تنظم «دار الشعر»، بمدينة تطوان المغربية (شمال)، ندوة فكرية في موضوع «الشاعر وجمهوره: نحو مقامات جديدة لتداول القصيدة»، بمشاركة الكاتب والجامعي حسن بحراوي والأكاديمي الحسين بنو هاشم والشاعرة إيمان الخطابي، وذلك في سياق جائحة «كورونا»، وارتباطاً بتداعياتها وآثارها على المشهد الثقافي والفني، وانعكاساتها على الاجتماع الثقافي بشكل عام، بعد أن صادرت التظاهرات الثقافية والمشهدية والفكرية، ومنعت اللقاء المباشر بين الجماهير والمبدعين والمثقفين في فضاءات الفرجة والأمسية والندوة والعروض الفنية والفكرية.
وتؤطر الندوة لمحاورها بأسئلة «هل انتهى عصر الجماهير؟» و«هل صرنا أمام جمهور افتراضي، ونفسي، أكثر منه جمهوراً اجتماعياً وواقعياً؟» و«هل فرغ الفضاء العمومي من محتواه، بغياب الشاعر وجمهوره، والمثقف ومتلقي معارفه، والفنان ومستقبل أعماله؟»، ومقابل ذلك، «ما الذي تقترحه المقاربات النقدية والبلاغية في أفق بناء نظرية جديدة لإنتاج الآداب والمعارف والفنون وتداولها؟»، و«ماذا عن الفضاء الرقمي، بوصفه مجالاً افتراضياً للممارسة الثقافية والإبداعية؟»، و«هل ينتهي بنا المطاف نحو بناء ثقافة افتراضية لا جماهيرية، يشتغل فيها الكاتب والمبدع والمفكر بمعزل عن العالمين؟».
وتشدد أرضية الندوة، التي ستبرمج عن بعد، بجمهور افتراضي، وتبث الثلاثاء المقبل على منصات وقنوات التواصل الاجتماعي، على أن «الأصل في الشاعر أن يلقي قصيدته أمام جمهور، في فضاء عمومي أو سوق شعرية مشتركة، أو من على ركح يواجه فيه الشاعر المسرحي جمهوراً حقيقياً»، وهو شيء حدث «منذ اعتلى الشاعر خشبة المسرح الإغريقي وقبله، وفي أسواق الشعر العربي وحضرته، وفي حلقات الشعر المغربي، حيث ترددت قصائد (الملحون) وسواها من التعبيرات الشعرية الشعبية، وصولاً إلى الأمسيات والمهرجانات والعروض الشعرية الأدائية المعاصرة».
وتعود الأرضية لتطرح أسئلتها الخاصة، في سياق الجائحة، ومن ذلك «كيف للشعر أن يفتقد هذه الطقوس والاحتفاليات، حين نتحدث اليوم عن إنتاج خطابات وبثها (عن بعد)، ودونما جمهور؟» و«كيف يمكن لبلاغة الشعر أن تتخلى عن بلاغة المقام وفن الأداء لصالح قراءة عن بعد وثقافة عن بعد وتواصل بعد لأي ونأي؟»، و«بأي صيغ سيتم تداول الشعر والآداب والفنون مستقبلاً؟».
الشاعر وجمهوره في زمن «كورونا»
الشاعر وجمهوره في زمن «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة