كيف تسلّق رود ليفر قمة إيفرست للتنس مرتين؟

حقق إنجازاً صمد أكثر من نصف قرن

حصل رود ليفر على لقب أفضل لاعب تنس في القرن العشرين (غيتي)
حصل رود ليفر على لقب أفضل لاعب تنس في القرن العشرين (غيتي)
TT

كيف تسلّق رود ليفر قمة إيفرست للتنس مرتين؟

حصل رود ليفر على لقب أفضل لاعب تنس في القرن العشرين (غيتي)
حصل رود ليفر على لقب أفضل لاعب تنس في القرن العشرين (غيتي)

وُصف لاعب التنس الأسترالي رود ليفر بأنه كان الأفضل في جيله، كما حصل على لقب أفضل لاعب تنس في القرن العشرين بعدما حقق شيئاً لم يحققه أي لاعب آخر في هذه اللعبة على الإطلاق، وهو الفوز بالبطولات الأربع الكبرى (الغراند سلام) في العام نفسه، ولم يكتفِ بذلك، بل حقق هذا الإنجاز مرتين! حقق ليفر هذا الإنجاز للمرة الأولى عام 1962، متفوقاً على لاعبين عظماء من أمثال ليو هواد وكين ورسيويل وبانشو غونزاليس، في حين كانت المرة الثانية - والأهم - عام 1969 في أول موسم كامل للبطولات المفتوحة للتنس، رغم أنه كان يعاني من إصابة في الكوع، وهو ما جعل هذا الإنجاز يشبه تسلق قمة جبل إيفرست في عالم التنس.
وكان اللاعب الوحيد الذي فاز بالبطولات الأربع الكبرى في عام واحد هو دون بودج في الثلاثينات من القرن الماضي، ولم يتمكن أي لاعب تنس من تحقيق هذا الإنجاز مرة أخرى منذ ذلك الحين. وقد فاز كل من جيمي كونورز وماتس ويلاندر وروجر فيدرير ورافائيل نادال ونوفاك ديوكوفيتش بثلاث بطولات كبرى في سنة ميلادية واحدة، بينما حصل ثمانية رجال على البطولات الأربع الكبرى طوال مسيرتهم الرياضية. ووصف لاعب التنس السابق أندريه أغاسي الإنجاز الذي حققه ليفر بأنه استثنائي وإعجازي، وأنا أتفق تماماً مع ذلك.
وكانت آخر مقابلة صحفية أجريتها مع ليفر في يناير (كانون الثاني) الماضي، بعد يوم من وصوله إلى بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، في فندق ملبورن. وخلال هذا الحوار، قال ليفر، البالغ من العمر آنذاك 81 عاماً، بتواضع شديد: «من المؤكد أنني أفتخر بالرقم القياسي الذي حققته بالحصول على البطولات الأربع الكبرى للتنس في عام واحد مرتين».
وقال جون نيوكومب، الفائز بسبع بطولات من البطولات الأربع الكبرى: «أعتقد أن حصول ليفر على البطولات الأربع الكبرى في عام واحد عام 1969 كان الأكثر أهمية». وقد شهدت بطولة أستراليا المفتوحة للتنس في مدينة بريسبان في ذلك العام مباراة ملحمية في الدور نصف النهائي أمام توني روتش. يقول نيوكومب: «ليس من السهل على الإطلاق أن تحقق هذا الإنجاز الكبير، لكن ليفر حققه، لذلك فهو إنجاز استثنائي. لقد كان هناك كثير من اللاعبين الجيدين في ذلك الوقت الذين سبق أن فازوا بالبطولات الأربع الكبرى، لكن ليفر كان أفضل من الأفضل».
وعن الأسباب التي جعلت ليفر يتمكن من تحقيق هذا الإنجاز الكبير، قال نيوكومب إن ليفر كان صاحب التسديدات الأقوى في الوقت المناسب. في الواقع، كان الجو شديد الحرارة في كثير من الأحيان، مثل تلك المباراة التي اضطر فيها نيوكومب للحصول على راحة مبكرة خلال المجموعة الثالثة من المباراة النهائية لبطولة ويمبلدون عام 1969، التي يشير إلى أن 99 في المائة من الملعب كان مغطى. يقول نيوكومب عن تلك المباراة: «لقد استدرت ونظرت إليه وأعطيته فقط إيماءة تشير إلى أنه يلعب بشكل رائع». وكانت هذه هي البطولة الرابعة من البطولات الأربع الكبرى التي يحصل عليها ليفر في ذلك العام.
ويشير روسويل، الذي خسر نهائي بطولة فرنسا المفتوحة عام 1969 في المباراة التي يعترف بأنها كانت واحدة من أفضل المباريات التي لعبها ليفر على الإطلاق، إلى أن ليفر كان يتمتع بالقدرة التنافسية العالية وعدم الخوف من المنافسين، بالإضافة إلى القدرة على الفوز في المباريات التي كان يبدو فيها قريباً من الهزيمة. ويؤكد اللاعب الأسترالي فريد ستول أن ليفر كان خصماً لا يعرف التراجع أو الاستسلام أبداً، وعندما كان يتأخر في النتيجة كان ذلك يعد بمثابة حافز كبير له للعودة مرة أخرى في اللقاء. وعلى الرغم من أن ليفر كان قصير القامة، حيث يصل طوله إلى 172 سم فقط، لكنه كان يمتلك قوة كبيرة في يده اليسرى. في الحقيقة، كان ليفر سابقاً لعصره في تلك الفترة.
وعلاوة على ذلك، كان اللاعب الأسترالي يتميز بالقوة البدنية الهائلة والسرعة الفائقة، وكان شديد التركيز في المباريات النهائية، خصوصاً خلال الأرقام القياسية «المذهلة تماماً» التي حققها في عامي 1962 و1969. وإذا تمكن بعض اللاعبين المعاصرين من الفوز بعدد أكبر من البطولات الكبرى التي حققها ليفر والبالغ عددها 11 بطولة، فإن صديقه الرائع فريد ستول يعتقد أن ليفر كان بإمكانه الحصول على عدد أكبر من البطولات الكبرى لولا ابتعاده عن اللعبة لمدة خمس سنوات في أوج تألقه، بين الرابعة والعشرين والثلاثين من عمره.
وخلال الفترة التي غاب فيها ليفر عن الملاعب، وصل ستول إلى ثماني نهائيات للبطولات الأربع الكبرى وخسر أمام الأسترالي روي إيمرسون في خمسة منها. وقال ستول عن ذلك: «لم أكن لأفوز بالبطولتين اللتين فزت بهما لو كنت ألعب أمام اللاعبين المحترفين في ذلك الوقت. لقد فاز ليفر بـ11 بطولة كبرى ولم يلعب في 21 بطولة، وكان اللاعب الأفضل عندما تحول لممارسة اللعبة على المستوى الاحترافي، وكان الأفضل أيضاً عندما عاد من الفترة التي ابتعد فيها عن الملاعب. لذا، لو حصل ليفر على نصف عدد البطولات التي كان من المفترض أن يشارك فيها لحصل الآن على 21 بطولة كبرى.
ولم يلعب ليفر إلا لفترة محدودة، خلال الفترة بين عامي 1970 و1978، لكنه لم يبدِ أي ندم بشأن الأسباب التي جعلته يبتعد عن اللعبة سريعاً. وعندما فاز ليفر في تلك المباراة التاريخية التي أوصلته إلى القمة في التاسع من سبتمبر (أيلول) عام 1969، احتفل بطريقة غير معهودة وقفز من فوق الشبكة قبل مصافحة خصمه المهزوم آرثر آش. لكنه على أي حال قد حقق إنجازاً ظل صامداً منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، وربما يظل صامداً إلى الأبد.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».