تركيا: التضخم يقفز إلى 12.62 % وسط توقعات بانكماش الاقتصاد

«موديز» تحذّر من أزمة عملة شبيهة بأحداث 2018

توقعت «موديز» أن تشهد الليرة التركية أزمة شبيهة بأزمة عام 2018 (رويترز)
توقعت «موديز» أن تشهد الليرة التركية أزمة شبيهة بأزمة عام 2018 (رويترز)
TT

تركيا: التضخم يقفز إلى 12.62 % وسط توقعات بانكماش الاقتصاد

توقعت «موديز» أن تشهد الليرة التركية أزمة شبيهة بأزمة عام 2018 (رويترز)
توقعت «موديز» أن تشهد الليرة التركية أزمة شبيهة بأزمة عام 2018 (رويترز)

سجل معدل التضخم في تركيا ارتفاعاً في الوقت الذي توقعت فيه وكالة «موديز» الدولية للتصنيف الائتماني انكماشاً حاداً في الاقتصاد التركي، وأن تشهد الليرة أزمة شبيهة بأزمة عام 2018، حيث فقدت 40 في المائة من قيمتها في ذلك الوقت.
وارتفع معدل التضخم إلى 12.62 في المائة خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي مقارنة بـ11.39 في المائة في شهر مايو (أيار) السابق عليه.
وذكر بيان لهيئة الإحصاء التركية، أمس، أن قطاع المشروبات والتبغ سجل أكبر زيادة في الأسعار على أساس سنوي بنسبة 22.41 في المائة، تليها الخدمات بنسبة 19.8 في المائة، والإسكان 14.95 في المائة مقارنة مع يونيو 2019، وانخفضت قيمة الليرة التركية لتصل إلى 6.855 مقابل الدولار فور صدور تقرير التضخم.
وكان البنك المركزي التركي أبقى على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 8.25 في المائة في نهاية الشهر الماضي، بعد خفضه 9 مرات منذ يوليو (تموز) 2019. وأشار إلى توقعات بأن التضخم سيظل مرتفعاً بسبب التأثيرات الموسمية وتداعيات تفشي فيروس كورونا على أسعار المواد الغذائية. وتوقع البنك أن يصل معدل التضخم في نهاية العام إلى 7.54 في المائة.
في الوقت ذاته، أكدت وكالة «موديز»، أن الاقتصاد التركي سيتعرض لانكماش حاد خلال العام الحالي، بسبب أزمة وباء فيروس كورونا، الذي تجاوز عدد الإصابات به في تركيا 200 ألف إصابة، مع أكثر من 5100 حالة وفاة.
ولم تحدد الوكالة، في تقرير لها أمس، نسبة الانكماش المتوقع أن يتعرض لها الاقتصاد التركي، إلا أنها سبق أن أعلنت، مطلع الشهر الماضي، أنه سينكمش بنسبة 5 في المائة، وهو ما يتناقض مع تصريحات المسؤولين الأتراك، وفي مقدمتهم وزير الخزانة والمالية برات البيراق، الذي أعلن أن «الاقتصاد سيحقق نمواً كبيراً بحلول نهاية العام يزيد على 5 في المائة».
ولفتت «موديز» إلى أن التضخم في تركيا يواصل الارتفاع، فرغم أن الأسواق المالية حققت استقراراً مؤقتاً خلال عام 2019، فإن مخاوف جديدة ظهرت فيما يتعلق بالشفافية والسياسات أفسدت هذا الاستقرار، وأدت إلى تراجع احتياطات النقد الأجنبي وزيادة شراء المواطنين للعملات الأجنبية؛ ما ينذر بهبوط كبير جديد لليرة التركية.
وحذرت الوكالة من أن تركيا قد تتعرض لأزمة ضخمة في سعر صرف العملة شبيهة بالأزمة التي شهدتها عام 2018، وقد يؤدي الأمر إلى حدوث ظروف مالية صعبة للغاية.
كانت الليرة التركية سجلت خلال عام 2018، أدنى مستوى لها أمام الدولار منذ عام 2001، حيث فقدت 40 في المائة من قيمتها، وبلغ سعر صرف الدولار نحو 7.24 ليرة.
وعزا خبراء تراجع الليرة، وقتها، إلى عدد من العوامل، أبرزها قلق المستثمرين من سياسات الرئيس رجب طيب إردوغان وضغوطه على البنك المركزي لعدم رفع أسعار الفائدة من أجل الاستمرار في تغذية النمو الاقتصادي، والاعتقاد بأن البنك غير مستقل، فضلاً عن توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن.
وتسببت أزمات العملة والاستثمار في تراجع الثقة بالاقتصاد التركي الذي يواجه اليوم واحدة من أعقد أزماته الاقتصادية والمالية والنقدية ناجمة عن تراجع الليرة، إضافة إلى هبوط حاد في التجارة الخارجية؛ ما فاقم أزمة وفرة النقد الأجنبي.
وتراجع مؤشر الثقة في الاقتصاد التركي خلال يونيو الماضي نتيجة التبعات السلبية لتفشي وباء كورونا في البلاد وعجز الحكومة عن إدارتها والسيطرة على مناطق الوباء.
وذكر بيان لهيئة الإحصاء التركية، الاثنين الماضي، أن مؤشر الثقة الاقتصادية تراجع على أساس سنوي بنسبة 15.5 في المائة خلال يونيو، إلى 73.5 نقطة، نزولاً من 87.2 نقطة خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.



الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)
TT

الليرة السورية ترتفع بشكل ملحوظ بعد تراجع حاد

الليرة السورية (رويترز)
الليرة السورية (رويترز)

شهدت الليرة السورية تحسناً ملحوظاً في قيمتها أمام الدولار، حيث أفاد عاملون في سوق الصرافة بدمشق يوم السبت، بأن العملة الوطنية ارتفعت إلى ما بين 11500 و12500 ليرة مقابل الدولار، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

ويأتي هذا التحسن بعد أن بلغ سعر صرف الدولار نحو 27 ألف ليرة سورية، وذلك بعد يومين فقط من انطلاق عملية «ردع العدوان» التي شنتها فصائل المعارضة في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويوم الأربعاء، قال رئيس الحكومة الانتقالية المؤقتة في سوريا، محمد البشير، لصحيفة «إيل كورييري ديلا سيرا» الإيطالية: «في الخزائن لا يوجد سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئاً أو تكاد، حيث يمكن للدولار الأميركي الواحد شراء 35 ألف ليرة سورية». وأضاف: «نحن لا نملك عملات أجنبية، وبالنسبة للقروض والسندات، نحن في مرحلة جمع البيانات. نعم، من الناحية المالية، نحن في وضع سيئ للغاية».

وفي عام 2023، شهدت الليرة السورية انخفاضاً تاريخياً أمام الدولار الأميركي، حيث تراجعت قيمتها بنسبة بلغت 113.5 في المائة على أساس سنوي. وكانت الأشهر الستة الأخيرة من العام قد شهدت الجزء الأكبر من هذه التغيرات، لتسجل بذلك أكبر انخفاض في تاريخ العملة السورية.