تتويج ليفربول المبكر لم يمنع استمرار الإثارة حتى المحطة الأخيرة في الدوري الإنجليزي

صراع المربع الذهبي ومعركة الهبوط زادا الحماس مع إسدال الستار على أطول موسم بتاريخ المسابقة

ليفربول حسم اللقب وأنهى الموسم حاصداً 99 نقطة (رويترز)
ليفربول حسم اللقب وأنهى الموسم حاصداً 99 نقطة (رويترز)
TT

تتويج ليفربول المبكر لم يمنع استمرار الإثارة حتى المحطة الأخيرة في الدوري الإنجليزي

ليفربول حسم اللقب وأنهى الموسم حاصداً 99 نقطة (رويترز)
ليفربول حسم اللقب وأنهى الموسم حاصداً 99 نقطة (رويترز)

بعد أطول بطولة في تاريخ الدوري الإنجليزي الذي امتد لنحو 11 شهراً، أسدل الستار على منافسات موسم 2019 - 2020 الذي شهد العديد من الأحداث المثيرة وأيضاً حالات الجدل من نظام حكم الفيديو الذي تم تطبيقه للمرة الأولى.
وشهدت البطولة التي توقفت اضطرارياً لنحو 100 يوم من 13 مارس (آذار) الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، تتويج ليفربول باللقب للمرة الأولى منذ 30 عاماً، ومحطماً العديد من الأرقام القياسية.
وقاد المدير الفني يورغن كلوب ليفربول لحسم لقب الدوري قبل سبع مراحل من نهايته، بفارق 18 نقطة عن مانشستر سيتي الوصيف وحسم لقب الـ«برميرليغ»، وهو أسرع حسم للقب في تاريخ المسابقة. وحافظ ليفربول على الصدارة منذ المرحلة الثانية، وحقق خلال الموسم عدداً من الأرقام القياسية.
وحصد ليفربول 79 نقطة خلال 27 مباراة ليحقق بذلك أفضل بداية لفريق في موسم على مستوى مسابقات الدوري الخمس الكبرى في أوروبا، قبل أن يحقق أفضل رقم في تاريخه بتسجيل 32 انتصاراً خلال الموسم وحصد 99 نقطة.
وقال كلوب، الذي تولى تدريب ليفربول في عام 2015: «قبل عامين، قلت إننا نرغب في كتابة قصصنا الخاصة وتاريخنا الخاص... هو إنجاز من نوع خاص. فالأرقام مذهلة، هي قصة رائعة حقاً كتبها الأولاد على مدار أعوام، لكنها لم تنته بعد. ونحن من سيقرر متى ستنتهي». وتوقع كلوب أن يواجه فريقه صراعاً أقوى وأصعب على لقب الدوري الموسم المقبل بعد أن فرض سيطرة شبه تامة على الموسم الحالي.
وبعد أن حقق فريق ليفربول لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2018 - 2019 وكأس العالم للأندية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، توقع الكثيرون أن يتمكن النادي بقيادة الألماني من بناء جيل ذهبي وتحقيق لقب ثانٍ متتالٍ في الدوري للمرة الأولى منذ عام 1984.
إلا أن كلوب يتوقع منافسة شرسة على اللقب الموسم المقبل، ليس فقط مع سيتي بطل الموسمين الماضيين، بل أيضاً مع كل من الغريم الأزلي مانشستر يونايتد الذي أنهى الموسم ثالثاً وتشيلسي الرابع. وقال كلوب: «علينا أن نكون جاهزين لمتغيرات ومنافسين أقوياء... لقد رأينا عودة يونايتد. ظن الناس أن ليس لديهم فرصة (لتحقيق أحد مراكز دوري الأبطال) ولكن رأينا أنه مع قدوم لاعب أو اثنين، كم هم جيدون وما هي إمكاناتهم، وبالطبع لن يكونوا أسوأ الموسم المقبل، وهناك تشيلسي أيضاً الآن».
ورغم أن سيتي أنهى الموسم مبتعداً 18 نقطة عن البطل فإنه يبقى المرشح الأبرز للمنافسة على لقب الدوري الممتاز الموسم المقبل. ورغم حاجة «سيتي» لتحسين دفاعه حيث بدا الضعف واضحاً بعد رحيل المخضرم البلجيكي فنسان كومباني وإصابة المدافع الفرنسي أيمريك لابورت في بداية الموسم، إضافة إلى رحيل لاعب خط الوسط الإسباني ديفيد سيلفا مع نهاية الموسم الحالي بعد عشرة أعوام في النادي، فإن كلوب لا يتوقع أي تراجع في أداء سيتي الذي اكتسح ليفربول برباعية نظيفة في أول مباراة له بعد حسم اللقب.
وقال كلوب: «أنا إيجابي جداً تجاه فريقي ولكن لا يمكنني أن أنكر أن مانشستر سيتي فريق جيد جداً... كان هذا هو الحال دائماً».
وشهد الموسم تطبيق نظام حكم الفيديو المساعد (في إيه آر) للمرة الأولى في المسابقة من أجل حسم القرارات الجدلية، إلا أنه أثار حالة من الجدل حول العديد من القرارات الخاصة باحتساب أهداف وضربات جزاء. ونجح مانشستر يونايتد في إحراز المركز الثالث ليتأهل برفقة ليفربول ومانشستر سيتي وكذلك تشيلسي صاحب المركز الرابع إلى دوري أبطال أوروبا. واستفاد مانشستر يونايتد، الذي يدربه النرويجي أولي غونار سولسكاير، بشكل كبير من صفقة التعاقد مع البرتغالي برونو فيرنانديز مقابل 47 مليون جنيه إسترليني (68 مليون دولار) في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقد سجل اللاعب تسعة أهداف وصنع سبعة أهداف أخرى، ليكون أبرز صفقات الموسم بالدوري الإنجليزي.
وأكد سولسكاير، الذي قلل كثيرون من إمكاناته وقدرته على انتشال يونايتد من عثرته، على أن الانتقادات التي واجهها في بداية الموسم جعلته أكثر إصراراً على النجاح. وكانت بداية يونايتد للموسم الحالي هي الأسوأ للنادي في 30 عاماً، لكن فريق سولسكاير أنهى المسابقة بقوة بفوزه 2 - صفر خارج ملعبه على ليستر سيتي لينتزع المركز الثالث.
وقال سولسكاير الذي لم يتعرض فريقه لأي هزيمة في آخر 14 مباراة بالدوري: «لا أعتقد أن كثيرين توقعوا ذلك، كانت التوقعات تشير لاحتلالنا المركز السادس أو السابع».
وأضاف: «إذا تعرضت لانتقادات فهذا يجعلني أقوى. لدينا جميعاً وجهات نظر مختلفة في الإدارة وأنا أفعلها بطريقتي».
وحصد تشيلسي المركز الرابع، آخر المراكز المؤهلة لدوري الأبطال بعد فوزه 2 - صفر على ولفرهامبتون في مباراته الأخيرة، وقال مدربه فرانك لامبارد إن إنهاء الموسم في المربع الذهبي لا يجب أن ينسينا المهمة الأساسية وهي سد الفجوة مع مانشستر سيتي وليفربول في الموسم المقبل. وأوضح: «عندما توليت المسؤولية لا أعتقد أن كثيرين توقعوا وجودنا في هذا المكان. نعرف أين نحن، يمكننا التطور والآن نحن في المربع الذهبي فهل بوسعنا التطلع للتحسن من أجل سد هذه الفجوة؟». وتأهل ليستر سيتي إلى الدوري الأوروبي بعدما أحرز المركز الخامس بينما فاز المهاجم جيمي فاردي بجائزة الحذاء الذهبي بعدما توج هدافاً للدوري برصيد 23 هدفاً.
وكان ليستر سيتي قريباً من انتزاع التأهل لدوري الأبطال لكن نتائجه تراجعت منذ استئناف المنافسات، وإقامة المباريات بدون جماهير. واعترف الاسكوتلندي بريندان رودجرز مدرب ليستر بأن فريقه افتقر للإبداع في الثلث الأخير من الدوري ويحتاج لضم عناصر قوة إذا أراد دخول المربع الذهبي الموسم المقبل.
وقال رودجرز: «قطعنا خطوات رائعة وكنا ندرك حاجتنا لتسجيل أكثر من 65 هدفاً وسجلنا 67 لكن خوض تحديات أمام فرق المقدمة يتطلب المزيد من الإبداع والكفاءة... تضررنا في الفترة الأخيرة من الموسم مع غياب ثلاثة من رباعي الدفاع لكنني سعيد بالطريقة التي دافعنا بها وكنا نود إضافة المزيد من الإبداع في النهاية». وأكد رودجرز أنه يتطلع للمنافسة في الدوري الأوروبي في الموسم المقبل.
وضمن توتنهام مقعداً في «يوروبا ليغ» بحلوله سادسا، وهو أمر أسعد مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أشار إلى أن فريقه يمكنه تحقيق إنجاز «جميل» في الدوري الأوروبي الموسم المقبل. وربما لا يرضي هذا طموح جماهير توتنهام التي استمتعت بمشاهدة فريقها في دوري أبطال أوروبا في المواسم الأربعة الماضية، لكن التأهل للدوري الأوروبي أعطاهم بعض السلوى عقب موسم عصيب. وكان توتنهام في المركز 14 بالدوري عند وصول مورينيو في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لخلافة الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، واستطاع الأول قيادته للمركز السادس حيث فاز خمس مرات في آخر تسع مباريات منذ استئناف الموسم وخسر مرة واحدة.
وقال مورينيو: «بالتأكيد كل من شارك مرة في دوري الأبطال لا يريد العودة للدوري الأوروبي، لكن هذا كان الأمر الوحيد المتاح بعد موسم صعب للنادي واللاعبين ولي شخصياً».
وأضاف: «يجب أن نحفز أنفسنا في هذه المسابقة وأن نحفز الجماهير لدعمنا من أجل تحقيق شيء جميل».
أما الإسباني ميكيل أرتيتا، الذي تولى تدريب آرسنال خلفا لمواطنه أوناي إيمري المدير الفني الحالي لفياريال الإسباني، فلم يحقق نجاحاً مماثلاً. فقد أنهى المدفعجية الموسم بأسوأ حصيلة نقاط للفريق خلال 25 عاما، لكن المدرب لا يزال بإمكانه قيادة الفريق للتتويج خلال هذا الموسم، حيث ينتظر لقاء تشيلسي في نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي.
وقال أرتيتا: «لم نكن بالجودة الكافية للتواجد ضمن فرق القمة (بجدول الدوري). هذا ليس كذبا، وإنما يظهر الحاجة للكثير من التطور».
وبينما هبط واتفورد وبورنموث مع نوريتش سيتي إلى الدرجة الأولى، نجا أستون فيلا في المرحلة الأخيرة بالتعادل 1 - 1 مع وستهام يونايتد. وأصبح رصيد فيلا 35 نقطة وبفارق نقطة واحدة عن بورنموث الذي هبط رغم الانتصار 3 - 1 على إيفرتون، وكذلك واتفورد الذي خسر 3 - 2 أمام آرسنال. ودفع واتفورد ثمن عدم الاستقرار بعدما قام باستبدال مدربيه 3 مرات خلال الموسم، كان أولهم خافي غارسيا بعد أسابيع قليلة من بداية المسابقة ثم كيكي سانشيز فلوريس الذي أقيل في ديسمبر (كانون الأول) ليتولى نايغل بيرسون المنصب. وحقق بيرسون بداية جيدة بتحقيق أربعة انتصارات متتالية أخرجت الفريق من قاع الجدول لمنطقة الوسط الدافئة لكنه رحل عن تدريب الفريق قبل مرحلتين من نهاية الدوري وكان الفريق يتقدم بنقطة عن آخر المراكز المهددة.
وتولى هايدن مولينز قيادة واتفورد مؤقتاً في آخر مباراتين وخسر أمام مانشستر سيتي صفر - 4 وأمام آرسنال 2 - 3 وودع دوري الكبار. كذلك يعيش بورنموث وجماهيره حالة من خيبة الأمل إثر هبوط الفريق بعد خمسة أعوام قضاها في الدوري الممتاز، وبات مستقبل مدربه إيدي هاو غير واضح.
وقال هاو: «هذا مؤلم... أنا حزين حقاً من أجل مشجعي هذا النادي. هذا وقت للتفكير، ووقت لنرى ما سيحدث في الخطوة المقبلة. كل شيء في النادي كان يتعلق بالبقاء في الدوري الممتاز وسأتحدث إلى الناس الذين يجب أن أتحدث إليهم». وأضاف: «هذا تحول سريع جداً ويجب اتخاذ القرارات الصحيحة الآن».
صويتولى هاو مسؤولية بورنموث منذ 2012 وقاد النادي إلى الدوري الممتاز بموارد محدودة لكنه يعتقد إن كان بوسعه أن يساهم بالمزيد من أجل بقاء الفريق بين الكبار موضحاً: «هذه فوارق ضئيلة. كانت هناك العديد من اللحظات خلال الموسم، والأمر لم يحدث بسبب شيء واحد. أنا كمدرب أتخذ مئات القرارات ولم أكن جيداً بالشكل الكافي هذا الموسم».


مقالات ذات صلة

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

رياضة عالمية روبن أموريم مدرب مانشستر يونايتد (رويترز)

مدرب يونايتد يستبعد راشفورد وغارناتشو من قمة سيتي

لم يدفع روبن أموريم، مدرب مانشستر يونايتد، بالمهاجمين ماركوس راشفورد وأليخاندرو غارناتشو في التشكيلة الأساسية أمام منافسه المحلي مانشستر سيتي في قمة المدينة.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية فرحة لاعبي كريستال بالاس بهدفهم الثالث في مرمى برايتون (رويترز)

«البريميرليغ»: بثلاثية... بالاس يضع حداً لسلسلة برايتون الخالية من الهزائم

سجل جناح كريستال بالاس إسماعيلا سار هدفين، ليقود فريقه للفوز 3-1 على غريمه التقليدي برايتون آند هوف ألبيون، على استاد أميكس، الأحد، ليمنى برايتون بأول هزيمة.

«الشرق الأوسط» (برايتون)
رياضة عالمية كاي هافرتز متحسراً على إحدى الفرص الضائعة أمام إيفرتون (رويترز)

هافرتز لاعب آرسنال: نقطة إيفرتون محبطة... علينا أن نتماسك

دعا كاي هافرتز، لاعب آرسنال، الفريق إلى «التماسك» بعد الانتكاسة الأخرى التي تعرض لها الفريق في حملته للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم هذا الموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غاري أونيل (رويترز)

ولفرهامبتون المهدد بالهبوط يقيل مدربه أونيل

ذكرت وسائل إعلام بريطانية أن ولفرهامبتون واندرارز أقال مدربه، غاري أونيل، اليوم (الأحد)، بعد سلسلة نتائج بلا انتصارات مما جعل الفريق يقبع في منطقة الهبوط.

رياضة عالمية أوناي إيمري (إ.ب.أ)

إيمري: فورست منافس حقيقي في السباق على المراكز الأولى

قليلون هم الذين كانوا يتوقعون منافسة نوتنغهام فورست على المراكز الأربعة الأولى، في بداية موسم الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».