدينة وضواحيها وخلال 24 ساعة ولمدة عشرة أيام. وأوضحت اللجنة أنها ناقشت الصعوبات التي تواجه عمل اللجان الطبية المكلفة بمكافحة الوباء الخطير، وخاصة بعد ظهور حالتين مصابتين بالفيروس، مشيرة إلى أنه تم التأكيد على ضرورة متابعة الإجراءات الاحترازية لمكافحة الفيروس والتشديد على المواطنين باتباع الإجراءات الوقائية لمنع انتشار المرض.
وقال سالم عامر، رئيس مجلس سرت التسييري التابع للحكومة الموازية في شرق البلاد، إن قرار فرض الحظر الكامل يتضمن إغلاق كافة الأنشطة التجارية والخدمية باستثناء المحال الصغيرة داخل الأحياء ومحلات مواد التنظيف ومصانع مياه الشرب والمخابز.
وفي مدينة بنغازي بشرق البلاد، اعتبر الدكتور سعد عقوب، وزير الصحة بالحكومة الموازية غير المعترف بها دوليا، أن «المرحلة تقتضي تكاتف الجهود في القيام بمهام استثنائية وإضافية». وتعهد في بيان له بمحاسبة كل المقصرين في أداء واجبهم الذي تتطلبه المرحلة والحاجة الملحة في هذه الظروف، مشدداً على ضرورة التزام كافة الكوادر الطبية بمساندة الجهود الحكومية والقطاع الصحي في العمل على مجابهة الفيروس. كما حث سلطات البلديات، على الالتزام بالإجراءات الاحترازية الضرورية التي تحد من تفشي الوباء.
وانتقد عقوب عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية بالشكل المطلوب، موضحاً أن ذلك يستدعي تشديد السلطات المحلية فرض رقابة شديدة على كافة المستويات وتنفيذ الإجراءات الاحترازية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.