يقول المدافع الإنجليزي الشاب ريتشارد نارتي وهو يتذكر أول مباراة يلعبها في دوري الدرجة الثانية مع نادي بورتون ألبيون الذي انتقل إليه لمدة عام على سبيل الإعارة من تشيلسي: «أول شيء حدث لي في هذه البطولة هو إرسال كرة قوية نحوي في الهواء وتعرضي للضرب بالكوع في وجهي». وكان المدافع الشاب، الذي انضم لتشيلسي وهو في التاسعة من عمره، يدرك أن هذه الفترة ستكون حاسمة في مسيرته الكروية، حيث كان هذا هو الظهور الأول له على المستوى الاحترافي بعد أن شارك كبديل أمام بريستول روفرز في أغسطس (آب).
يقول نارتي عن ذلك: «لقد كنت أشعر بالذهول بعض الشيء. وكان ذلك الأمر بمثابة إنذار بالنسبة لي وجعلني أقول لنفسي، يتعين عليك أن تعود إلى المسار الصحيح، ولا يمكنك أن تتصرف على أنك لاعب شاب قادم من تشيلسي».
وقدم نارتي أداء جيدا وساعد بورتون على الفوز بهدفين دون رد، واستمتع بالفترة التي قضاها في هذا النادي. وأعرب اللاعب الشاب عن إحباطه بسبب إلغاء الموسم الحالي لدوري الدرجة الثانية بسبب تفشي فيروس «كورونا». وعاد نارتي إلى منزل عائلته في ويمبلدون أثناء فترة الإغلاق. والآن، وبعد القرار الذي اتخذه تشيلسي بعدم تجديد عقده الذي ينتهي في 30 يونيو (حزيران)، فإنه يركز على إيجاد ناد جديد.
وقد اعتاد اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً على الصعوبات والتحديات. كما أنه كان يركز بشكل كبير على دراسته وتعليمه، وهو الأمر الذي ربما أبطأ من تطوره في تشيلسي. التحق نارتي بمدرسة «سانت بول» الخاصة في جنوب غربي العاصمة البريطانية لندن، حصل على شهادة الثانوية العامة وهو في السادسة عشرة من عمره. يقول نارتي: «لقد قضيت فترة أطول من معظم اللاعبين في تشيلسي قبل رحيلي عن النادي على سبيل الإعارة، لأنني كنت متفرغا للعب في النادي منذ عامين. وعادة عندما يكون اللاعب في الثالثة عشرة من عمره فإنه يذهب إلى المدرسة ويحصل على يوم عطلة للتدريب في النادي. وعندما يصل إلى الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة أو السادسة عشرة فإنه يتدرب مع النادي بشكل يومي. أما أنا فقد تفرغت للتدريب بشكل كامل مع النادي لعدة أعوام».
ويضيف: «حتى لو كنت لاعبا جيدا للغاية فإنه لا يمكنك أبداً أن تعرف ما الذي سيحدث في مثل هذه المرحلة العمرية. لقد أعطاني والدي كل الدعم الذي أحتاجه، وكنت أشعر أنه من الأفضل أن أحصل على شهادات الثانوية العامة أولا، لأنني كنت أدرك أنه بمجرد أن تبدأ التدريب بدوام كامل فإن ذلك سيجعلك تركز بشكل كبيرة على كرة القدم. لقد انتهى بي الأمر بالذهاب إلى المدرسة لمدة خمسة أيام، وبالتالي كنت أذهب إلى النادي في يوم المباريات فقط. وبعد ذلك، كنت أعود إلى المدرسة في الوقت الذي يعود فيه جميع اللاعبين الآخرين إلى التدريبات باقي أيام الأسبوع».
وقد أمضى نارتي ثلاث سنوات أخرى في دراسة الرياضيات وتعلم اللغة الفرنسية بعد انضمامه لتشيلسي بدوام كامل وهو في السادسة عشرة من عمره. ويشعر اللاعب الشاب بالامتنان لنادي تشيلسي الذي دفع ثمن دروسه ومنحه بعض الوقت للعمل أيضا، لكنه يدرك أنه يتعين عليه أن يلحق بزملائه من اللاعبين أيضا. وكان نارتي يلعب في أكاديمية الناشئين مع كل من تامي أبراهام وماسون ماونت وفيكايو توموري وكالوم هودسون أودوي وريس جيمس.
يقول نارتي عن ذلك: «أنا أثق في قدراتي بشكل كامل. لكنني لا أعرف الكثير من اللاعبين في نفس الموقف الذي أواجهه الآن. لقد كنت ألعب إلى جانب عدد من اللاعبين، الذين لم يكونوا الأفضل فحسب، لكنهم كانوا متفرغين للتدريب بشكل كامل لمدة عامين وكانوا يتدربون يوميا، في حين كنت أنا أذهب إلى النادي بملابس المدرسة!».
ويضيف «كان هذا هو أول موسم لي أشارك فيه في فترة الإعداد للموسم الجديد. ولم أتدرب كل يوم من قبل. وفي أول مرة أقوم فيها بذلك تعرضت لإصابة عضلية بعد مرور 40 دقيقة. لقد حصلت على استراحة من تلك الحصة التدريبية، ثم بدأت أتدرب في الأيام التالية. لقد قلت لنفسي إنه يتعين علي أن أتحلى بالصبر. لقد تدربت ليومين متتاليين لأول مرة وكان ذلك في رأيي إنجازاً كبيرا. كان الجميع يحتفلون بذلك بطريقة مرحة، لكن الأمر كان يمثل شيئا كبيرا بالنسبة لي».
ولم يشعر نارتي بالدهشة لتصعيد كل من تامي أبراهام وماسون ماونت وتوموري وهدسون أودوي وجيمس إلى الفريق الأول لتشيلسي. وقدم نارتي الشكر لكل من جو إدواردز، الذي انضم إلى الطاقم التدريبي للفريق الأول بنهاية الموسم، وجودي موريس، المساعد الثاني لفرنك لامبارد.
يقول نارتي: «كان جو هناك منذ أن كنت صغيراً جداً. لقد كان مفيداً للغاية للاعبين، خاصة عندما يصلون إلى فريق الناشئين تحت 23 عاما. لقد كان دائما ما يذكرنا بأننا سوف نخسر المباريات إذا لم نقدم المجهود اللازم، وبأننا سنجد أنفسنا لا نشارك في المباريات في بعض الأحيان».
ويضيف «أما جودي فكان مدربي في فريق الشباب، وقد حقق نجاحا كبيرا يعكس قدراته وإمكانياته. لقد كان يلعب معنا في بعض الأحيان في بعض الحصص التدريبية، وكان في بعض الأحيان يعد أفضل لاعب في الملعب! وسنرى الآن كيف سيلعب في التدريبات في المستوى الأعلى، رغم أنه اعتزل اللعب وانضم للطاقم التدريبي الآن».
وكان يتعين على نارتي أن يتعلم المزيد، عندما شارك أمام أندية من دوريات أقل من الدوري الإنجليزي الممتاز في الوقت الذي وصل فيه تشيلسي إلى الدور نصف النهائي لمسابقة كأس دوري كرة القدم الإنجليزية، التي يشارك فيها 48 ناديا من الدوريات المختلفة بإنجلترا، في عام 2018 لكنه كان بحاجة إلى العمل في بيئة أكثر صرامة من أكاديمية الناشئين. يقول نارتي: «لقد كنت محظوظا للغاية لأنني نشأت في ناد مثل تشيلسي. لقد خرجت للعب على سبيل الإعارة ورأيت أن هناك مكافآت للفوز بالمباريات وعرف ما يمثله هذا الأمر بالنسبة للاعبين».
وقد اعتمد نايغل كلو، الذي استقال من منصبه كمدير فني لنادي بورتون لمساعدة النادي على التأقلم مع التداعيات المالية لتفشي فيروس «كورونا»، على نارتي في 28 مباراة. وتولى المدافع المخضرم جيك بوكستون مهمة تدريب الفريق كلاعب ومدرب في نفس الوقت، وكان له تأثير كبير على نارتي أيضا.
كما تلقى نارتي دعما كبيرا من تور أندري فلو، الذي يشرف على عمليات إعارة اللاعبين بنادي تشيلسي. يقول نارتي عن ذلك: «لقد ساعدني كثيرا. فعندما كنت أشارك في أي مباراة كان هو أول من يبعث لي برسالة تقول: لقد رأيتك وأنت تلعب المباراة بأكملها، فما هو تقييمك لتلك التجربة؟ وعلاوة على ذلك، فقد جاء إلى بورتون عدة مرات لمتابعتي».
ويضيف: «لقد سبق له وأن لعب كمهاجم، وكان يحدثنا عن الأمور التي لم يكن يحبها داخل الملعب. يحب المهاجمون أن يحصلوا على بعض الوقت للتحكم في الكرة، وكان يقول لنا إن أصعب شيء على المهاجم هو أن تكون المساحات ضيقة أمامه ولا يجد فرصة للتحرك».
ويقول نارتي عن الخطوة التالية في مسيرته الكروية: «لقد كنت أريد دائما أن أعمل في الأمور المالية. والدي يعمل في مصرف باركليز، لذلك كنت أحصل على بعض النصائح منه. لقد بدأت بالفعل الحصول على دورة تدريبية في الأمور المالية خلال فترة الإغلاق بسبب فيروس (كورونا). وآمل أن تكون هذه خطة بديلة في حال عدم نجاحي في مواصلة لعب كرة القدم، لكن حتى لو حدث ذلك فإنني سأكون بحاجة للقيام بشيء ما عندما أعتزل كرة القدم».
ريتشارد نارتي: الدراسة حرمتني فرصة اللعب مع تشيلسي
المدافع الشاب انضم إلى بورتون على سبيل الإعارة لكنه الآن يبحث عن فريق جديد لاستكمال مسيرته
ريتشارد نارتي: الدراسة حرمتني فرصة اللعب مع تشيلسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة