«نافتا» إلى التقاعد رسمياً

TT

«نافتا» إلى التقاعد رسمياً

انتهي أمس العمل، رسمياً، باتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية، والمعروفة اختصاراً بـ«نافتا»، حيث تم استبدالها باتفاقية التجارة الحرة الشمالية للولايات المتحدة والمكسيك وكندا، والمعروفة اختصار بـ«يو إس إم سي إيه»، والتي دخلت حيز التنفيذ أمس الأربعاء.
ووقعت الدول الثلاث على الاتفاقية الجديدة في 2018 ووافق عليها الكونغرس الأميركي مطلع العام الحالي. ومن المتوقع أن تزيد الاتفاقية الجديدة، الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بنسبة 0.35 في المائة، وتخلق 176 وظيفة في الولايات المتحدة، خلال ست سنوات، وفقاً لبيانات لجنة التجارة الدولية الأميركية. وتتطلب الاتفاقية الجديدة أن يتم تصنيع 75 في المائة من أجزاء المركبات والشاحنات، في إحدى الدول الثلاث، حتى تظل خالية من الرسوم الجمركية عند التنقل بين الدول الثلاث الموقعة، وذلك مقارنة بنسبة 62.5 في المائة، التي كان معمولاً بها في الاتفاقية الملغاة.
كما تتطلب أيضاً تصنيع المزيد من قطع غيار السيارات من قبل عمال لا يقل دخلهم عن 16 دولاراً على الأقل للساعة، مما قد يوفر دفعة للتصنيع في الولايات المتحدة، حيث تكون الأجور أعلى من المكسيك.
ومن المتوقع أن تساهم هذه التغييرات في إضافة 28 ألف وظيفة في صناعة قطع الغيار في الولايات المتحدة، على مدى ست سنوات، بينما ستؤدي أيضاً إلى زيادة طفيفة في أسعار السيارات، وفقاً للجنة التجارة الدولية.
وتنص الاتفاقية الجديدة على إنشاء لجنة مشتركة بين الوكالات تراقب تنفيذ إصلاح أحوال العمل في المكسيك، والامتثال لمتطلبات العمل. كما أنها تسمح، لأول مرة في أي اتفاقية تجارية أميركية، لهيئات «الاستجابة السريعة» في الولايات المتحدة، بمراجعة ما إذا كانت منشآت معينة في المكسيك، تنتهك حقوق العمال وفرض رسوم أو عقوبات على المنتجات المصنوعة في تلك المصانع.
وستبقي الاتفاقية الجديدة على التعريفات على معظم المنتجات الزراعية التي يتم تداولها بين الدول الثلاث، عند الصفر، بينما تفتح السوق الكندية أمام منتجات الألبان والدواجن والبيض في الولايات المتحدة. في المقابل، ستسمح الولايات المتحدة لمزيد من منتجات الألبان والفول السوداني ومنتجات الفول السوداني الكندية، بالإضافة إلى كمية محدودة من السكر.
وتمنع الاتفاقية التجارية الجديدة كندا والمكسيك من إجبار الشركات الأميركية على تخزين بياناتها على خوادم إنترنت داخل الدولة، حفاظاً على حقوق الملكية الفكرية للشركات الأميركية. كما لا يمكن مقاضاة الشركات الأميركية في كندا والمكسيك على معظم المحتوى الذي يظهر على منصاتهم.



تدهور حاد في النشاط التجاري بمنطقة اليورو خلال نوفمبر

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر مفوضية الاتحاد في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر مفوضية الاتحاد في بروكسل (رويترز)
TT

تدهور حاد في النشاط التجاري بمنطقة اليورو خلال نوفمبر

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر مفوضية الاتحاد في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر مفوضية الاتحاد في بروكسل (رويترز)

شهد النشاط التجاري في منطقة اليورو تدهوراً حاداً هذا الشهر، حيث انكمش القطاع الخدمي المهيمن في المنطقة، بينما استمر التصنيع في التدهور بشكل أعمق في الركود، وفقاً لاستطلاع نُشر الجمعة.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات المركب الأولي لمنطقة اليورو الذي تعدّه شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى أدنى مستوى في عشرة أشهر عند 48.1 في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما يقل عن مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش.

وكان استطلاع لـ«رويترز» قد توقع أن يظل المؤشر عند مستوى 50 المسجل في أكتوبر (تشرين الأول).

وقال كبير الاقتصاديين في بنك «هامبورغ التجاري»، سايروس دي لا روبيا: «لا يمكن أن تكون الأمور قد ساءت أكثر من هذا». وأضاف: «قطاع التصنيع في منطقة اليورو يغرق بشكل أعمق في الركود، والآن بدأ قطاع الخدمات يواجه صعوبة بعد شهرين من النمو الهامشي».

وانخفض مؤشر الأعمال الجديدة المركب إلى 46.6 من 47.9، مسجلاً أدنى مستوى له هذا العام؛ ما يشير إلى أنه لا يوجد تحسن وشيك في الأفق.

كما انخفض مؤشر مديري المشتريات الذي يغطي قطاع الخدمات، والذي كان يعوض عن التراجع بين الشركات المصنعة، إلى أدنى مستوى له في عشرة أشهر عند 49.2 من 51.6. ولم يطرأ أي تغيير على توقعات الاستطلاع.

ورغم زيادة الشركات في التوظيف، فإنها كانت أقل تفاؤلاً بشأن المستقبل، حيث انخفض مؤشر التوقعات التجارية إلى أدنى مستوى له في عامين عند 55 مقارنة بـ59.9 في الشهر السابق.

وانخفض مؤشر التصنيع إلى 45.2 من 46.0، متناقضاً مع التوقعات بعدم حدوث أي تغيير.

وانخفض مؤشر الإنتاج، الذي يدخل في المؤشر المركب، إلى 45.1 من 45.8، حتى مع خفض المصانع للتكاليف للشهر الثالث على التوالي وبوتيرة أسرع من أكتوبر. وانخفض مؤشر أسعار المنتجين أيضاً إلى 47.9 من 48.2.

ومن المرجح أن يعزز هذا التراجع التوقعات بأن البنك المركزي الأوروبي سيخفِض أسعار الفائدة مجدداً في الشهر المقبل. فقد خفض البنك أسعار الفائدة ثلاث مرات هذا العام إلى 3.25 في المائة في ظل المخاوف المتزايدة بشأن آفاق النمو الضعيفة في المنطقة.

وفي ألمانيا، تسارع التراجع في الاقتصاد في نوفمبر مع تراجع النشاط التجاري للشهر الخامس على التوالي وبأسرع وتيرة منذ فبراير (شباط)، وفقاً لاستطلاع نُشر الجمعة.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات الألماني المركب الذي تعدّه شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال» إلى 47.3 نقطة من 48.6 نقطة في أكتوبر. وكان المحللون يتوقعون عدم حدوث أي تغيير عن الشهر السابق.

كما تدهور النشاط التجاري في قطاع الخدمات في ألمانيا في نوفمبر، حيث انخفض المؤشر بشكل غير متوقع إلى 49.4 من 51.6 في أكتوبر.

وقال دي لا روبيا: «حتى وقت قريب، كان الاقتصاد الألماني قد استقر إلى حد ما بفضل قطاع الخدمات، الذي كان يعوّض التراجع الحاد في التصنيع. لكن ذلك لم يعد قائماً الآن».

وتجنبت ألمانيا الركود الفني في الربع الثالث، لكن الحكومة تتوقع انكماش الناتج بنسبة 0.2 في المائة لعام 2024 ككل؛ مما يضع ألمانيا في قاع الاقتصادات الرائدة في العالم.

وقد تعثّر الاقتصاد الألماني بسبب التنافس المتزايد من الخارج، وضعف الطلب، وتباطؤ الصناعة. علاوة على ذلك، تسببت الخلافات حول الموازنة في إسقاط الائتلاف الثلاثي الحاكم؛ مما ترك أكبر اقتصادات أوروبا في حالة من الجمود السياسي حتى الانتخابات المبكرة في فبراير.

وقال دي لا روبيا: «إعلان الانتخابات المبكرة في ألمانيا في 23 فبراير لا يساعد الوضع».

وارتفع مؤشر التصنيع قليلاً إلى 43.2 من 43 في الشهر السابق، لكنه لا يزال بعيداً عن منطقة النمو. وكان المحللون يتوقعون عدم حدوث تغيير.

أما في فرنسا، فقد انكمش النشاط التجاري في نوفمبر بأسرع وتيرة منذ بداية العام، حيث تراجعت الطلبيات الجديدة والتوقعات المستقبلية إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات في فرنسا الصادر عن شركة «إتش سي أو بي» بشكل حاد إلى 45.7 نقطة في نوفمبر من 49.2 نقطة في أكتوبر، مسجلاً أدنى مستوى في عشرة أشهر.

كما تراجع مؤشر مديري المشتريات المركب الأوسع نطاقاً، الذي يشمل كلاً من الخدمات والتصنيع، إلى 44.8 من 48.1، وهو أدنى مستوى منذ يناير (كانون الثاني).

وساهم الانخفاض في الطلبيات الجديدة، خصوصاً من الأسواق الدولية، في هذا الضعف العام، حيث أفادت الشركات بأكبر تراجع في حجم الطلبيات الجديدة خلال أربع سنوات.

ولأول مرة منذ مايو (أيار) 2020، سجَّلت الشركات الفرنسية توقعات سلبية للنشاط على مدار العام المقبل.

وقد يكون عدم اليقين السياسي أحد الأسباب المحتملة لهذا التراجع، حيث يهدد حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف بإسقاط حكومة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه الائتلافية الهشة بسبب خلاف حول موازنة عام 2025.

وقال كبير الاقتصاديين في بنك «هامبورغ التجاري»، طارق شودري: «الاقتصاد الفرنسي يتأثر بالشكوك». وأضاف: «هذه ليست إشارة جيدة للاستهلاك الخاص وقرارات الاستثمار».

ورغم هذه التوقعات المتشائمة، سجل القطاع الخاص زيادة طفيفة في خلق الوظائف.