انشقاقات جديدة في حزب إردوغان

انشقاقات جديدة في حزب إردوغان
TT

انشقاقات جديدة في حزب إردوغان

انشقاقات جديدة في حزب إردوغان

وقع انشقاق جديد في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان، في الوقت الذي ترى المعارضة فيه تحركاً باتجاه التمهيد لانتخابات مبكرة. واستقال 15 عضواً من أعضاء الحزب اعتراضاً على سياسات إردوغان تجاه عدد من القضايا، حيث استقالت أمينة جوكطاش، رئيسة أمانة المرأة في فرع الحزب في مقاطعة كيزيل تبه التابعة لولاية ماردين، جنوب شرقي البلاد، كما استقال 14 من الأعضاء من أمانة المرأة، وأعلنوا جميعاً انضمامهم إلى حزب «المستقبل» برئاسة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو. والأسبوع الماضي استقال 5 من رؤساء البلديات التابعة للحزب في ولاية بالكسير غرب البلاد بشكل مفاجئ، رافضين الإفصاح عن أسباب الاستقالة.
وفقد حزب العدالة والتنمية الحاكم نحو 16 ألفاً من أعضائه منذ الانتخابات المحلية التي شهدتها تركيا في نهاية مارس (آذار) 2019، إلى جانب 129 ألفاً و808 أعضاء خلال الفترة من أول يوليو (تموز) 2019 حتى 9 فبراير (شباط) 2020.
في السياق ذاته، توقع نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب «الجيد» القومي المعارض في البرلمان التركي لطفي توركان، وجود احتمالات قوية لعقد انتخابات مبكرة.
وقال توركان، في تصريحات أمس، إن الحملات الاقتصادية والدعائية التي يقوم بها حزب العدالة والتنمية في الفترة الأخيرة هي تمهيد لإجراء انتخابات مبكرة، مؤكداً ضرورة عدم السير وراء تصريحات مسؤولي الحزب الذين ينفون عقد انتخابات مبكرة.
وأضاف توركان أن «الأمة تنتظر حلولاً لمشكلاتها الحقيقية، أما من يديرون الدولة فينشغلون بفرض قيود على مواقع التواصل الاجتماعي، وقوانين نقابات المحامين الموازية، كل ذلك لن يكون له عائد لهم، ولكنه يصب في مصلحة أحدهم (في إشارة إلى إردوغان)».
ولفت إلى أن حزب إردوغان يمارس لعبة تحويل انتباه الشارع التركي عبر إثارة موضوعات لا قيمة لها ليشغل الشعب عن الحديث عن المشكلات الاقتصادية، مشدداً على أن الموضوعات والأزمات الاقتصادية على رأس الموضوعات التي يخشى الحزب مناقشتها. وتابع: «في ظل الظروف الراهنة من الصعب أن نفهم ما يعنيه أن تقول للمواطن المكتوي بالديون اشترِ منزلك اليوم وابدأ الدفع بعد 12 شهراً بقرض الرهن العقاري. لذلك يبدو أنهم سيأخذون البلاد إلى صناديق الاقتراع قبل أن يبدأ الناس في سداد القروض التي حصلوا عليها».
ونجح حزب العدالة والتنمية في تحويل اهتمامات الناخبين عبر قرار تحويل «آيا صوفيا» من متحف إلى مسجد، والذي حاز رضا قطاع كبير من الكتلة المحافظة في تركيا، التي يراهن الحزب عليها في الانتخابات.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة «أورآسيا» رفض 77.3% من الأتراك إجراء انتخابات مبكرة، بينما دعم 10.1% إجراءها، وقال 12.6% إنهم لم يحددوا موقفهم من الأمر.
وطالب أكثر من نصف ناخبي أحزاب: الشعب الجمهوري، والشعوب الديمقراطية، والجيد، بالانتخابات المبكرة، بينما لم يؤيد أنصار الحزبين الجديدين: «الديمقراطية والتقدم» برئاسة نائب رئيس الوزراء الأسبق علي باباجان، و«المستقبل» برئاسة رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو، إجراءها. وبينما يؤكد قياديو حزب إردوغان أنه لا نية لإجراء انتخابات مبكرة وأنه ليس هناك ما يدعو لإجرائها، أكد داود أوغلو أنه لا يوجد أحد في تركيا يستطيع أن يقول في أي وقت إنه لن تكون هناك انتخابات مبكرة. ولفت إلى أن حليف إردوغان رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي هو الذي يلعب الدور الأقوى في هذا الصدد وإذا رغب في دفع البلاد إلى انتخابات مبكرة فبإمكانه أن يقنع إردوغان بذلك.



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».