ارتفاع أسعار الغذاء العالمية للمرة الأولى في 2020

سجلت أسعار الغذاء العالمية أول ارتفاع لها في العام الجاري بما يمثل تعافيا طفيفا بعد انخفاضات حادة تسببت فيها جائحة فيروس كورونا (رويترز)
سجلت أسعار الغذاء العالمية أول ارتفاع لها في العام الجاري بما يمثل تعافيا طفيفا بعد انخفاضات حادة تسببت فيها جائحة فيروس كورونا (رويترز)
TT

ارتفاع أسعار الغذاء العالمية للمرة الأولى في 2020

سجلت أسعار الغذاء العالمية أول ارتفاع لها في العام الجاري بما يمثل تعافيا طفيفا بعد انخفاضات حادة تسببت فيها جائحة فيروس كورونا (رويترز)
سجلت أسعار الغذاء العالمية أول ارتفاع لها في العام الجاري بما يمثل تعافيا طفيفا بعد انخفاضات حادة تسببت فيها جائحة فيروس كورونا (رويترز)

قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) الخميس إن أسعار الغذاء العالمية سجلت في يونيو (حزيران) أول ارتفاع لها في 2020 بما يمثل تعافيا طفيفا بعد انخفاضات حادة تسببت فيها جائحة فيروس كورونا.
وبلغ متوسط مؤشر فاو لأسعار الغذاء، الذي يقيس التغيرات الشهرية لسلة من الحبوب والزيوت النباتية ومنتجات الألبان واللحوم والسكر، 93.2 نقطة الشهر الماضي بارتفاع 2.4 في المائة عن مايو (أيار).
وقالت فاو إنها عدلت أساس كل مؤشراتها إذ غيرت فترة الأساس إلى 2014 - 2016. بعد أن كانت 2002 - 2004. وأضافت أنه «مع تطور أنماط التجارة، من الضروري تحديث فترة الأساس لضمان أن السلة المرجحة ذات دلالة». وفي ظل استمرار الضبابية في الأسواق، انتعشت أسعار الزيوت النباتية والسكر ومنتجات الألبان لتصل لأعلى مستوى في عدة أشهر بعد انخفاضات حادة شهدتها في مايو، لكن أغلب أسعار الحبوب واللحوم ظلت تتعرض لضغوط نزولية.
وقفز مؤشر أسعار الزيوت النباتية 11.3 في المائة في يونيو بعد أن هبط لأربعة أشهر متوالية. ويعكس التعافي بالأساس زيادة في قيمة زيت النخيل التي تلقت دعما من تعافي الطلب العالمي على الاستيراد ومخاوف من مشكلات محتملة في الإنتاج بسبب نقص مطول في العمالة الوافدة متعلق بتبعات الجائحة.
وعدلت فاو أيضا توقعاتها بالزيادة لموسم الحبوب في 2020 بنحو 9.3 مليون طن، وتنبأت أن يبلغ الإنتاج العالمي قرابة 2.790 مليار طن بزيادة ثلاثة في المائة عن مستوى الحصاد القياسي المسجل في 2019. وبلغ متوسط مؤشر فاو لأسعار الحبوب 96.9 نقاط في يونيو، أي بانخفاض 0.6 في المائة مقارنة بشهر مايو، و1.9 في المائة دون مستواه المسجل في الفترة نفسها من السنة الماضية، حيث اشتدت الضغوط نحو انخفاض أسعار القمح في يونيو، ويعزى السبب في ذلك جزئيا إلى موسم الحصاد الجديد في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، وأيضا إلى تحسن توقعات الإنتاج في عدد من البلدان المصدرة الرئيسية.
وفي المقابل تسبب تباطؤ الأنشطة التجارية وحركة العملات في البلدان المصدرة في هبوط الأسعار الدولية للأرز للمرة الأولى منذ بداية هذا العام، وإن كان بشكل طفيف.
كما بلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار اللحوم 95.2 نقطة في يونيو، أي بتراجع طفيف 0.6 في المائة عن مستواه المسجل في مايو وبمقدار 6.1 نقطة دون مستواه المسجل في يونيو 2019. فقد انخفضت الأسعار الدولية للحوم الدواجن والبقر، ويعزى السبب في ذلك إلى حد كبيرٍ إلى ارتفاع الكميات المتاحة للتصدير في معظم الأقاليم المنتجة الرئيسية، وذلك رغم ارتفاع طلبات الاستيراد المقدمة من الصين والشرق الأوسط.
أما متوسط مؤشر أسعار السكر فقد سجل 75.0 نقطة في يونيو بارتفاع قدره 10.6 في المائة عن مستواه المسجل في مايو. وقد أدى الارتفاع المفاجئ في أسعار النفط الخام إلى دعم أسواق السكر بشكل كبير؛ ما شجع المصانع في البرازيل على استخدام مزيد من إمدادات قصب السكر لإنتاج الإيثانول عوضا عن السكر، وعلاوة على ذلك، ساعدت التقارير الأخيرة بشأن الاختناقات في الموانئ البرازيلية الناجمة عن التدابير المفروضة لاحتواء انتشار فيروس كورونا المستجد على رفع قيمة مؤشر أسعار السكر.



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.