لو سيلسو أثبت جدارته وأصبح ركيزة أساسية مع توتنهام

بعد تولي مورينيو دفة قيادة الفريق وجد اللاعب نفسه على مقاعد البدلاء

لو سيلسو (يمين) ساهم في فوز توتنهام على آرسنال في ديربي شمال لندن (إ.ب.أ)
لو سيلسو (يمين) ساهم في فوز توتنهام على آرسنال في ديربي شمال لندن (إ.ب.أ)
TT

لو سيلسو أثبت جدارته وأصبح ركيزة أساسية مع توتنهام

لو سيلسو (يمين) ساهم في فوز توتنهام على آرسنال في ديربي شمال لندن (إ.ب.أ)
لو سيلسو (يمين) ساهم في فوز توتنهام على آرسنال في ديربي شمال لندن (إ.ب.أ)

خاض جيوفاني لو سيلسو أول مباراة دولية مع منتخب الأرجنتين ضد روسيا على ملعب لوجنيكي في موسكو في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017، ولديه الآن 21 مباراة دولية. وكان الشيء الاستثنائي للو سيلسو يتمثل في اللاعب الذي يلعب بجواره مع راقصي التانغو، والذي يعد رمزاً للجميع في مسقط رأسه (مدينة روزاريو الأرجنتينية) وهو النجم الكبير ليونيل ميسي.
يقول لو سيلسو عن ذلك: «لقد كانت تجربة فريدة من نوعها. لقد كنت أحلم باللعب مع المنتخب الوطني منذ أن كنت صبياً، ومن الرائع أن أكون بجانب ميسي في التدريبات، وأن ألعب معه في المباريات. إنه يحظى بحب وإعجاب الجميع في العالم، ونحن نعلم أنه ولد في مدينة روزاريو، وهذا شيء رائع بالنسبة للأطفال الذي يعشقونه ويرونه مثلاً أعلى هناك. إننا جميعاً نعلم القدرات الهائلة التي يمتلكها، وما يجعل الأمر أكثر روعة أنه من مدينة روزاريو».
لكن هل يتغير الأمر لو كان ميسي ينتمي للنصف المقابل من المدينة؟ فمن حيث كرة القدم، يتم تقسيم هذه المدينة التي تعشق كرة القدم إلى قسمين: إما نادي روزاريو سنترال، أو نادي نيويلز أولد بويز. ويشجع لو سيلسو نادي روزاريو سنترال، في حين أن ميسي من عشاق نادي نيويلز أولد بويز. يقول لو سيلسو عن ذلك: «لا، لا توجد أي مشكلة في هذا الأمر. صحيح أنه من عشاق نادي نيويلز أولد بويز؛ لكن لا توجد مشكلة في ذلك».
بدأ لو سيلسو، البالغ من العمر الآن 24 عاماً، مسيرته الكروية مع نادي روزاريو سنترال، ولعب معه عامين ونصف عام، قبل أن ينتقل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي. وانتقل اللاعب الأرجنتيني إلى توتنهام الصيف الماضي، بعدما قدم موسماً جيداً مع ريال بيتيس الإسباني. وقاد لو سيلسو نادي توتنهام هوتسبير للفوز على آرسنال في ديربي شمال لندن، بهدفين مقابل هدف وحيد يوم الأحد الماضي.
ويحظى ديربي مدينة روزاريو بأهمية خاصة في تلك المدينة؛ لكن ميسي لم يلعب أي مباراة في هذا الديربي، نظراً لأنه رحل عن نيويلز أولد بويز إلى برشلونة وهو في الثالثة عشرة من عمره. لكن المدير الفني السابق لنادي توتنهام، ماوريسيو بوكيتينو، ولو سيلسو، لعبا هذا الديربي من قبل، ويعرفان أهميته جيداً.
ومن المعروف أن بوكيتينو الذي أحضر لو سيلسو إلى توتنهام في صفقة تبلغ قيمتها حوالي 57 مليون جنيه إسترليني، مغرم برواية القصص عن هذا الديربي، وكيف كان يُقذف وهو لاعب في صفوف نيويلز أولد بويز بـ«الطوب وأجهزة الراديو والهواتف وكل شيء» من جمهور الفريق المنافس. ولم يعرف لو سيلسو الذي شارك في أربعة ديربيات من هذا القبيل، طعم الخسارة في أي منها، ويصف هذا الديربي بأنه «واحد من أكثر الديربيات سخونة في الأرجنتين». وكثيراً ما تقام مباريات هذا الديربي من دون جمهور بسبب الأجواء المشحونة بين جمهور الناديين.
يقول لو سيلسو: «الناس في روزاريو يعشقون كرة القدم، ولا يتوقفون عن الحديث عن هذه اللعبة، سواء كانوا من جمهور روزاريو سنترال أو نيويلز أولد بويز. عندما تذهب لخوض مباريات كرة القدم هناك تدرك على الفور مدى شغف الجمهور بهذه اللعبة. ودائماً ما يساعد التشجيع الجماهيري اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب، ويمثل لهم إضافة كبيرة في مواجهة أي فريق زائر. لقد سنحت لي الفرصة أن ألعب مباريات خارج ملعبنا في هذا الديربي، وقد كان شعوراً رائعاً أن ألعب في مثل هذه الأجواء».
وكانت أول مرة يشارك فيها لو سيلسو في ديربي شمال لندن في سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما شارك بديلاً في المباراة التي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق على ملعب «الإمارات»؛ لكن مباراة الفريقين يوم الأحد الماضي كانت مختلفة تماماً؛ حيث أقيمت من دون جمهور. ونجح توتنهام في تحويل تأخره بهدف إلى فوز بهدفين مقابل هدف وحيد.
ولم يسر الأمر بشكل جيد مع لو سيلسو هذا الموسم، فبعد المشاركة مع منتخب الأرجنتين في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي انتهت في السادس من يوليو (تموز)، وقَّع على عقد انتقاله إلى توتنهام في الثامن من أغسطس (آب) التالي؛ لكنه لم يشارك إلا في ثلاث مباريات فقط بديلاً، قبل أن يتعرض للإصابة أثناء مشاركته مع منتخب بلاده، ويغيب عن الملاعب لمدة سبعة أسابيع. ولم يشارك اللاعب الأرجنتيني في التشكيلة الأساسية لتوتنهام قبل المباراة التي سحق فيها توتنهام نظيره الصربي ريد ستار بلغراد برباعية نظيفة، في إطار مباريات دوري أبطال أوروبا في السادس من نوفمبر، وهي المباراة التي قدم فيها لو سيلسو مستويات جيدة وتوج جهوده بتسجيل هدف. وبعد المباراة التالية، أقيل بوكيتينو من منصبه وتم تعيين مورينيو على رأس القيادة الفنية للفريق.
يقول لو سيلسو: «لم أكن أشعر بالقلق؛ لكن عندما جئت إلى النادي كان بوكيتينو هو المدير الفني للفريق. وفي ذلك الوقت، كان هو من اتصل بي للحضور إلى هنا؛ لكن جاء بدلاً منه مدير فني وطاقم تدريبي من الطراز العالمي». وفي البداية، لم يعتمد عليه مورينيو في التشكيلة الأساسية للفريق؛ حيث لم يدفع به في التشكيلة الأساسية سوى مرتين فقط من أصل 13 مباراة. لكن لو سيلسو واصل العمل بكل قوة وأظهر أنه قوي من الناحية الذهنية، وعندما جاءته الفرصة في منتصف يناير (كانون الثاني) استغلها على النحو الأمثل.
ومنذ ذلك الحين، أصبح اللاعب الأرجنتيني ركيزة أساسية في صفوف الفريق، ويلعب بأريحية كبيرة، ويظهر قدرات فنية هائلة، ويستحوذ على الكرة بشكل رائع، وينطلق في المساحات الخالية بسرعة، ويتمركز بشكل رائع يعكس ذكاءه الخططي والتكتيكي. صحيح أن أرقامه لم تكن لافتة للنظر؛ حيث سجل هدفين وصنع مثلهما؛ لكنه يقدم أداء جيداً للغاية في خط وسط الفريق، وأثبت أنه يمتلك القدرات التي تمكنه من التألق في كرة القدم الإنجليزية. ويمتلك لو سيلسو حظوظاً جيدة للفوز بلقب أفضل لاعب في توتنهام هذا الموسم، ويقول إنه يسعى لكي يساعد فريقه على احتلال أحد المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية: الدوري الأوروبي على الأرجح، وليس دوري أبطال أوروبا. ويبدو أن لو سيلسو بات جاهزاً تماماً للتألق خلال الفترة المقبلة، بعد موسم شهد عديداً من التحديات والتقلبات.


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.