سلطات الجزائر تحذّر فضائيتين خاصتين من «تجاوزات»

TT

سلطات الجزائر تحذّر فضائيتين خاصتين من «تجاوزات»

بعد أن قامت السلطات الجزائرية بإغلاق فضائيتين خلال السنوات الست الأخيرة، هما «أطلس تي في»، و«الوطن تي في»، بقرارات إدارية ومن دون اللجوء إلى القضاء، وبعد أن أغلق ملاك «شركة الخبر» قناتهم عام 2017 لأسباب مالية، عادت «سلطة ضبط السمعي البصري»، لتحذر فضائيتين خاصتين من «تجاوزات» و«إهدار لكرامة الإنسان»، بسبب برنامجين تلفزيونيين يتناولان قضايا المجتمع. فيما يشتكي ملاك نحو 20 فضائية خاصة من غياب قانون محلي ينظم نشاطهم، خصوصاً أنهم تابعون لشركات أجنبية تتكفل بدفع مستحقات البث للأقمار الصناعية.
وقالت «سلطة الضبط»، في بيان أمس، إنها «لفتت انتباه قناتي (الشروق) و(النهار) إلى ارتكابهما تجاوزات خلال برنامجين تلفزيونين». ودعت صحافيي ومذيعي الفضائيتين، وهما الأكثر شهرة، إلى «التحلي بالمهنية أثناء معالجتهم المواضيع الاجتماعية الحساسة، المرتبطة بالحياة الخاصة للأشخاص»، مشيرة إلى برنامجي «خط أحمر» الذي تبثه «الشروق تي في»، و«ما وراء الجدران» الذي تبثه «النهار تي في». وأوضح بيان الهيئة المستقلة؛ حسب قانون الإعلام الصادر في 2012 ولكنها في الممارسة تتبع الحكومة، أن «قناة (الشروق) قامت ببث صورة امرأة تقبل قدم زوجها أمام المشاهدين، خلال برنامج (خط أحمر)»، وعدت «سلطة الضبط» «مثل هذا التصرف لا يجب أن يكون على الملأ عبر شاشات التلفزيون، لأنه تسويق لصورة بشعة تحط من شأن المرأة، وتكريس لذكورية المجتمع، وكان على القناة حذف هذه الصورة قبل بثها، باعتبارها خصوصية بين الأزواج لا داعي للتشهير بها». وعلى أثر ذلك، تعالت أصوات تطالب بإغلاق القناة.
وأضاف بيان «سلطة الضبط» أن «(النهار تي في)، بثت في برنامج (ما وراء الجدران) حلقة حول هروب زوجة من بيت الزوجية بعد أن تعرضت للتعذيب والقهر الجسدي والنفسي، على يدي زوجها الذي جاء إلى البرنامج ليناشدها العودة إلى بيتها. وقد حاول استغفال المشاهدين بتوظيف الدين لتحقيق أهدافه، فوجدت الزوجة نفسها تحت ضغط الإمام الذي عدّها آثمة بإصرارها على عدم الرجوع لبيتها، وضغط المحامي والمذيعة لإجبارها على تلبية رغبة زوجها، دون مراعاة لعذابها ومعاناة أبنائها طيلة تسع عشرة سنة».
وكانت الفضائية نفسها قد تخلت منذ شهرين عن رجل الدين المعروف شمس الديني بوروبي، الذي كان يقدم برنامجاً دينياً بها، إثر تحذيرات من الحكومة تعود إلى اختلاف فقهي بينه وبين وزارة الشؤون الدينية بشأن زكاة الفطر.
وتابع البيان أن «علاج مثل هذه الحالات يحتاج لمختصين نفسانيين واجتماعيين، ولخبرة مهنية في هذا المجال لدى المذيعين، بدل البحث عن الشهرة، وتحقيق نسب مشاهدة عالية على حساب الكرامة الإنسانية»، مشيراً إلى «مشاكل هائلة يعاني منها المشهد السمعي البصري في الجزائر، وسنظل عازمين على ترتيب وضبط القطاع، بما نملكه من إمكانات مادية ومعنوية، إلى غاية تحيين القوانين الخاصة بالسمعي البصري، واكتمال أعضاء السلطة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.