عدّاد «كوفيد ـ 19» يتسارع في ليبيا والوباء ينشط جنوباً

فريق طبي يفحص مواطناً ببلدية الكفرة جنوب ليبيا (اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة «كورونا»)
فريق طبي يفحص مواطناً ببلدية الكفرة جنوب ليبيا (اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة «كورونا»)
TT

عدّاد «كوفيد ـ 19» يتسارع في ليبيا والوباء ينشط جنوباً

فريق طبي يفحص مواطناً ببلدية الكفرة جنوب ليبيا (اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة «كورونا»)
فريق طبي يفحص مواطناً ببلدية الكفرة جنوب ليبيا (اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة «كورونا»)

ودّعت ليبيا زمن الإعداد المحدودة بفيروس «كورونا»، وبدأ عدّاد الإصابات يسجل أرقاماً كبيرة تتزايد يومياً خصوصاً بجنوب البلاد، وسط اتجاه قيام بعض المدن بحجز المواطنين القادمين إليها من مناطق موبوءة بالفيروس، وإخضاعهم للفحص الطبي.
وأعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض، أمس، تطوراً وبائياً جديداً بتسجيل 40 حالة إيجابية للفيروس، بينها 35 حالة في مدينة سبها (جنوباً) في حين توزعت بقية الإصابات على مدن غات وطرابلس والجفرة، لافتاً إلى ارتفاع النسبة الإجمالية للمصابين إلى 802، تعافى منها 206 حالات، وتوفي 23 مصاباً. ونوّه المركز مجدداً إلى ضرورة تفاعل المواطنين معه عبر رقم هاتف مجاني للطوارئ للتواصل والرد على أي استفسار أو للحصول على استشارة أو مساعدة عند الشعور بأعراض اشتباه فيروس «كورونا»، مشدداً على أهمية اتباع الإرشادات الوقائية والاحترازية اللازمة لمنع انتشار الفيروس.
ولا تزال السلطات الليبية تواصل نقل العالقين في دول عدة، ونقلت وزارة الخارجية التابعة لحكومة «الوفاق عن صالح الشماخي رئيس المندوبية الليبية لدى مصر، أمس، أنه تقرر تمديد الرحلات الخاصة بعودة المواطنين العالقين إلى الاثنين المقبل». وأرجع الشماخي أسباب التأجيل إلى تزايد أعداد المواطنين الراغبين في العودة إلى ليبيا، والاتفاق مع الشركة الناقلة وإتمام كافة الإجراءات المتعلقة بذلك، لافتاً إلى أن الأمور تسير وفق ما تم الاتفاق عليه مع اللجنة العليا لمكافحة «كورونا».
ويخضع 92 مواطناً للحجر الصحي بفندق «باب البحر» بمدينة طرابلس، تحت إشراف فرق مكافحة العدوى والإشراف الطبي التابعة لوزارة الصحة بحكومة «الوفاق»، عقب وصول رحلتين لمطار معيتيقة الدولي بالعاصمة، مطلع الأسبوع الحالي، قادمتين من مطار برج العرب في الإسكندرية على متنهما 200 راكب.
وتواصل لجان الرصد والتقصي وفقاً لخطة وضعتها اللجنة الطبية الاستشارية لمكافحة الوباء، والمركز الليبي للبحوث والدراسات الاكتوارية بالحكومة المؤقتة في شرق البلاد عمليات مسح عشوائية داخل بلديات عدة، من بينها الكفرة بجنوب البلاد، لمواجهة تزايد أعداد الإصابات.
وتحدث مسؤولون محليون في مدن ليبية عن إجراءات ستتخذ قريباً لمنع المواطنين من دخول مدنهم سوى بعد إخضاعهم للحجر، خصوصاً إذا قدموا من المدن مرتفعة الإصابة بالفيروس؛ ويدفع في هذا الاتجاه بعض مدن شرق ليبيا نظراً لكونها الأقل من حيث ظهور مصابين، علماً بأن الإصابات هناك تجاوزت 45 حالة.
وفي حين قال مركز بنغازي الطبي، إن ارتفاع حالات الاشتباه بـ«كورونا» يحبس الأطقم الطبية داخل المركز، ويمنعهم من الذهاب إلى منازلهم، لا تزال مستشفيات بجنوب ليبيا تشكو نقص المستلزمات الطبية لمواجهة الجائحة.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.