تونس تخشى «موجة جديدة» بحلول الخريف

عادت إلى تسجيل إصابات جديدة يومية بالفيروس

عاملتان تشاركان في تعقيم وتنظيف مطار قرطاج الدولي في تونس بعد إعادة فتح حدود البلاد الخارجية السبت الماضي (د.ب.أ)
عاملتان تشاركان في تعقيم وتنظيف مطار قرطاج الدولي في تونس بعد إعادة فتح حدود البلاد الخارجية السبت الماضي (د.ب.أ)
TT

تونس تخشى «موجة جديدة» بحلول الخريف

عاملتان تشاركان في تعقيم وتنظيف مطار قرطاج الدولي في تونس بعد إعادة فتح حدود البلاد الخارجية السبت الماضي (د.ب.أ)
عاملتان تشاركان في تعقيم وتنظيف مطار قرطاج الدولي في تونس بعد إعادة فتح حدود البلاد الخارجية السبت الماضي (د.ب.أ)

عادت تونس لتسجل إصابات يومية جديدة بوباء «كورونا» بعد أيام خلت من أي إصابة بالمرض. وأصبحت الجهات الصحية المعنية تعلن في شكل يومي عن إصابتين أو ثلاث إصابات في اليوم، وهو ما جعل عدد الإصابات المؤكدة يرتفع إلى نحو 1172 إصابة. ولا يستبعد مسؤولون صحيون متابعون للوضع الوبائي في البلاد عودة الفيروس إلى الانتشار، إن لم يكن خلال هذا الصيف فمع حلول فصل الخريف المقبل.
وأكد هذه المخاوف عبد اللطيف المكي، وزير الصحة التونسي، الذي أشار خلال توقيع اتفاق بشأن البرتوكول الصحي لاستعمال المكيّفات، أن تونس معرضة لاحتمال حصول موجة ثانية من فيروس «كورونا» بعد الفتح الكامل للحدود مع الخارج. وقدّر هذا الاحتمال بنسبة تقارب 95 في المائة، مشدداً على ضرورة الاستعداد لهذه الموجة التي من المنتظر أن تكون مع حلول فصل الخريف.
وقال المكي أيضاً إن عودة الوباء خلال الخريف في موجة ثانية ترتبط أساساً بتغيّر المناخ واتجاهه نحو البرودة التي تساعد الفيروس على الانتشار، على الرغم من أن أغلب الآراء العلمية تؤكد عدم تأثره كثيراً بدرجات الحرارة، ولذلك لا بد من مواصلة إجراءات الوقاية وأخذ الأمر بجدية، كما قال، وهو ما يعني ضرورة الالتزام بارتداء الكمامات الطبية وتنفيذ مختلف الإجراءات الوقائية وأهمها التباعد الجسدي وغسل اليدين باستمرار.
وأكد المكي أن الحديث عن موجة ثانية محتملة يأتي بناء على توقعات المنظمات الدولية المختصة وتطور الوضع الوبائي العالمي الذي يشهد تزايدا في انتشار الفيروس، مشيراً إلى أن تونس تتعامل مع تطورات الأوضاع في دول المنطقة وتراقب وتتابع الوضع حتى في الدول البعيدة عنها، بحسب ما قال.
وبشأن تخوفات التونسيين من انتشار الفيروس بعد فتح الحدود يوم 27 يونيو (حزيران) الماضي، أفاد الوزير بأن المخاوف معقولة غير أنه لا يمكن الاستمرار في غلق الحدود حالياً، داعياً إلى تحويل هذا الخوف إلى طاقة للوقاية والالتزام بالإجراءات الصحية.
وكانت تونس قد قررت فتح حدودها على العالم منذ يوم 27 يونيو، كما برمجت عودة الأنشطة السياحية بشكل كامل بداية من الشهر الحالي، وتعوّل في ذلك على نجاحها في الحد من انتشار الوباء، إذ إنها ومن خلال بيانات رسمية لم تسجل سوى 1172 حالة إصابة مؤكدة بـ«كوفيد - 19»، وهي من أدنى النسب المسجلة على المستوى الدولي. وتمكن 1029 مصاباً من الشفاء، أي بنسبة تعاف تقدر بـ88 في المائة، مع تسجيل 50 حالة وفاة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».