المقرحي... من صداقة عرفات حتى القتال على الجبهات الليبية

المقرحي... من صداقة عرفات حتى القتال على الجبهات الليبية
TT

المقرحي... من صداقة عرفات حتى القتال على الجبهات الليبية

المقرحي... من صداقة عرفات حتى القتال على الجبهات الليبية

منذ كان في العشرينات من العمر أصبح للواء الليبي محمد بن نائل المقرحي دور بارز في بلاده ولا سيما فيما يتعلق بـ«العمليات الخارجية»، وبعد 50 عاماً من لعب أدوار مهمة بدأت عام 1970 مع الفلسطينيين وانتهت بالمحاربة ضمن قوات جيش ليبيا الوطني، توفي المقرحي، أمس الثلاثاء.
ونعت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر من وصفته بـ«أحد قادتها وضباطها الشجعان»، اللواء محمد بن نائل، والذي كان آمر منطقة براك العسكرية وآمر اللواء 12 مشاة، مؤكدة في بيان لها أن اللواء محمد بن نائل كان «شجاعا مقداما يتقدم الصفوف بروح الفداء والتضحية بكل وطنية وإخلاص».
وبدأت رحلة المقرحي، الذي ولد في عام 1944، بالتدرب في قوات الصاعقة وهو يبلغ من العمر 14 عاما فحسب، قبل التطوع في عام 1970 للقتال في صفوف حركة فتح الفلسطينية، وكانت له علاقات مباشرة مع الزعيم ياسر عرفات وعدد من أبرز القادة الفلسطينيين.
وبعدها بعام التحق المقرحي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش حيث شارك العديد من العمليات ضد القوات الإسرائيلية.
اعتبره القضاء التونسي أحد 60 عنصراً أرسلهم نظام القذافي لزعزعة الاستقرار في البلاد، في قضية أحداث قفصة، وصدر ضده حكم غيابي بالإعدام بسبب اتهام نظام أبو رقيبة له بمحاولة إثارة حرب أهلية في البلاد، وذلك في عام 1980.
بعدها نقل المقرحي جهوده إلى أفريقيا، حيث قاتل لمدة ثلاث سنوات في صفوف جبهة تحرير أريتريا وشكل فيلقا كبيرا، ثم شارك في حرب تشاد الأولى والثانية، كما كان مكلفاً بدعم حركات التحرر الوطني في العديد من الدول الأفريقية، قبل أن يوسع جهوده إلى أوروبا حيث كانت له العديد من الأنشطة الميدانية والاستخباراتية التي أدت لإطلاق اسم «الشبح» عليه بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية.
وفي عام 1989. تم القبض عليه في السنغال وجرى اتهامه بمحاولة الانقلاب على النظام الحاكم وبحيازة متفجرات، قبل الإفراج عنه في العام التالي مباشرة.
ورغم اعتزاله العمل تماما في عام 1990. إلا أن عناصر من المخابرات الأميركية حققت معه في طرابلس، بشأن تفجير لوكربي، كما تم اتهامه بالتورط في حادثة إسقاط طائرة «يو.تي.إيه» الفرنسية.
ومع الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011 عاد المقرحي للعمل مجدداً، من خلال مساهمته في التصدي لهجوم بعض الميلشيات على مدينة بني وليد عام 2012، وكانت له مساهمات في عدد من المعارك داخل ليبيا، آخرها العمل كمخطط لصالح الجيش الليبي الوطني.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.