تفوق أرتيتا على معلمه غوارديولا يحيي آمال آرسنال بالعودة إلى القمة

المدرب الإسباني يأمل أن يكون الوصول إلى نهائي كأس إنجلترا سبباً مقنعاً لمهاجمه أوباميانغ لتمديد تعاقده مع المدفعجية

أوباميانغ نجم آرسنال يسجل هدفه الثاني في مرمى سيتي (رويترز)
أوباميانغ نجم آرسنال يسجل هدفه الثاني في مرمى سيتي (رويترز)
TT

تفوق أرتيتا على معلمه غوارديولا يحيي آمال آرسنال بالعودة إلى القمة

أوباميانغ نجم آرسنال يسجل هدفه الثاني في مرمى سيتي (رويترز)
أوباميانغ نجم آرسنال يسجل هدفه الثاني في مرمى سيتي (رويترز)

قدم الإسباني ميكيل أرتيتا دليلاً إضافياً على أن آرسنال ربما يكون وجد المدرب الذي يعيده إلى أيام المجد بعدما تألق وفاز 2 - صفر على فريقه السابق مانشستر سيتي في قبل نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم.
وبعد شهر واحد من أول مواجهة مباشرة مع مواطنه جوسيب غوارديولا مدرب سيتي الذي فاز عليه 3 - صفر في الدوري الإنجليزي الممتاز، أثبت أرتيتا أنه يتعلم بسرعة إذ استعان بالطريقة الخططية المناسبة ليتفوق على الرجل الذي كان يعمل مساعداً له حتى ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
ورغم أن هدف آرسنال الأول جاء بطريقة مشابهة لأسلوب غوارديولا حيث تبادل اللاعبون 18 تمريرة قبل أن يسجل الغابوني بيير إيميريك أوباميانغ، فإن هذا النهج لم يكن وراء فوز التلميذ على الأستاذ.
وتعتمد فرق غوارديولا على الاستحواذ على الكرة والتمرير السريع، وفعل سيتي ذلك مرة أخرى خلال مواجهة نصف نهائي الكأس، واستحوذ بنسبة 71 في المائة على الكرة وامتلك 16 محاولة على المرمى مقابل أربع محاولات فقط لآرسنال.
لكن كل محاولات سيتي باءت بالفشل أمام دفاع آرسنال الصلب... وفي الواقع فقد نجح فريق أرتيتا بشكل بارع في تنفيذ الخطة التي اعتاد غريم غوارديولا السابق البرتغالي جوزيه مورينيو أن يطبقها أيام التألق مع تشيلسي وإنتر ميلان وريال مدريد.
واعتمد آرسنال على الانضباط الدفاعي والتركيز العالي، وهو الشيء غير المعتاد للفريق في السنوات الأخيرة، حيث تراجع النادي اللندني بشدة منذ الحقبة الأخيرة في مسيرة الفرنسي أرسين فينغر ثم الإسباني أوناي إيمري.
لكن آرسنال ظهر بصورة مختلفة في ويمبلي وبتألق لاعبين مثل ديفيد لويز وغرانيت تشاكا وشكودران مصطفي وداني سيبايوس وكيران تيرني.
وعندما كان آرسنال يستحوذ على الكرة، نجح في شن هجمات مرتدة في منتهى الخطورة وتجسد ذلك في الهدف الثاني للسريع أوباميانغ قبل عشرين دقيقة من نهاية المباراة.
وفي غضون أيام قليلة، فاز آرسنال على ليفربول، بطل الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل أن ينهي سلسلة من سبع هزائم متتالية أمام مانشستر سيتي في كل المسابقات.
وبنظرة إلى ترتيب جدول الدوري، حيث يأتي آرسنال في المركز التاسع، فإن هذا يعكس مستوى الفريق لكن المدرب البالغ عمره 38 عاماً يملك فرصة كبيرة لحصد لقب بعد أشهر قليلة من شغل منصبه كمدرب أول. وقال أرتيتا عقب المباراة: «الفارق لا يزال كبيراً بين آرسنال وفرق مثل سيتي وليفربول، لكننا نسير في الاتجاه الصحيح بعد فترة من التخبط».
وأضاف أرتيتا: «أنا سعيد جداً وفخور باللاعبين. عندما تواجه هذا الفريق، عليك أن تقدم أفضل ما تملك، وعندما تنال الفرص يجب استغلالها بأفضل شكل... هناك حالة تجانس كبيرة بين اللاعبين وهم يؤمنون حقاً بما يحاولون فعله».
وكان غوارديولا أول المهنئين بفوز مساعده السابق، وربما ينجح في التقليل من أثر الهزيمة مع امتلاك الفرصة الأكبر في التقدم في دوري أبطال أوروبا حيث يتفوق 2 - 1 على ريال مدريد قبل أن يستضيف مباراة إياب دور الستة عشر.
لكن مع ذلك لم يكن من السهل على غوارديولا تقبل الهزيمة، وقال: «لقد بدأنا ببطء واللعب بطريقة لم نعتَدها... نحن دائماً نكون مستعدين لكن في هذه المباراة لم يكن الأمر كذلك».
وأضاف: «دافع المنافس بشكل رائع. حدث ذلك عندما لعب أيضاً (أمام ليفربول) لذلك كنا نعرف. لكن نحن لم نكن جيدين بالشكل الكافي».
وكسر فريق «المدفعجية» نحساً لازمه أمام سيتي، إذ يعود آخر فوز له على منافسه إلى نصف نهائي الكأس تحديداً عام 2017. حين حقق اللقب على حساب تشيلسي في النهائي، ليخسر بعدها المباريات السبع التي جمعتهما تلقت خلالها شباكه 20 هدفاً مقابل تسجيله اثنين فقط.
فيما فشل سيتي، الذي خسر لقب الدوري الممتاز هذا العام لصالح ليفربول، في المحافظة أقله على ثنائية الكأس المحلية بعدما أصبح الموسم الماضي أول فريق في تاريخ إنجلترا يحقق الثلاثية المحلية، بعدما احتفظ بكأس الرابطة هذا الموسم بفوزه في النهائي على حساب أستون فيلا في مارس (آذار) الماضي.
وستحث هذه الخسارة غوارديولا على مراجعة أفكاره قبل اللقاء المنتظر أمام ريال مدريد الإسباني في إياب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا على ملعب الاتحاد أغسطس (آب) المقبل، بعدما فاز 2 - 1 ذهاب في «سانتياغو برنابيو»، في محاولة لإنقاذ الموسم المخيب.
أما آرسنال، الذي يحتل المركز العاشر في الدوري الممتاز وتبدو المهمة صعبة أمامه قبل مرحلتين من النهاية لاحتلال أحد المراكز الأوروبية، فعزز آماله ببلوغ الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» الموسم المقبل في حال فوزه في النهائي.
ويعو فضل كبير في انتصار آرسنال إلى مهاجمه السريع أوباميانغ الذي سجل الهدفين وكان قادراً على مضاعفتهما.
وأعرب المدرب أرتيتا عن أمله في أن يساعد الفوز 2 - صفر على مانشستر سيتي في إقناع
أوباميانغ (31 عاماً)، على تمديد تعاقده مع آرسنال.
ويرتبط أوباميانغ، هداف آرسنال في كل المسابقات هذا الموسم برصيد 25 هدفاً، بعقد حتى نهاية الموسم المقبل ولم يوافق بعد على تمديده. وقال أرتيتا: «هذه لحظات رائعة وجميلة وهي تكون دائماً أفضل من اللحظات السيئة. كما قلت لكم فإنه كان يبدو مقتنعاً عندما تحدثت إليه بخصوص هذا الأمر، لكن بكل تأكيد إذا شاهد نجاحاً وأننا نسير في الاتجاه الصحيح، فإنه سيشعر بإيجابية كبيرة بخصوص ذلك. أتمنى أن يساعد ذلك على إقناعه بشكل أكبر أننا نسير في الاتجاه الصحيح».


مقالات ذات صلة

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

رياضة عالمية صلاح لقيادة ليفربول إلى فوز جديد في الدوري الإنجليزي (أ.ب)

الدوري الإنجليزي: العين على ديربي مانشستر... وليفربول لمواصلة التحليق

تتجه الأنظار الأحد، إلى استاد الاتحاد، حيث يتواجه مانشستر سيتي حامل اللقب، مع ضيفه وغريمه مانشستر يونايتد في ديربي المدينة، بينما يسعى ليفربول المتصدر إلى مواصل

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية المدرب الإيطالي يهنئ لاعبيه عقب إحدى الانتصارات (إ.ب.أ)

كيف أنهى ماريسكا كوابيس تشيلسي في لمح البصر؟

في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) 2008، كان الإيطالي إنزو ماريسكا يلعب محور ارتكاز مع إشبيلية، عندما حل فريق برشلونة الرائع بقيادة المدير الفني جوسيب غوارديولا ضيفاً

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية  فيرنانديز دعا إلى إصلاح الأخطاء الفنية في فريقه (إ.ب.أ)

فيرنانديز: علينا إصلاح أخطائنا قبل التفكير في مان سيتي

قال البرتغالي برونو فيرنانديز قائد فريق مانشستر يونايتد إن فريقه يجب أن يعمل على إصلاح أخطائه بدلاً من التفكير في الأداء السيئ لمنافسه في المباراة المقبلة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية استبدل بوستيكوغلو المهاجم فيرنر ودفع بالجناح ديان كولوسيفسكي (إ.ب.أ)

مدرب توتنهام يهاجم فيرنر: لم تكن مثالياً أمام رينجرز

وجه أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام هوتسبير، انتقادات لاذعة لمهاجمه تيمو فيرنر بعدما استبدله بين الشوطين خلال التعادل 1-1 مع رينجرز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوندوغان نجم السيتي خلال مواجهة اليوفي بدوري أبطال أوروبا (أ.ف.ب)

غوندوغان: على الجميع تقديم أفضل أداء لتبديل حظوظنا

اعترف الألماني إلكاي غوندوغان، لاعب وسط مانشستر سيتي الإنجليزي، بأن فريقه "لم يعد جيدا بشكل كاف"، في الوقت الذي فشل فيه في إيجاد حل لتبديل حظوظه بالموسم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».