دعم أميركي لجهود مكافحة «كورونا» في ليبيا

موظف بإحدى المؤسسات الحكومية يلصق علامات للتباعد الاجتماعي (يونيسف)
موظف بإحدى المؤسسات الحكومية يلصق علامات للتباعد الاجتماعي (يونيسف)
TT

دعم أميركي لجهود مكافحة «كورونا» في ليبيا

موظف بإحدى المؤسسات الحكومية يلصق علامات للتباعد الاجتماعي (يونيسف)
موظف بإحدى المؤسسات الحكومية يلصق علامات للتباعد الاجتماعي (يونيسف)

دخلت الولايات المتحدة على خط المساعدات الإنسانية المُقدمة إلى ليبيا لمكافحة فيروس «كوفيد - 19»، في وقت سجلت البلاد، حتى أمس، حصيلة إجمالية بلغت 1579 إصابة، منذ الإعلان عن ظهوره بها في مارس (آذار) الماضي، بالإضافة إلى 43 حالة وفاة، في تزايد يومي لأعداد الإصابات بأنحاء البلاد.
وأعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية للمساعدات الإنسانية، عن تقديم مبلغ مليوني دولار لبرامج منظمة «يونيسف» للمساهمة بمواجهة وباء «كورونا» في ليبيا، مشيرة إلى أن «البرنامج متعدد القطاعات وسيسهم في الحد من انتشار الوباء أو انتقال العدوى من شخص إلى آخر»، بالإضافة إلى «التخفيف من الآثار والمخاطر الجانبية على استمرارية الخدمات الأساسية للفتيات والفتيان المستضعفين وأسرهم».
وقال الممثل الخاص لـ«يونيسف» في ليبيا الدكتور عبد الرحمن غندور، في بيان للمنظمة مساء أول من أمس، إنه «من خلال هذه الشراكة مع الوكالة الأميركية ستتمكن (يونيسف) من توسيع نطاق استجابتها لمكافحة الوباء في ليبيا، التي تأثرت بشدة بسبب الأزمة الإنسانية نتيجة للنزاع المسلح»، متابعاً: «نحن ممتنون للشعب الأميركي على عمله الملموس الذي أتى في وقت مبكر تضامناً مع الشعب الليبي وأطفاله الذين عانوا كثيراً ولفترة طويلة، حتى قبل أن يعصف وباء (كوفيد - 19) بالبلاد».
ونقل بيان «يونيسف» عن القائم بأعمال السفارة الأميركية في ليبيا جوشوا هاريس، أن بلاده ملتزمة بدعم الشعب الليبي، «الذي تُرك عرضة لهذا الفيروس بسبب سنوات من النزاع»، متابعاً: «نحن في شراكة مع (يونيسف) لتوفير الدعم المنقذ للحياة لمنع انتشار (كوفيد - 19) في المجتمعات الأكثر ضعفاً في ليبيا».
ويستهدف البرنامج الذي تموله الوكالة الأميركية دعم اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة جائحة (كورونا) بالبلاد، وخدمات التأهب والاستجابة الوطنية، مما يساهم في التنسيق الوطني وتقديم الخدمات في 24 بلدية على الأقل في شرق وغرب وجنوب ليبيا.
وقالت «يونيسف» إنها ستضع استراتيجية بالتعاون مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض، لبحث المخاطر البيئية المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة في مراكز الاحتجاز، ومراكز المهاجرين الجماعية والمرافق الصحية والمدارس، لافتة إلى أنه سيتم توفير الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال وأسرهم الذين يحتاجونه بشدة، بالإضافة إلى السكان الأكثر ضعفاً، بمن فيهم من المهاجرين واللاجئين والعائدين والنازحين.
ومع تزايد الإصابات في ليبيا ووصولها إلى مناطق جديدة، ناشدت السلطات المحلية والأجهزة الطبية ببلدية شحات (شمال شرقي البلاد) المواطنين بضرورة الإبلاغ عن المواطنين والعائلات العائدة من الخارج، وقال فريق الرصد والتقصي بالبلدية، أمس: «نرجو من جميع سكان بلدية شحات بشكل عام، وأصحاب مكاتب الإيجار داخل نطاق البلدية التعاون وتبليغ فريق الرصد والتقصي والاستجابة السريعة عن أي شخص أو عائلة عائدة من الخارج لكي يتم التعامل معها حسب توصيات اللجنة الاستشارية الطبية العليا».
وكان عدد من التونسيين العالقين في ليبيا عادوا إلى بلدهم أول من أمس، عبر منفذ رأس أجدير الحدودي، بعد استكمال جميع الإجراءات الصحية والأمنية، حسبما أعلنت إدارة المنفذ.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.