مع انطلاق المرحلة السادسة والثلاثين من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، بلقاء تشيلسي مع نوريتش سيتي اليوم، بات الصراع على أشده على المركزين الثالث والرابع المؤهلين لمسابقة دوري أبطال أوروبا، وكذلك تمسك بورنموث وأستون فيلا بالأمل من أجل البقاء بين الكبار.
بعدما حسم ليفربول لقب البطل ومانشستر سيتي مركز الوصيف، تبعثرت أوراق الصراع على المركزين الثالث والرابع بخسارة تشيلسي وليستر سيتي في المرحلة السابقة، وبات السباق أكثر إثارة في الأمتار الأخيرة للمسابقة.
ومع ضمان مانشستر سيتي رسمياً إنهاء الموسم في المركز الثاني، وفوزه أيضاً في معركته ضد الاتحاد القاري (يويفا) بإلغاء العقوبة التي فرضت عليه بحرمانه من المشاركة في مسابقاته لموسمين على خلفية مخالفة قواعد اللعب المالي النظيف، أصبح الصراع ثلاثياً على آخر مقعدين مؤهلين لدوري الأبطال.
وسيكون سباق المركزين محور منافسة شرسة، لا سيما بين كل من تشيلسي وليستر سيتي ومانشستر يونايتد، الفرق الثلاثة التي تفصل بينها نقطة ونقطتان فقط. وبعد سقوط مدوٍّ ومخيّب بثلاثية نظيفة السبت، أمام مضيفه شيفيلد يونايتد، يتوقع أن تكون المهمة أسهل على تشيلسي بقيادة المدرب فرانك لامبارد في مباراته على ملعب «ستامفورد بريدج» أمام نوريتش الذي هبط رسمياً إلى الدرجة الأولى. ويأمل تشيلسي في إنهاء الموسم رابعاً مع احتدام المنافسة في آخر جولات المسابقة، وهو مؤهل لانتزاع نقاط مواجهة اليوم أمام نوريتش متذيل ترتيب الدوري الذي خسر كل المباريات الست التي خاضها منذ استئناف الدوري إثر توقف قرابة ثلاثة أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد.
وقال لامبارد الذي عين مدرباً لتشيلسي في بداية الموسم عقب الهزيمة أمام شيفيلد: «الطريقة الوحيدة للخروج من هذا الوضع هو العمل الشاق من كل أفراد الفريق، من أجل الاستمرار في هذا الموسم والخروج ناجحين بقدر الإمكان».
وتابع: «لدينا الفرصة من أجل الصراع على المركز الرابع، الذي لم يتوقعه كثير منا في بداية الموسم، لم ينتهِ شيء بعد، أدرك ذلك وعلينا أن نتحسن».
ومنذ الاستئناف، فاز النادي اللندني بأربع مباريات وتلقى هزيمتين، ما مكنه من تجاوز ليستر سيتي الذي اختلف أداؤه بين فترة ما قبل تعليق الموسم وما بعد العودة، إذ حقق فوزاً يتيماً مقابل 3 تعادلات وهزيمتين آخرهما الآحد (1 - 4) أمام بورنموث.
وسيكون بورنموث القابع في المركز الثامن عشر (بين 20 فريقاً) برصيد 31 نقطة، على موعد مع معركة صعبة أخرى مطالب بالفوز بها عندما يلتقي مع مانشستر سيتي غداً.
وجاء فوز بورنموث الكبير على ليستر سيتي 4 - 1 بمثابة طوق نجاة مؤقت، لكن المهمة ما زالت صعبة جداً، إذ يتعين على الفريق الفوز في المباريات الثلاث المتبقية له، وأولاها أمام سيتي غداً. وسيكون أي شيء يتمكن بورنموث من الحصول عليه من تلك المباراة، بمثابة نجاح لفريق المدرب إيدي هاو، ولكن حيث توجد الحياة يوجد الأمل، خصوصاً بعد الطريقة التي حسم بها الفريق مباراته أمام ليستر سيتي. وقال هاو: «ما زلنا في إطار المنافسة ويمكننا البقاء في الدوري الممتاز... سيكون الأمر صعباً للغاية لكننا أظهرنا لجماهيرنا أننا نقاتل وهذا ما نستطيع فعله».
كان بورنموث أنهى الشوط الأول متأخراً بنتيجة صفر - 1 أمام ليستر سيتي، قبل أن يقلب تأخره إلى انتصار كبير في الشوط الثاني، مستفيداً من النقص العددي في صفوف الفريق الزائر الذي تأثر بطرد أحد لاعبيه. ولا يزال فريق الساحل الجنوبي على بعد ثلاث نقاط من البقاء، لكن لديه فرصة على الأقل.
وقال هاو: «في مواجهة الصعاب، أظهرنا إمكانات كبيرة، وهو ما كان دائماً سمة الفريق والنادي». وأضاف: «سنحتاج إلى ذلك أكثر في المباريات الثلاث المقبلة، أعتقد أننا بذلنا كل ما لدينا للوصول إلى ذلك لكننا نستطيع فعله، لم يكن يمكننا تحقيق ذلك لو لم نحقق الفوز على ليستر. هذا ما يبقي على آمالنا».
وفي الوقت الذي تأكد فيه هبوط نوريتش سيتي صاحب المركز الأخير، تفصل ست نقاط فقط فريق برايتون صاحب المركز الخامس عشر، عن أستون فيلا صاحب المركز التاسع عشر (قبل الأخير). وانتفض أستون فيلا بفوزه على ضيفه كريستال بالاس 2 - صفر، لكنه ما زال خلف بورنموث بفارق نقطة، ويتطلع لمفاجأة جديدة عندما يلتقي إيفرتون الخميس.
وقال دين سميث المدير الفني لفريق أستون فيلا: «القياس الذي استخدمته مع اللاعبين، هو أن المباراتين بمثابة مباراتي ذهاب وإياب قبل نهائي، المباراة (أمام كريستال بالاس) ومباراة الخميس أمام إيفرتون».
وأضاف: «كان عليك أن تفوز في المباراة الأولى لكي تحظى بفرصة في مباراة الإياب، وإذا قدمنا عرضاً جيداً أمام إيفرتون وفزنا بالمباراة سيكون بمثابة تأهل إلى مباراتي النهائي... اللاعبون يعلمون جيداً كيفية اللعب تحت ضغط، وقد أظهروا ذلك».
وفي أبرز المباريات الأخرى، يلتقي ليفربول المتصدر مع ضيفه آرسنال في قمة المرحلة غداً، حيث سيسعى الفريق المتوج بطلاً لإنجلترا للمرة الأولى منذ 30 عاماً، لتعويض التعادل المخيب 1 - 1 على أرضه مع بيرنلي، في سعيه لتحطيم الرقم القياسي بعدد النقاط المسجلة في موسم واحد الذي حققه مانشستر سيتي في موسم 2017 - 2018 (100 نقطة). وفي رصيد ليفربول 93 نقطة قبل ثلاث مباريات من النهاية. أما آرسنال فسيحاول تعويض الخسارة أمام غريمه توتنهام في ديربي شمال لندن في صراعه الصعب على المركزين الخامس والسادس.
وقال الإسباني ميكيل أرتيتا مدرب آرسنال إن فريقه فرط في نقاط قمة شمال لندن بخسارته 2 - 1 من غريمه توتنهام لتتقلص آماله في حجز مقعد أوروبي. وتقدم آرسنال عبر ألكسندر لاكازيت بتسديدة لا تصد، لكن توتنهام استغل خطأ دفاعياً ليتعادل عبر سون هيونغ - مين قبل أن ينتزع توبي ألدرفيريلد الفوز من ضربة رأس إثر ركلة ركنية في الدقائق الأخيرة.
وقال أرتيتا بعد أول قمة لندنية له كمدرب: «تركنا لهم المباراة بخطأ فردي ثم ضربة ثابتة ما كلفنا ثلاث نقاط أخرى، لكنني فخور بالطريقة التي لعبنا بها دون النظر إلى أي ملعب ننافس عليه وأبطلنا خطورة المنافس وأجبرناه على لعب كرات طويلة والتراجع أمامنا».
وبهذه النتيجة، أصبح آرسنال خلف توتنهام في الترتيب محتلاً المركز التاسع. في المقابل، كال نظيره البرتغالي جوزيه مورينيو المديح لتوتنهام، وقال: «الفوز على فرق كبيرة أمر عظيم دائماً، خصوصاً أمام أكبر غريم تاريخي في العاصمة لندن، فهذا لا يقدر بثمن رغم أن فريقي كان أمامه 48 ساعة أقل للاستعداد وهذا ليس عدلاً، لكننا ملتزمون واستحق فريقي الفوز». وما زال توتنهام الذي يلتقي مع نيوكاسل غداً يتمسك بأمل التأهل لبطولة أوروبية. ويضم برنامج الغد أيضاً لقاء بيرنلي مع ولفرهامبتون، على أن يلعب الخميس إيفرتون مع أستون فيلا، وليستر سيتي مع شيفيلد يونايتد، وكريستال بالاس مع مانشستر يونايتد، وساوثهامبتون مع برايتون، وتختتم الجمعة بمباراة وستهام مع واتفورد.
تشيلسي يلتقي نوريتش اليوم للاستمرار في سباق «المربع الذهبي»... أوروبياً
الصراع على تفادي الهبوط والوصول إلى المركزين الثالث والرابع يزداد شراسة في الأمتار الأخيرة للدوري الإنجليزي
تشيلسي يلتقي نوريتش اليوم للاستمرار في سباق «المربع الذهبي»... أوروبياً
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة