الجيش الأميركي يؤجل مناورات «النجم الساطع» مع مصر

استئناف التدريبات العام المقبل

وزير الدفاع المصري خلال لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية بالقاهرة (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري خلال لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية بالقاهرة (المتحدث العسكري المصري)
TT

الجيش الأميركي يؤجل مناورات «النجم الساطع» مع مصر

وزير الدفاع المصري خلال لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية بالقاهرة (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري خلال لقائه قائد القيادة المركزية الأميركية بالقاهرة (المتحدث العسكري المصري)

أعلنت القيادة المركزية الأميركية عن تأجيل تدريبات «النجم الساطع» الدورية المشتركة، متعددة الجنسيات، التي تعقد في مصر لمدة عام.
وفي إفادة رسمية عبر حساباتها الرسمية على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، قالت «القيادة الأميركية»، مساء أول من أمس، إنه «تم تأجيل التمرين المشترك متعدد الجنسيات (النجم الساطع)، الذي تستضيفه القوات المسلحة المصرية، بسبب جائحة كورونا (كوفيد - 19)».
وتنعقد تدريبات «النجم الساطع» بين مصر والولايات المتحدة بشكل منتظم كل عامين، منذ أن بدأت عام 1981. غير أنها توقفت عام 2009 لمدة 8 سنوات على خلفية التباينات بين القاهرة وواشنطن في أعقاب «ثورتي 2011 و2013» في مصر، لكنها استؤنفت في عامي 2017 و2018.
وقالت «القيادة المركزية الأميركية» إنه «تمت جدولة التمرين مسبقا في سبتمبر (أيلول) من العام الحالي، وتم إعادة جدولته إلى الشهر نفسه من عام 2021»، مضيفة أنها «تتطلع إلى مواصلة هذه العلاقة التدريبية، التي استمرت لعقود، واستئناف فرصة التدريب إلى جانب شركائنا المصريين الكرام والدول الأخرى».
ويأتي إعلان التأجيل بعد أقل من أسبوعين على لقاء وزير الدفاع المصري، الفريق أول محمد زكي، مع الفريق أول كينيث ماكينزي، قائد القيادة المركزية الأميركية خلال زيارة الأخير لمصر.
وبحسب ما أفاد المتحدث العسكري المصري، فإن المسؤولين المصري والأميركي ناقشا «جهود القوات المسلحة المصرية في مجال تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وملف التدريبات المشتركة بين كل من مصر والولايات المتحدة الأميركية».
وخلال آخر نسخة من التدريبات، التي أقيمت عام 2018، شاركت في التدريب قوات من مصر وأميركا والسعودية والإمارات وإيطاليا وفرنسا واليونان والأردن وبريطانيا، و16 دولة أخرى بصفة مراقب، وتضمنت تدريباً لتبادل الخبرات في مجال «مكافحة الإرهاب بين عناصر من القوات الخاصة الأميركية، وقوات الصاعقة المصرية لتوحيد المفاهيم، والتدريب على العمل الجماعي المشترك، وتأهيل القوات لتنفيذ المراحل المستقبلية المخططة».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.