إدانة فلسطينية للتحريض الأميركي ضد عباس

إدانة فلسطينية للتحريض الأميركي ضد عباس
TT

إدانة فلسطينية للتحريض الأميركي ضد عباس

إدانة فلسطينية للتحريض الأميركي ضد عباس

انتقد مسؤولون فلسطينيون وفصائل منضوية تحت إطار منظمة التحرير وخارجها، «التحريض» الأميركي ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واعتبروها في إطار معاقبة الضحية والضغط على القيادة الفلسطينية من أجل تغيير مواقفها ودعوة صريحة لاغتيال عباس.
ورفض المحتجون «النهج» الأميركي العدائي ضد الفلسطينيين، على خلفية مطالبة عضو مجلس نواب أميركي دوغ لامبورن، بفرض عقوبات شخصية على عباس. وقال قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، وهو مستشار عباس، إن التحريض الأميركي والإسرائيلي ضد الرئيس والقيادة الفلسطينية، «يكشف النوايا الحقيقية تجاه قضيتنا العادلة وقيادتنا التي تقف سداً منيعاً أمام مخططاتهم ومؤامراتهم العدوانية لشعبنا».
وكان عضو مجلس النواب الأميركي دوغ لامبورن، دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى فرض عقوبات شخصية على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وكبار المسؤولين في السلطة. ووجه لامبورن رسالة إلى ترمب قال فيها، إنه «على مدار سنوات، عشرات آلاف المخربين المسجونين، وعائلات المخربين الذين قتلوا في عمليات هجومية، يحصلون على آلاف الدولارات شهرياً، والمبلغ الذي يدفع شهرياً مقابل عمليات القتل الجماعي ضد الإسرائيليين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال يصل إلى 3500 دولار». وتابع أنه يجب فرض عقوبات شخصية رادعة على عباس والمسؤولين الفلسطينيين الآخرين الذين ينفذون السياسة.
واستنكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات التحريض الأميركي المتواصل ضد الرئيس محمود عباس وأعضاء القيادة. وقال إن دعوة لامبورن تأتي لعقاب الضحية، واصفاً ذلك بالبلطجة والابتزاز المرفوضين.
كما استنكرت الجبهة الديمقراطية سياسة التحريض التي تتبعها الدوائر الأميركية الصهيونية ضد الفلسطينيين. ودعت إلى الرد على الدعوات الأميركية بالتقدم إلى الأمام على طريق استكمال التحرر من اتفاق أوسلو وبروتوكول باريس وقيودهما، باتجاه استراتيجية وطنية شاملة، تطلق أوسع مقاومة وطنية في الميدان، ضد الاحتلال والاستيطان.
ووصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ووزير التنمية الاجتماعية في الحكومة الفلسطينية أحمد مجدلاني، المطالبة بتنفيذ عقوبات على عباس، «بتحريض مباشر على اغتيال الرئيس ودعم إرهاب دولة الاحتلال المنظم، وتصريح عنصري يتناسى إرهاب ودعم إدارة ترمب وشراكته للاحتلال». أما جميل مزهر، عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية، فقال إن تهديد الرئيس عباس يعكس الوجه الحقيقي القبيح للإدارة الأميركية التي تتنكر لحقوق شعبنا الثابتة والمشروعة في الحرية والعودة والدولة والاستقلال. ودعا مزهر إلى تسريع الخطى نحو إنجاز المصالحة حتى نؤسس لمرحلة جديدة من خوض النضال ضد العدو وبكل الأشكال النضالية.
ومن جهته، أكد القيادي في حركة الجهاد في فلسطين أحمد المدلل، أن المطالبات الأميركية بفرض عقوبات على الرئيس عباس، تؤكد أنَّ من أعضاء الكونغرس الأميركي من هم صهاينة أكثر من دولة الاحتلال. وأضاف: «يجب أن نؤكد لأميركا والكيان الصهيوني أن قضية الأسرى ثابت من ثوابتنا».
يذكر أنه يقف وراء مبادرة عضو الكونغرس الأميركي، مركز «نظرة على الإعلام الفلسطيني»، و«منتدى الشرق الأوسط - إسرائيل» برئاسة دانييل فايس.
وأكدت المديرة التنفيذية للمنتدى نيف درومي أنه «على الرغم من وجود من يرون السلطة الفلسطينية شريكاً، من المهم الإشارة إلى أن الحديث يدور عن هيئة تدعم الإرهاب بوجهين».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.