أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، تشكيل لجنة مستقلة من الخبراء مكلفة بإجراء «تقييم نزيه» لإدارتها لأزمة تفشي وباء «كوفيد-19» والسماح بـ«تجنب مآس مماثلة في المستقبل»، في وقت تواجه الهيئة انتقادات شديدة لطريقة تعاملها مع الأزمة الصحية.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، متحدثا إلى دبلوماسيي الدول الأعضاء: «يشرفني أن أعلن أن رئيسة الوزراء السابقة (النيوزيلندية) هيلين كلارك، والرئيسة السابقة (الليبيرية) إيلن جونسون سيرليف وافقتا على تولي رئاسة لجنة التقييم التي نطلق عليها اسم اللجنة المستقلة للاستعداد للأوبئة العالمية والتعامل معها». وأضاف: «لا يمكنني تصور شخصيتين أكثر استقلالية لإجراء هذا التقييم النزيه ومساعدتنا على فهم ما جرى، وما يجدر بنا القيام به لتفادي مثل هذه المآسي في المستقبل»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية. وتعرّضت منظمة الصحة لانتقادات حادة منذ بدء الأزمة الصحية في أواخر 2019، أخدت عليها بصورة خاصة تأخرها في التوصية بوضع الكمامات. واتهمتها الولايات المتحدة بالتساهل حيال الصين، البؤرة الأولى للفيروس، وبالتأخر في إعلان حال طوارئ صحية عالمية.
وأعلنت الولايات المتحدة رسميا الثلاثاء انسحابها من المنظمة، التي تخسر بذلك أحد أكبر مساهميها. وقال غيبريسوس في تلميح إلى الولايات المتحدة: «لن نتمكن من التغلب على الجائحة إن كنا منقسمين»، محذرا بأن «انقسامات» الأسرة الدولية تساهم في استمرار تفشي الوباء. وأضاف أن «التهديد الأكبر الذي نواجهه اليوم ليس الفيروس نفسه، بل نقص الزعامة والتضامن».
وعن انتشار الوباء في العالم، قال غيبريسوس: «نعلم أنه عندما تتخذ البلدان نهجًا شاملاً يستند إلى تدابير الصحة العامة الأساسية، التي تشمل البحث عن الحالات وعزلها وفحصها ومعالجتها وتتبع جهات الاتصال والحجر الصحي، يمكن السيطرة على تفشي الوباء»، مضيفا: «لكن الفيروس في معظم أنحاء العالم ليس تحت السيطرة. الأمر يزداد سوءا. (...) الوباء لا يزال يتسارع. وقد تضاعف العدد الإجمالي للحالات في الأسابيع الستة الماضية».
وتخطى عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد المسجلة رسميا في العالم 12 مليون إصابة، وفق تعداد وكالة الصحافة الفرنسية وموقع «وورلد ميتر» الإحصائي، أكثر من نصفها في الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية. وتم إحصاء أكثر من 550 ألف وفاة من أصل ما لا يقل عن 12,066,880 إصابة في 196 بلدا ومنطقة منذ ظهور الوباء في أواخر ديسمبر (كانون الأول)، وشُفي ما لا يقل عن 6,431,400 شخصا.
غير أن هذه الحصيلة لا تعكس سوى جزء من الأعداد الفعلية، إذ لا تجري بعض الدول فحوصا كافية لكشف الإصابات، فيما تستخدم دول أخرى الاختبارات بصورة خاصة لمتابعة مخالطي المصابين. ولا تملك العديد من الدول الفقيرة سوى قدرات محدودة في رصد الإصابات.
لجنة «مستقلة» تقيّم إدارة «الصحة العالمية» أزمة «كورونا»
لجنة «مستقلة» تقيّم إدارة «الصحة العالمية» أزمة «كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة