عقار لعلاج النقرس يظهر نتائج واعدة مع «كورونا»

رحلة البحث عن علاج لكورونا لا تزال مستمرة (أ.ف.ب)
رحلة البحث عن علاج لكورونا لا تزال مستمرة (أ.ف.ب)
TT

عقار لعلاج النقرس يظهر نتائج واعدة مع «كورونا»

رحلة البحث عن علاج لكورونا لا تزال مستمرة (أ.ف.ب)
رحلة البحث عن علاج لكورونا لا تزال مستمرة (أ.ف.ب)

كشفت دراسة يونانية حديثة أن عقار «كولشيسين»، وهو دواء مضاد للالتهابات يستخدم لعلاج مرض النقرس والروماتيزم، قد يكون علاجاً واعداً لفيروس «كورونا المستجد».
وفي الدراسة التي نشرت في دورية «JAMA»، اختار الباحثون بشكل عشوائي، 105 مرضى لديهم مرض (كوفيد - 19) وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة تلقت الأدوية التقليدية المستخدمة في بروتوكولات العلاج، ومجموعة تلقت تلك الأدوية بالإضافة إلى «كولشيسين» لمدة 3 أسابيع.
ووجد الباحثون أن «الكولشيسين» أوقف التدهور السريري بالنسبة للمجموعة التي تلقت هذا الدواء، رغم عدم وجود فوارق ذات دلالة إحصائية بين المجموعتين في العلامات الحيوية القلبية والالتهابية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة ديفتير يوس، في تقرير نشره أول من أمس موقع «ميدسكيب»: «هذا دواء قديم يستخدم لتأثيراته المضادة للالتهابات والمضادات». وأضاف: «في حين أن دراستنا لم تقيم آليات العمل بشكل مباشر، فإننا نعتقد أن المفتاح يكمن في خصائصه المضادة للالتهابات جنباً إلى جنب مع التأثير المضاد للتجلط الذي لوحظ بالفعل في مجموعتنا وتم الإبلاغ عنه أيضاً في أبحاث سابقة».
ودرس ديفتير يوس وزملاؤه الدواء في مجموعة متنوعة من التجارب السريرية خلال العقد الماضي، ولأنهم كانوا على دراية بملف الأمان الخاص به، والآليات الفيزيولوجية المرضية المحتملة، والإجراءات السريرية، رجحوا فاعليته لعلاج مرض تلعب فيه الاستجابة الالتهابية دوراً حاسماً.
وللتأكد من الفاعلية، أجرى الباحثون دراسة امتدت لما يقرب من 3 أسابيع 3 أبريل (نيسان) إلى 27 أبريل 2020، وقاموا بشكل عشوائي بتخصيص 105 مرضى لديهم (كوفيد - 19)، وتم تقسيمهم لمجموعتين متشابهين في الخصائص الديموغرافية والحالة السريرية، وكان معظم المرضى يعالجون بهيدروكسي كلوروكين وأزيثروميسين (98.1 في المائة و92.4 في المائة على التوالي)، حيث استمرت مجموعة في تناول هذا الدواء، وأعطيت المجموعة الثانية هذا الدواء مع دواء الكولشيسين.
ولاحظ الباحثون أن هناك تأثيراً مضاداً للالتهابات ومضاداً للتجلط، ظهر بشكل واضح في الاختبارات لصالح مجموعة دواء الكولشيسين، كما كان معدل الشفاء أسرع من المجموعة الأخرى.
ويخطط الباحثون لتجنيد أعداد أكبر من مرضى المستشفيات والمرضى الذين يعانون من (كوفيد - 19) المعتدل، والذين لا يحتاجون إلى دخول المستشفى.
ويعلق دكتور محمد السيد، اختصاصي الفيروسات بوزارة الصحة المصرية على نتائجها قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: إنها تظهر أن الكولشيسين هدف علاجي جيد لعلاج مرضى (كوفيد - 19)، لأنه يعمل على عدة مسارات مختلفة، بدلاً من تثبيط عامل واحد فقط.
وأضاف: «البيانات الأولية مشجعة، ويبقى أن نرى ما إذا كان العلاج على المدى الطويل يسبب بعض المشاكل، وهذا يحتاج إلى مزيد من الدراسات».
ويظل هذا الدواء وغيره من الأدوية التي يتم تجريبها مجرد حلول مؤقتة؛ لأنها تتعامل مع أعراض الفيروس، ولا تستهدف الفيروس نفسه، والإنجاز الذي ينتظره العالم ولم يتحقق إلى الآن، هو دواء يتعامل مع الفيروس، كما يؤكد السيد.


مقالات ذات صلة

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

صحتك صورة توضيحية لفيروس «كوفيد-19» (أرشيفية - رويترز)

«كوفيد» الطويل الأمد لا يزال يفتك بكثيرين ويعطّل حياتهم

منذ ظهور العوارض عليها في عام 2021، تمضي أندريا فانيك معظم أيامها أمام نافذة شقتها في فيينا وهي تراقب العالم الخارجي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

مايوت... أفقر أقاليم فرنسا تجهد لمحو آثار الإعصار المدمّر

شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)
شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)
TT

مايوت... أفقر أقاليم فرنسا تجهد لمحو آثار الإعصار المدمّر

شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)
شابّة تسير وسط الدمار بمنطقة مبويوغو في مايوت (أ.ب)

بعد أسبوع من أسوأ إعصار يضربها منذ ما يقرب من قرن، لا تزال جزيرة مايوت الفرنسية الفقيرة الواقعة في المحيط الهندي تجهد لإحصاء عدد القتلى واستعادة الخدمات الأساسية ومساعدة السكان المحاصرين، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

والمستشفيات التي تعاني بشكل دائم نقصاً في الإمكانات تكتظ بالمرضى الذين يعانون ليس من الإصابات المرتبطة بالإعصار «شيدو» فحسب، بل أيضاً من الجفاف وسوء التغذية والأمراض. وفي المستشفى الرئيس في مايوت بالعاصمة مامودزو، يواجه الأطباء سلسلة من الأزمات.

وقال الدكتور روجيه سرحال، رئيس قسم التوليد وأمراض النساء في المستشفى: «فقدنا 40 في المائة من غرف المرضى؛ أي نحو 50 إلى 60 سريراً. هناك الكثير من المرضى يأتون إلى المستشفى، وليس لدينا مكان لاستقبالهم».

وفي ظل الإعصار الذي ضرب الأرخبيل في نهاية الأسبوع الماضي مصحوباً برياح سرعتها 220 كيلومتراً في الساعة، أجبرت الأضرار البنيوية التي لحقت بالمستشفى الموظفين على فرز المرضى، وإعطاء الأولوية لأكثر الحالات شدة.

تم تأكيد وفاة خمسة وثلاثين شخصاً حتى أمس (الجمعة) في مايوت، لكن وزيرة الصحة الفرنسية جنفييف داريوسيك، حذرت من أن أي تقديرات من المرجح أن تكون أقل بكثير من الأعداد الحقيقية «مقارنة بحجم الكارثة».

سيندو محمدي يجلس على السرير في المستشفى بعدما أصيب خلال مرور الإعصار «شيدو» (أ.ب)

* دمار شامل

دمرت العاصفة أحياء بأكملها، وتجاهل العديد من الناس التحذيرات، معتقدين أن العاصفة لن تكون شديدة للغاية. والأسوأ من ذلك أن العديد من المهاجرين تجنبوا الملاجئ خوفاً من الترحيل، حسبما قالت السلطات، مضيفة أنه قد يكون هناك مئات أو ربما آلاف الوفيات.

ويخشى الأطباء أن يؤدي نقص المياه النظيفة والكهرباء إلى أزمة صحية. وقال الدكتور فنسان جيل، مدير الطوارئ الطبية في المستشفى: «يأتي المرضى لأن أمراضهم لم تعالَج، ولا ماء ولا كهرباء. نحن قلقون بشأن الأوبئة، مثل تفشي مرض الكوليرا الذي أوقفناه قبل أشهر فقط».

ويواصل طاقم المستشفى العمل بلا كلل، لكن الموارد تنفد بشكل مقلق. وقال سرحال: «إذا هطلت الأمطار سيكون الأمر كارثياً».

من بين المرضى الراقدين في المستشفى، سيندو محمدي (54 عاماً) الذي كُسرت ذراعه والتوى كاحله أثناء العاصفة التي دمرت منزله تماماً. وقال: «أمي مريضة، وأنا مريض، وأحد أطفالي الستة مريض. عائلتي بحاجة إلى تناول الطعام، وبما أني الشخص الذي يحصّل الرزق، فليس لدى أمي وأطفالي شيء الآن».

وأضاف: «لست وحدي. هناك الكثير منا فقدوا كل شيء. أريد من الحكومة أن تهتم بنا، وأن تمنحنا الطعام ومكاناً للنوم».

يُذكر أن مايوت التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، هي أرخبيل يقع بين مدغشقر والقارة الأفريقية. ومما يزيد الاكتظاظ أن قرابة 100 ألف مهاجر يعيشون فيها.

وعانى أفقر أقاليم فرنسا ما وراء البحار لفترة طويلة من الإهمال ونقص الاستثمار؛ لذا يعيش نحو 75 في المائة من سكان مايوت في فقر، في حين أن البنية التحتية للأرخبيل غير مجهزة لتحمل كارثة بهذا الحجم.

نساء يغسلن ملابس في أحد شوارع مامودزو عاصمة مايوت بما جمعنه من مياه الأمطار (أ.ب)

وبينما تبذل سلطات باريس جهوداً لتقديم المساعدات الطارئة، بما في ذلك النقل الجوي للمياه والغذاء، تبقى الحاجات كبيرة بالنظر لحجم الكارثة. ولا يزال مطار مايوت مغلقاً أمام الرحلات المدنية بسبب الأضرار، الأمر الذي يعرقل الخدمات اللوجستية.

وأقر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارته مايوت أمس (الجمعة)، بخطورة الوضع وتعهد بإعادة البناء. لكنه واجه انتقادات من السكان المحبطين من بطء وتيرة المساعدات. وقدرت وزارة الداخلية الفرنسية أن 70 في المائة من السكان تأثروا بشكل خطير، وأن العديد منهم أصبحوا بلا مأوى وعرضة للخطر بعد هذه الكارثة الطبيعية.