كأس إنجلترا: آرسنال يتطلع لإحراز اللقب على حساب تشيلسي وضمان المشاركة الأوروبية

اليوم يسدل الستار على فعاليات أطول موسم كروي إنجليزي في تاريخه

جيرو يقود هجوم تشيلسي أمام  فريقه السابق (إ.ب.أ)
جيرو يقود هجوم تشيلسي أمام فريقه السابق (إ.ب.أ)
TT

كأس إنجلترا: آرسنال يتطلع لإحراز اللقب على حساب تشيلسي وضمان المشاركة الأوروبية

جيرو يقود هجوم تشيلسي أمام  فريقه السابق (إ.ب.أ)
جيرو يقود هجوم تشيلسي أمام فريقه السابق (إ.ب.أ)

يسدل الستار اليوم السبت على فعاليات الموسم الحالي لكرة القدم الإنجليزية بمواجهة مثيرة بين آرسنال وتشيلسي في ديربي لندني بنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على استاد «ويمبلي» العريق بالعاصمة البريطانية لندن. وتجمع المباراة بين أكثر فريقين أحرزا لقب الكأس خلال القرن الحالي حيث توج كل منهما باللقب ست مرات منذ موسم 1999/ 2000 وحتى الآن. ويتطلع آرسنال «المدفعجية» لإحراز اللقب من أجل ضمان المشاركة في مسابقة الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) بالموسم المقبل، فيما يسعى تشيلسي إلى الفوز باللقب لتتويج الموسم الأول للمدرب فرانك لامبارد مع الفريق.
ويؤكد مدرب آرسنال ولاعبه السابق الإسباني ميكل أرتيتا بأنه حتى في حال التتويج فإن فريقه لن ينقذ موسمه بعد حلوله ثامنا في الدوري المحلي (الأسوأ منذ 15 عاما في الدوري الإنجليزي الممتاز). لكن الحصول على الكأس بعد مضي 8 أشهر فقط على توليه منصبه، سيعزز من الاعتقاد بأن أرتيتا هو الرجل المناسب في المكان المناسب لإعادة «المدفعجية» إلى طريق الألقاب وربما المنافسة على المراكز الأولى الموسم المقبل. وتوج أرتيتا بطلا لكأس إنجلترا عندما كان قائدا لآرسنال عام 2014. منهيا صياما عن هذا اللقب دام 9 سنوات، ثم أحرز الفريق اللندني الشمالي اللقب مرتين أخريين في السنوات الماضية، معززا الرقم القياسي المطلق برصيد 13 لقبا، ويصبح الأكثر نجاحا على مدار تاريخ المسابقة فيما يحتل تشيلسي المركز الثالث في قائمة أكثر الفرق تتويجا بهذا اللقب برصيد ثمانية ألقاب مقابل 12 لقبا لمانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني في القائمة.
وتسلم ارتيتا منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي خلفا لمواطنه أوناي إيمري بعد أن عمل الأول مساعدا لمدرب مانشستر سيتي مواطنه الآخر جوسيب غوارديولا لفترة طويلة. ويقول أرتيتا «بالنسبة إلي، هذا النادي يستحق الأفضل ويتعين علينا أن نكافح من أجل كل لقب». وأضاف «بطبيعة الحال، بعد كل ما حصل، إذا نجحنا في الفوز في المباراة النهائية والتأهل إلى أوروبا نستطيع القول بأن الأمر لا بأس به. لكننا لم نبلغ المستوى الذي يليق بهذا النادي بعد».

ورغم أن الدوري الأوروبي يأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية على الصعيد القاري، لكن الفشل في المشاركة قاريا للمرة الأولى منذ موسم 1995 - 96 ستكون ضربة لحالة النادي المالية التي تعاني أصلا. فعدم مشاركة آرسنال في دوري أبطال أوروبا خلال موسم 2018 - 2019 جعله يتكبد خسائر وصلت إلى 35 مليون دولار للمرة الأولى منذ 17 عاما، وذلك رغم إيرادات قدرت بنحو 50 مليون دولار من عائدات النقل التلفزيوني ومشواره في الدوري الأوروبي حيث بلغ النهائي وخسر أمام تشيلسي 1 - 4.
وعزز الفوز على ليفربول في الدوري المحلي ثم على مانشستر سيتي في نصف نهائي مسابقة الكأس، من رصيد أرتيتا، لكن الأخير يعترف بأن الفارق لا يزال شاسعا بين فريقه وفرق المقدمة بقوله «الفارق ضخم. الأمر ليس سحرا. يتعين عليك أن تطور المستوى مع نوعية معينة من اللاعبين، كما أنت في حاجة إلى تشكيلة كبيرة للمنافسة في الدوري المحلي». لكن قبل إعادة البناء يتعين على آرسنال إقناع أبرز نجومه بالبقاء في صفوفه وأبرزهم هدافه الغابوني بيار إيميريك أوباميانغ ثاني أفضل الهدافين في الدوري برصيد 23 هدفا والذي ينتهي عقده في نهاية العام المقبل وقد يرغب في الرحيل بعد نهائي الكأس. وعلق أرتيتا على هذا الأمر بقوله «يتعين علينا إقناعه بأن البقاء في صفوف آرسنال هو الخطوة الصحيحة في مسيرته. يتعين علينا أن نجعله يؤمن بمشروعنا لقيادة النادي إلى الأمام. هو لاعب مهم في هذا الصدد». ويفتقد أرتيتا اليوم جهود مدافعه الألماني شكودران موستافي بسبب الإصابة كما يغيب اللاعب غابرييل مارتينيللي عن صفوف الفريق.
ومن الأنباء الجيدة لآرسنال قبل مباراة اليوم عودة حارس المرمى بيرند لينو إلى تدريبات الفريق بعدما عانى من الإصابة في الركبة خلال
يونيو (حزيران) الماضي. ولكن إيمي مارتينيو، الذي ترك بصمة جيدة في غياب لينو، سيبدأ النهائي اليوم ضمن التشكيلة الأساسية.
كما سيكون المدافع هيكتور بيليرين جاهزا قبل مباراة اليوم بعدما حصل على راحة خلال مباراة الفريق التي فاز فيها آرسنال على واتفورد 3/ 2 مطلع هذا الأسبوع في المرحلة الأخيرة من الدوري الإنجليزي.
في المقابل، يريد تشيلسي تكرار سيناريو العام الماضي عندما تغلب على آرسنال في نهائي «يوروبا ليغ»، علما بأنه كان بإشراف المدرب الإيطالي ماوريتسيو ساري الذي انتقل مطلع الموسم الحالي إلى تدريب يوفنتوس. ويلعب تشيلسي من دون ضغوطات بعد أن ضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل نتيجة حلوله رابعا في الدوري المحلي فيما يعتبر إنجازا لمدربه ولاعبه الأسطوري فرانك لامبارد الذي نجح في بناء فريق بالاعتماد على عنصري الخبرة والشباب، لا سيما بأن ناديه كان ممنوعا من التعاقدات لمخالفته قوانين الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق باللاعبين القصر. ويحتاج تشيلسي للفوز في مباراة اليوم من أجل الحفاظ على معنويات اللاعبين قبل استكمال مسيرته في دوري الأبطال للموسم الحالي عندما تستأنف المسابقة نشاطها في الشهر المقبل بعد فترة توقف طويلة منذ مارس (آذار) الماضي بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس «كورونا» المستجد.
ويعتمد تشيلسي على ترسانة هجومية مؤلفة من الفرنسي أوليفييه جيرو وتامي أبراهام والبرازيلي وليان والأميركي كريستيان بوليسيك، في حين يعاني خط دفاعه من بعض الاهتزاز وعدم ثبات مستوى حارس مرماه الإسباني كيبا اريسابالاغا، ما جعل لامبارد يعتمد على الأرجنتيني المخضرم ويلي كاباييرو بين الخشبات الثلاث في المباراة الأخيرة في الدوري ضد واتفورد، وعلى الأرجح أنه سيحتفظ به أساسيا. ويواجه لامبارد مأزقا يتمثل في الدفع بلاعب الوسط البرازيلي ويليان ضمن تشكيلة الفريق من عدمه نظرا لأن اللاعب يقترب من الانتقال لآرسنال خلال فترة انتقالات اللاعبين هذا الصيف. ويأمل لامبارد في أن يكون لاعب خط الوسط نغفولو كانتي جاهزا للمشاركة في المباراة بعدما استأنف التدريبات في الأسبوع الماضي بعد التعافي من الإصابة.
ومن المرجح أن يقود الفرنسي أوليفييه جيرو هجوم تشيلسي في مباراة اليوم أمام فريقه السابق. وتوج جيرو بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي أربع مرات سابقة منها ثلاث مرات مع آرسنال ومرة واحدة مع تشيلسي. ويأمل جيرو في تكرار ما فعله في الموسم الماضي عندما هز الشباك ليقود تشيلسي إلى الفوز على آرسنال 4/ 1 في نهائي مسابقة الدوري الأوروبي. وقال جيرو: «لدي سجل جيد في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي على استاد ويمبلي. ولهذا، سأحاول مرة أخرى لأكون في الفريق الفائز باللقب... كنت محظوظا بإحراز لقب الكأس أربع مرات سابقة. وأتمنى أن أفوز باللقب الخامس». وأضاف: «سيكون الفوز باللقب مرة أخرى أمرا خاصا للغاية، مثلما كان الفوز في نهائي الدوري الأوروبي العام الماضي». واختص لامبارد لاعبه سيزار أزبيليكويتا قائد الفريق بالحديث هذا الأسبوع، وقال: «لا يمكنني التقليل من مستوى أدائه وتأثيره على اللاعبين كقائد للفريق... كان مدهشا».


مقالات ذات صلة

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

رياضة عالمية توخيل قال إن جميع لاعبي إنجلترا بإمكانهم فتح صفحة جديدة مع المنتخب (رويترز)

توخيل: كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي

قال الألماني توماس توخيل، مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم، إن هاري كين سيظل قائداً للمنتخب الإنجليزي عندما يتولى المسؤولية الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية توماس توخيل يبدأ رسمياً دوره مدرباً لإنجلترا في يناير (أ.ب)

مجموعة إنجلترا في تصفيات المونديال... كيف ستسير الأمور؟

ستواجه إنجلترا صربيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم الموسعة المكونة من 48 فريقاً في عام 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية صلاح المتألق يحتفل بعدما سجل هدفين وصنع الثالث في مباراة التعادل مع نيوكاسل (اب )

تألق صلاح يزيد الضغط على إدارة ليفربول قبل موقعة «الديربي» أمام إيفرتون

تقلص الفارق بين ليفربول المتصدر وأقرب مطارديه تشيلسي وآرسنال من تسع نقاط إلى سبع بعد مرور 14 مرحلة من الدوري الإنجليزي الممتاز

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية فابيان هورتسلر مدرب برايتون (د.ب.أ)

مدرب برايتون: سأتعلم من عقوبة الإيقاف... وفولهام متطور

تعهد فابيان هورتسلر مدرب برايتون بأن يتعلم من عقوبة إيقافه بحرمانه من الوقوف في المنطقة الفنية خلال مواجهة فولهام في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، غداً الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية آرسنال يستعد لاستضافة مانشستر يونايتد في كأس إنجلترا (رويترز)

قرعة كأس إنجلترا: آرسنال يصطدم بمانشستر يونايتد في قمة الدور الثالث

ستكون مواجهة آرسنال ومانشستر يونايتد على «استاد الإمارات» أبرز مباريات الدور الثالث من مسابقة كأس إنجلترا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».