صخور بازلتية في الجولان المحتل تسلط الضوء على ثقافة غامضة عمرها 4 آلاف سنة

صخور صوانية ضخمة (أ.ف.ب)
صخور صوانية ضخمة (أ.ف.ب)
TT

صخور بازلتية في الجولان المحتل تسلط الضوء على ثقافة غامضة عمرها 4 آلاف سنة

صخور صوانية ضخمة (أ.ف.ب)
صخور صوانية ضخمة (أ.ف.ب)

اكتُشفت صدفة في محمية طبيعية في هضبة الجولان السورية المحتلة، رؤية جديدة عن ثقافة غامضة ازدهرت في المكان قبل آلاف السنين. وتتشكل هذه البنية المعمارية من صخور صوانية ضخمة أو ما يعرف بالدولمن، وقد استخدمت كمقابر قبل حوالي 4000 إلى 4500 عام، وتحديداً في العصر البرونزي الوسيط. وهي أشبه بغرفة صغيرة مسقوفة تفتح على الشرق.
ولا تزال هوية ومعتقدات الأشخاص الذين بنوا هذه الآثار غامضة إلى حد كبير؛ لكن اكتشاف تلك الخطوط الذي حصل من طريق الصدفة قد يغير ذلك، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
يقول العالم في سلطة الآثار أوري بيرغر: «قبل نحو عامين، وعندما كانت إحدى الحارسات تقوم بنزهتها اليومية في المحمية، وقع نظرها على شيء منحوت في الجدران في الداخل». وبعد أن اتصلت الحارسة بسلطة الآثار «وجدنا أن ذلك الشيء لم يكن مجرد خطوط منحوتة أو بعض البقع على الحائط؛ بل هو فن صخري».
وتؤلف الخطوط المنحوتة على إحدى الصخور، أشكال ستة حيوانات بقرون ذات أحجام مختلفة، ثلاثة منها تواجه الشرق ومثلها تواجه الغرب، مع اثنين منها - على الأرجح ذكر وأنثى - في مواجهة مباشرة.
وفي الجزء الداخلي من لوح الدولمن، وُجدت نقوش تمثل حيواناً آخر ذا قرون، يقابل الستة الباقية. ولطالما كانت الصور ذات الشكل الحيواني مخفية منذ البدء في دراسة صخور الدولمن في المنطقة قبل حوالي مائتي عام. وتحقق هذا الاكتشاف الأول من نوعه في المنطقة، نتيجة أعمال بيرغر وشريكه في الأبحاث غونين شارون. ويرجع أيضاً إلى شارون - وهو أستاذ علم الآثار في كلية «تل - حاي»، الفضل في اكتشاف أثري مهم آخر في المنطقة. فعلى مسافة قصيرة إلى الشمال من المحمية الطبيعية، خارج مستوطنة شامير الواقعة إلى الشمال من الجليل الشمالي، كان شارون يتنزه مع أطفاله سنة 2012 في حقل يضم حوالي أربعمائة دولمن.
ومن بين المواقع التي أعاد الباحثون استكشافها في منطقة صناعية قريبة من كريات شمونة في غرب مستوطنة شامير، ثلاثة هياكل دولمن صغيرة نجت من التغييرات التي طرأت على المنطقة، محاطة بأشكال دائرية من الحجارة. وعلى الحجر الموجود المستدير نسبياً عند أكبر دولمن هناك، نُقشت مجموعتان من الخطوط القصيرة المتوازية على الجوانب الخارجية، مع خط أطول منحوت أسفلها، توحي جميعها بصورة لعيون مغلقة وفم يواجه السماء. يقول شارون: «بالنسبة لنا تبدو وكأنها تشبه الوجه».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.