بجدول مزدحم وعلى وقع صواريخ «كاتيوشا»؛ أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، مباحثات مع القادة العراقيين بدءاً من الرئاسات الثلاث، إلى مجلس القضاء الأعلى، فعدد من قادة الكتل والقوى السياسية.
ورغم أن المنطقة التي شملتها مباحثات ظريف تشمل «الخضراء» ومربع الجادرية الرئاسي، فإن اللافت هذه المرة في زيارة المسؤول الإيراني سقوط صواريخ كثيراً ما تتهم فصائل مقربة من إيران بإطلاقها على مقر السفارة الأميركية داخل المنطقة الخضراء في رسالة رفض واضحة من هذه الجهات لبقاء القوات الأميركية في العراق.
المصدر الأمني الذي أعلن عن سقوط صاروخين في ساحة ترابية قرب السفارة الأميركية ليس بعيداً من أمكنة مباحثات ظريف مع القادة العراقيين، لم يعط تفسيراً كالعادة حول الجهة التي تقف خلف إطلاق هذه الصواريخ. ومثل كل مرة؛ يكتفي المصدر الأمني بالقول إن الأجهزة الأمنية رصدت مكان إطلاق الصواريخ التي تكون عادة في مناطق تقع بضواحي العاصمة العراقية، لكن المصدر هذه المرة أعلن أنه «لم يعرف حتى اللحظة مكان انطلاق الصاروخين».
القادة العراقيون، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية برهم صالح، ورئيسا؛ الوزراء، والبرلمان محمد الحلبوسي، جددوا لظريف استعداد العراق لإقامة علاقات متوازنة مع جميع دول المنطقة. فطبقاً للبيان الصادر عقب لقاء ظريف الرئيس صالح، أكد الأخير أن «المنطقة بحاجة لبناء علاقات متوازنة وتفاهم وتنسيق مشترك ورؤية واضحة للوصول إلى حلول جذرية للأزمات والتوترات من خلال الاعتماد على الحوار البنّاء والصريح بين جميع الأطراف الدولية». وشدد صالح على أن «العراق يولي أهمية لحماية سيادته وأمنه واستقراره، ويتعاون مع الحلفاء والأصدقاء في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».
من جهته، فإن رئيس الوزراء الكاظمي شدد خلال مباحثاته مع ظريف على «أهمية العلاقات الثنائية بين العراق وإيران وتطويرها وتنميتها في مختلف المجالات، بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والإيراني، فضلاً عن العمل المشترك من أجل دعم أمن المنطقة واستقرارها». وأضاف أن «العراق يسعى إلى تأكيد دوره المتوازن والإيجابي في صناعة السلام والتقدم في المنطقة بما ينعكس إيجاباً على كل شعوبها بالمزيد من الاستقرار والرفاه والتنمية المستدامة».
ظريف من جانبه أبلغ الكاظمي، طبقاً لبيان مكتب رئيس الوزراء: «اهتمام إيران على أعلى المستويات بزيارته المرتقبة إلى إيران، لبدء مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، وأكد تطلع بلاده إلى مرحلة جديدة وإيجابية من العلاقات مع العراق، والتوجه لتفعيل الاتفاقيات بين البلدين في مختلف القطاعات».
ولم تختلف رسائل القادة والزعماء الآخرين الذين التقاهم ظريف عما تلقاه من رئيسي الجمهورية والوزراء فضلاً عن مباحثاته مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين التي انتهت بمؤتمر صحافي وبيان مشترك. وطبقاً لبيان وزارة الخارجية العراقية، فإن كلاً من العراق وإيران أجريا «مباحثات مكثفة تعلقت بتطوير العلاقات بين البلدين، وسبل دفع مسارات التعاون الثنائي».
الجانبان بحثا «تنويع وتعزيز أطر التعاون المشترك في شتى المجالات؛ ومن بينها مشروعات البنية التحتية»، مشيراً إلى بحث «الربط السككي، والكهرباء، والتجارة، والاستثمار، ومواجهة الجائحة الفيروسية». كما تطرقت المباحثات إلى «آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، وأهمية تضافر الجهود لمواجهة التحديات، وذلك تدعيماً للأمن والاستقرار الإقليمي، وأهمية تقويض التدخلات الخارجية».
وزير الخارجية الإيراني أكد، من جهته، أن بلاده «تدعم وحدة وسيادة العراق»، معرباً عن تطلع بلاده «لتطوير التعاون المشترك على مختلف الصعد، لا سيما في الوقت الراهن؛ إذ تشهد المنطقة تحديات متلاحقة تقتضي ضرورة تضافر الجهود لمنع التدخلات الخارجية، وتكثيف التنسيق على خلفية الثقل الذي يحظى به العراق في المنطقة».
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية الدكتور ياسين البكري لـ«الشرق الأوسط» إنه «العراق معني بمناقشة القضايا البينية العراقية - الإيرانية أولاً وبترتيب أجندة زيارة الكاظمي إلى إيران قبل أي شيء آخر». وأضاف: «من الواضح أن الكاظمي يريد تثبيت قاعدة حوار متناظرة على قاعدة السيادة والمصلحة العراقية المهيمنة على تفكيره».
9:23 دقيقه
ظريف يجري مباحثات مكثفة مع القادة العراقيين
https://aawsat.com/home/article/2399861/%D8%B8%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AC%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AD%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%83%D8%AB%D9%81%D8%A9-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%8A%D9%86
ظريف يجري مباحثات مكثفة مع القادة العراقيين
على وقع صواريخ «كاتيوشا» ضربت المنطقة الخضراء
الكاظمي مستقبلاً جواد ظريف في بغداد أمس (رويترز)
ظريف يجري مباحثات مكثفة مع القادة العراقيين
الكاظمي مستقبلاً جواد ظريف في بغداد أمس (رويترز)
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
