رئيس الوزراء السوداني يقبل استقالة 6 وزراء ويقيل وزير الصحة

أبرز المغادرين وزيرا الخارجية والمالية... وسيدتان تدخلان التعديل الجديد

رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (رويترز)
TT

رئيس الوزراء السوداني يقبل استقالة 6 وزراء ويقيل وزير الصحة

رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (رويترز)
رئيس الوزراء عبد الله حمدوك (رويترز)

فاجأ رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك المراقبين، وأجرى تعديلاً وزارياً أطاح بموجبه 7 من وزراء حكومته، في أول تعديل وزاري في الحكومة الانتقالية منذ تشكيلها في سبتمبر (أيلول) الماضي، وأبرز المغادرين هم وزراء الخارجية والمالية والصحة، وكلف وكلاء وزارات ووزراء دولة بتسيير أعباء الوزارات، لحين تعيين وزراء جدد.
وتقدم وزراء حكومة حمدوك باستقالات جماعية لتمكينه من اختيار طاقم جديد، فقبل استقالة 6 منهم، وأقال وزير الصحة أكرم التوم الذي رفض تقديم استقالته أسوة رفاقه وزراء الحكومة البالغ عددهم 23 وزيراً ووزير دولة، وتمسك بمنصبه، وقال إنه يفضل الإقالة، برغم الانتقادات الحادة التي تواجهها وزارته، وتعاملها مع «جائحة كورونا» والوضع الصحي في البلاد بشكل عام.
وشكل حمدوك أول حكومة انتقالية من 20 وزيرا في مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي، بموجب الوثيقة الدستورية الموقعة بين قوى (التغيير) وقادة الجيش بعد الإطاحة بحكم الرئيس عمر البشير، وألحق ذلك بتعيين وزراء دولة في كل من الخارجية والبنى التحتية والعمل.
وذكر بيان صحافي صادر عن مجلس الوزراء السوداني، أن الوزراء تقدموا باستقالة جماعية أثناء جلسة طارئة لمجلس الوزراء عقدت أمس، لإتاحة الفرصة لرئيس الوزراء لإجراء التعديلات اللازمة، فقبل استقالة ستة منهم، وأقال السابع.
وأطاح التعديل الوزاري المحدود، بوزيرة الخارجية أسماء عبد الله، والمالية إبراهيم البدوي، والصحة أكرم علي التوم، والطاقة والتعدين عادل إبراهيم، والزراعة عيسى عثمان، والبنى التحتية هاشم طه، والثروة الحيوانية علم الدين عبد الله.
وأكد حمدوك في البيان، الحاجة لتقييم أداء الحكومة استجابة لرغبة الشارع الذي خرج 30 يونيو (حزيران) مطالباً بتصحيح مسار الثورة، وإجراء تعديلات على طاقم الحكومة ليتناسب مع المرحلة الجديدة.
وبحسب البيان، أشاد حمدوك لدى مخاطبته الاجتماع بالوزراء وقبولهم التكليف في هذه الظروف الصعبة، وقال: «إن الوزراء أرسوا تقليداً جديداً في العمل العام من خلال ما أبدوه من تفان وإخلاص ونزاهة»، وأشار بيان الحكومة إلى أن الوزراء تقدموا باستقالاتهم من مواقعهم لإتاحة الفرصة لإعادة تشكيل الحكومة.
وكلف رئيس الوزراء، كلا من وزير الدولة بالخارجية، عمر قمر الدين، بتصريف أعمال الوزارة، ووكيلة المالية هبة أحمد لوزارة المالية، والمهندس خيري عبد الرحمن لوزارة الطاقة والتعدين، وعبد القادر تركاوي لوزارة الزراعة، وهاشم ابن عوف لوزارة البنى التحتية والنقل، وعادل فرح إدريس لوزارة الثروة الحيوانية، وسارة عبد العظيم حسنين لوزارة الصحة.
وقال حمدوك على صفحته الرسمية بـ«فيسبوك»: «إن قراري بإجراء تعديل وزاري محدود في طاقم مجلس الوزراء، هو قرار اتخذته بعد تقييم شامل ودقيق لأداء الجهاز التنفيذي، وسعياً لتطوير الأداء وتنفيذ مهام الفترة الانتقالية والاستجابة للمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة».
وأوضح حمدوك أن الأمانة التي حملها الشعب لحكومة الفترة الانتقالية، تلزمه بالاستماع لصوت الشارع ومطالب الثوار، والمضي بخطى مُوحدة لتحقيق شعارات الثورة، وأن «الوزراء المقالين لعبوا أدواراً مهمة وكبيرة في محاولة لإصلاح تركة الفساد وسوء الإدارة التي خلفها النظام المخلوع».
وأوضح رئيس الوزراء أنه أجرى تقييما دقيقا وصارما لأداء هياكل السلطة الانتقالية، وقال: «التقييم الدقيق والصارم للأداء في هياكل السلطة الانتقالية واجب وضروري»، ووعد باستمرار عمليات التقييم الدقيق حرصا على ما أطلق عليه «تطوير الأداء، وتحقيق أهداف الثورة، والوفاء لدماء وتضحيات الشهداء».
وتعهد حمدوك في تغريدته بما أسماه «الثبات وعدم الرجوع إلى الوراء، والمضي قدماً في درب البناء والتعمير، وتشييد صرح سودان ثورة العزة والكرامة والعدالة والسلام».
وكان حمدوك قد وعد في خطاب جماهيري في 29 من الشهر الماضي، باتخاذ قرارات حاسمة داعمة لمسيرة الانتقالي في البلاد، من بينها إجراء تعديلات في السلطة التنفيذية، واستكمال هياكل السلطة الانتقالية بتعيين الولاة المدنيين وتشكيل المجلس التشريعي الانتقالي، وذلك لمطالب شعبية قدمت له في مذكرة «لجان المقاومة» الشعبية، قبيل مواكب 30 يونيو (حزيران) الماضي، التي طالبت بإكمال هياكل الحكم الاتحادي.
وجاءت التعديلات الوزارية على خلفية تفاهمات سابقة تمت بين رئيس الوزراء وتحالف الأحزاب الحاكمة «قوى إعلان الحرية والتغيير»، بعد تقييم أداء الحكومة بواسطة لجنة مشتركة من الطرفين.
وسيرت الملايين تظاهرات حاشدة في الخرطوم ومدن السودان الأخرى في 30 يونيو (حزيران) الماضي، للمطالبة باستكمال هياكل الحكم الانتقالي، وتعيين ولاة مدنيين، وتشكيل المجلس التشريعي، وإقالة ذوي الأداء غير المرضي من الجهاز التنفيذي، وإقالة مدير عام الشرطة لاتهامه بالتواطؤ مع أنصار نظام الإسلاميين المعزول.
والأسبوع الماضي، والتزاماً بتعهده أقال حمدوك مدير عام الشرطة ونائبه، وألحق ذلك بقبول استقالة الوزراء وإقالة وزير الصحة، فيما تجري المشاورات على قدم وساق لتعيين حكام مدنيين للولايات، مكان الحكام العسكريين المكلفين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».