24 قياديا في الاتحاد الوطني يوقعون رسالة يعترضون فيها على تصرفات زوجة طالباني

عادل مراد: لن نسمح بحدوث انشقاق جديد.. ويجب عقد المؤتمر العام الشهر المقبل

صورة الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني في معقل حزبه مدينة السليمانية («الشرق الأوسط»)
صورة الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني في معقل حزبه مدينة السليمانية («الشرق الأوسط»)
TT

24 قياديا في الاتحاد الوطني يوقعون رسالة يعترضون فيها على تصرفات زوجة طالباني

صورة الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني في معقل حزبه مدينة السليمانية («الشرق الأوسط»)
صورة الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني في معقل حزبه مدينة السليمانية («الشرق الأوسط»)

رفض عادل مراد، رئيس المجلس المركزي في الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني، حدوث أي انشقاق جديد في حزبه، داعيا قيادة الاتحاد إلى الاتفاق والمصالحة وعقد المؤتمر العام الرابع للحزب من أجل انتخاب أمين عام للاتحاد بسبب ظروف مرض الأمين العام (طالباني).
جاء ذلك ردا على تصريحات أدلى بها قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أكد فيها أن «ما يقرب من 24 قياديا في الاتحاد، وفي مقدمتهم نائبا الأمين العام: كوسرت رسول، وبرهم صالح، وقعوا رسالة موجهة للقيادية في الاتحاد، هيرو إبراهيم أحمد، زوجة طالباني، بمراجعة قراراتها فيما يخص أسلوب قيادة الحزب، وإدارة أمواله، وضرورة التشاور مع القيادة في قراراتها الفردية»، مطالبين «بعقد المؤتمر العام الرابع للاتحاد الذي كان من المقرر عقده بداية العام الحالي».
وقال القيادي الذي فضل عدم نشر اسمه، عبر الهاتف من السليمانية، معقل الاتحاد الوطني: «وجهنا رسالة موقعة من قبل 24 من قيادات الاتحاد، والعدد في تزايد وطالبنا السيدة هيرو إبراهيم عدم التفرد بقيادة الحزب، وإطلاع قيادته على قراراتها التي تتعلق بالشؤون الإدارية والمالية، وعدم التصرف باعتبارها الأمين العام للاتحاد الوطني، أو أن القيادة سوف تتخذ جملة إجراءات من شأنها أن تحفظ مستقبل ووحدة الاتحاد»، مشيرا إلى أن «زوجة الأمين العام تصرفت بميزانية رئاسة الجمهورية ورواتب الرئيس طيلة فترة مرضه وعلاجه في ألمانيا لما يقرب من عامين، وأدارت الموارد المالية للحزب من دون إطلاعنا أو إعلامنا بأي أمر»، وقال إن السيدة هيرو إبراهيم «هي من وقفت ضد ترشيح برهم صالح، نائب الأمين العام للاتحاد، رئيسا للجمهورية، بل أصرت على ترشيح فؤاد معصوم الذي ترك قيادة الحزب بطلب منه كونه مريضا ومتعبا، من غير العودة إلى قيادة الحزب في الوقت الذي كان فيه كوسرت رسول، النائب الأول للأمين العام، قد وجه رسالة باسم قيادة الحزب إلى مسعود بارزاني، رئيس الإقليم، بترشيح برهم صالح لمنصب رئيس الجمهورية»، وأضاف: «لقد أبدى عدد من القياديين في الاتحاد اعتراضهم على الطريقة التي أديرت فيها مفاوضات الاتحاد مع رئيس الوزراء، حيدر العبادي، لتشكيل الحكومة، والتي انتهت إلى تسمية فؤاد معصوم رئيسا للجمهورية، وفرياد رواندزي وزيرا للثقافة، دون الموافقة الكاملة للمكتب السياسي للاتحاد».
وشدد القيادي على «أهمية عقد المؤتمر العام الرابع للاتحاد لانتخاب أمين عام للحزب بدلا عن طالباني الذي يمنعه المرض من أداء مهامه الحزبية»، منبها إلى أن «عقد المؤتمر العام أمر ملح وتطالب به كوادر وقواعد الاتحاد»، وقال إن «الاتحاد كان يجب أن يعقد مؤتمره في بداية العام الحالي 2014، وقد اتخذت كافة الخطوات لذلك، إلا أن هيرو إبراهيم عارضت عقد المؤتمر بحجة أن الأمين العام لا يزال موجودا ويخضع للعلاج في برلين، وأنها عارضت زيارة أي من قيادات الحزب أو قيادات الأحزاب العراقية زيارة رئيس الجمهورية في مشفاه الألماني والاطلاع على حقيقة وضعه الصحي»، وحذر من أن «أسلوب إدارة زوجة الأمين العام للاتحاد تهدد بحدوث انقسامات وانشقاقات داخل الحزب، ونحن في غنى عنها، خصوصا بعد انشقاق القيادي السابق في الاتحاد نشيروان مصطفى وتشكيله لحركة التجديد».
من جانبه عارض عادل مراد، وهو أحد أبرز مؤسسي الاتحاد الوطني، حدوث أي انشقاق في الحزب، خصوصا أن طالباني في حالة مرض، وعزا هذه البيانات والصراعات إلى «حرص البعض على مصالحهم الشخصية، وليس على مصلحة الحزب الذي أسسناه وناضلنا من خلاله من أجل مصالح شعبنا والعراق».
وقال مراد لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من أربيل، أمس، إن «على قيادة الحزب أن تتفق فيما بينها وتتصالح، وأن تتعاون مع السيدة هيرو إبراهيم، ولا يجوز إثارة الخلافات بما يؤدي إلى انشقاق الحزب، وهذا غير مسموح وقواعد الحزب لا تقبل بذلك»، مطالبا «بعقد المؤتمر العام الرابع للاتحاد وانتخاب أمين عام آخر مثلما يحدث في كل الأحزاب، فقادة الأحزاب يمرضون أو يموتون وهذا لا يعني نهاية الحزب، بل ينتخب شخص آخر بأسلوب ديمقراطي شفاف وليقود الحزب من يفوز في الانتخابات، وأنا أطالب باستمرار بعقد المؤتمر العام، كما أن السيدة هيرو إبراهيم طالبت قبل شهر بعقد المؤتمر».
وأضاف مراد قائلا: «يجب عقد المؤتمر العام الشهر القادم، وإلا فإن كل قيادات الحزب سوف تصبح غير شرعية ويبقى المجلس المركزي (برلمان الاتحاد) هو الذي يقود الحزب، كونه منتخبا من قبل كوادره وقواعده»، مشيرا إلى أن «طالباني نفسه يريد عقد هذا المؤتمر».
وقال تعليقا على توقيع 24 قياديا على رسالة موجهة للقيادية هيرو إبراهيم، إن «عدد أعضاء القيادة 50 شخصا، وليس 16 أو 24، ويجب أن يوافق كل هؤلاء على ما جاء في البيان أو الرسالة، وهي أمامي الآن، أنا لا يهمني العدد ولست معترضا على ما جاء في البيان، بل إن ما جاء فيه إيجابي ويصب في مصلحة الاتحاد، ونحن أول من يريد عقد المؤتمر ومحاربة الفساد ومعرفة أسلوب إدارة أموال الاتحاد واتباع الشفافية في العمل؛ إذ لا يمكن أن نطالب بالشفافية ولا نعمل بها».
وقال: «ما يهمني هو وحدة الحزب وأنا تحدثت مع بعض قياديي الاتحاد ممن وقعوا البيان، وفي مقدمتهم: برهم صالح، وهو كفء وذكي وله مستقبل في داخل الاتحاد وليس خارجه، وقلت له: عليكم أن تتصالحوا بدلا من هذه الخلافات من أجل مصلحة الحزب، وأتمنى أن يصغي إلى جيدا».
ونبه مراد إلى أن «الأوضاع تغيرت في مرحلة ما بعد طالباني، لكننا نشدد على عدم تهديم الحزب الذي بنيناه من أجل شعبنا، والاتحاد هو قلعة الديمقراطية أو تهديمه سيكون لصالح قوة كردية أخرى»، مطالبا بتطبيق مبدأ «من أين لك هذا؟»، والكشف عن أموال القياديين والمقارنة بين ما كانوا يملكون عام 1991 وما عندهم اليوم من أموال وشركات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.