أستراليا تتعرض لهجمات إلكترونية من «جهة تابعة لدولة»

شكوك في تورط الصين

قال موريسون: «نعلم أنه هجوم متطور تنفذه جهة مدعومة من دولة نظراً لنطاق الاستهداف وطبيعته» (أ.ب)
قال موريسون: «نعلم أنه هجوم متطور تنفذه جهة مدعومة من دولة نظراً لنطاق الاستهداف وطبيعته» (أ.ب)
TT

أستراليا تتعرض لهجمات إلكترونية من «جهة تابعة لدولة»

قال موريسون: «نعلم أنه هجوم متطور تنفذه جهة مدعومة من دولة نظراً لنطاق الاستهداف وطبيعته» (أ.ب)
قال موريسون: «نعلم أنه هجوم متطور تنفذه جهة مدعومة من دولة نظراً لنطاق الاستهداف وطبيعته» (أ.ب)

أشار رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون بأصابع الاتهام بشكل غير مباشر إلى الصين، دون أن يذكرها، بأنها تقف وراء الهجمات الإلكترونية التي استهدفت عدداً من مؤسسات الدولة.
وقال إن «جهة متطورة مدعومة من دولة» تحاول منذ أشهر اختراق مجموعة واسعة من المؤسسات الأسترالية، وإنها كثفت جهودها في الآونة الأخيرة، محذراً، أمس (الجمعة)، في مؤتمر صحافي عقده بشكل طارئ، من «مخاطر محددة»، ومؤكداً ارتفاع وتيرة الهجمات. وقال: «نعلم أنه هجوم متطور تنفذه جهة مدعومة من دولة نظراً لنطاق الاستهداف وطبيعته». وأضاف، كما اقتبست من كلامه «الصحافة الفرنسية»، أنه ليس هناك جهات كثيرة يمكنها شن مثل هذا الهجوم لكن أستراليا لن تعلن عن الدولة المسؤولة.
وحامت الشكوك فوراً حول بكين التي فرضت في الآونة الأخيرة عقوبات تجارية على منتجات أسترالية، وسط خلاف متصاعد حول النفوذ الصيني. وذكرت إذاعة «إيه بي سي» العامة نقلاً عن «مصادر رفيعة» أنه يُعتقد أن الصين تقف وراء الهجمات. والصين هي شريك تجاري أساسي لأستراليا التي تستقبل عدداً كبيراً من الطلاب والسياح الصينيين. لكن العلاقات بينهما توترت في السنوات الأخيرة، وازدادت حدة التوتر مؤخراً، بسبب طلب كانبيرا إجراء تحقيق مستقل حول إدارة بكين لأزمة تفشي فيروس «كورونا المستجدّ» الذي ظهر في الصين في ديسمبر (كانون الأول)، ما أثار غضب بكين. وردّت بكين على هذا الطلب فمنعت واردات لحوم البقر من أستراليا، وفرضت رسوماً جمركية على الشعير الأسترالي، وحذرت مواطنيها وطلابها من السفر إلى أستراليا منددة بعنصرية تجاه الآسيويين في هذا البلد على خلفية وباء «كورونا». كما حكمت الصين في الآونة الأخيرة على مواطن أسترالي بالإعدام بتهمة الاتجار بالمخدرات.
وطورت كل من الصين وإيران وإسرائيل وكوريا الشمالية وروسيا والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية.
وقال موريسون إن الهجوم يستهدف «منظمات أسترالية في شتى أنواع القطاعات، وعلى كل مستويات الحكومة والصناعة والمنظمات السياسية والتعليم والصحة والخدمات الأساسية ومشغلي البنى التحتية الحيوية الأخرى».
وتعرَّض البرلمان الأسترالي وأحزاب سياسية لاختراق إلكتروني حملت أستراليا مسؤوليته إلى «عميل لدولة متطورة». وتحدثت بعض وسائل الإعلام الأسترالية عن تورط محتمل للصين. ووصفت الصين تلك التصريحات بالتكهنات «غير المسؤولة» ومحاولة «لتشويه» سمعتها.
ويقول الخبراء إن توجيه الاتهام صعب أحياناً، ويستغرق وقتاً، وفي حال نشره علناً يمكن أن يؤدي إلى تأجيج التوتر. وذكر مصدر بالحكومة الأسترالية أن إعلان موريسون النبأ على الملأ محاولة لإثارة الأمر مع مَن يحتمل استهدافهم. وقال موريسون إنه أثار الأمر مع رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، وإن الاتصالات جارية مع حلفاء آخرين. وأستراليا جزء من شبكة «فايف آيز» (خمسة أعين) لتقاسم معلومات الاستخبارات، إلى جانب بريطانيا وكندا ونيوزيلندا والولايات المتحدة، وهو ما يتيح لها قدرات متطورة، لكن في نفس الوقت يجعلها هدفاً للخصوم.
يأتي هذا بعد أن ذكرت «رويترز» أن كانبيرا توصلت في مارس (آذار) من العام الماضي إلى أن الصين مسؤولة عن هجوم إلكتروني استهدف البرلمان الأسترالي. والهجوم الحالي مصمم على ما يبدو لإخفاء منفّذه باستخدام التقنية المسماة «قصاً ولصقاً»، وهي أداة إلكترونية متاحة بسهولة في المصادر المفتوحة، بحسب مديرية الإشارات الأسترالية.
وتشمل الهجمات تقنيات «تصيّد» تقوم بإرسال بريد إلكتروني يحتوي على ملفات وروابط خبيثة.
وقال موريسون إنّه أبلغ زعيم المعارضة ومسؤولي البلاد بالهجمات الإلكترونيّة التي وصفها بأنّها «خبيثة».
ولم يعط تفاصيل بشأن الهجمات التي وقعت، لكنّه قال إنه لم يتمّ اختراق بيانات شخصيّة، وإنّ كثيراً من الهجمات باءت بالفشل. وتابع: «إنها ليست مخاطر جديدة، لكنّها مخاطر محددة»، داعياً الشركات والمؤسسات الأسترالية إلى حماية نفسها.
وقالت وزيرة الدفاع الأسترالية ليندا رينولدز‭‭ إنه لا يوجد ما يشير إلى اختراق واسع النطاق للبيانات الشخصية جراء الهجوم، وحثت الشركات والمنظمات على التأكد من تحديث خوادم الشبكة أو البريد الإلكتروني بأحدث برامج، وعلى استخدام أدوات التحقق الكاملة. وقال: «نحن نشجع المنظمات، وخاصة في مجال الصحة والبنية التحتية الحيوية والخدمات الأساسية على استشارة الخبراء وتطبيق دفاعات تقنية».
ومن المرجح أن يثير هذا التحذير القلق من احتمال زيادة الضغط على المنشآت الطبية، في وقت تواجه أزمة بسبب فيروس «كورونا المستجد».


مقالات ذات صلة

يهود يمنعون رئيس البرلمان النمسوي من تكريم ضحايا الهولوكوست

أوروبا رئيس البرلمان النمسوي فالتر روزنكرانتس (أ.ف.ب)

يهود يمنعون رئيس البرلمان النمسوي من تكريم ضحايا الهولوكوست

منع طلاب يهود، الجمعة، أول رئيس للبرلمان النمسوي من اليمين المتطرف، من وضع إكليل من الزهور على نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست، واتهموه بـ«البصق في وجوه أسلافنا».

«الشرق الأوسط» (فيينا)
يوميات الشرق المغنية الأميركية تايلور سويفت (أ.ب)

تايلور سويفت شعرت بـ«الخوف والذنب» بعد إحباط خطة لتفجير بإحدى حفلاتها

قالت المغنية الأميركية تايلور سويفت إنها شعرت بـ«الخوف» و«الذنب»، أمس (الأربعاء)، بعد إلغاء حفلاتها الثلاث في فيينا بسبب اكتشاف خطة لتفجير انتحاري خلال إحداها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا أعلنت السلطات النمسوية توقيف رجل ثالث بعد الكشف عن خطة لتنفيذ هجوم انتحاري خلال إحدى حفلات سويفت في فيينا (ا.ب)

واشنطن تؤكد تزويد النمسا بمعلومات استخبارية لإحباط هجوم ضد حفلات سويفت

أعلن البيت الأبيض، الجمعة، أن الولايات المتحدة زودت النمسا معلومات استخبارية للمساعدة في إحباط هجوم جهادي» كان سيستهدف حفلات لنجمة البوب الأميركية تايلور سويفت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا المغنية تايلور سويفت في نيو جيرسي بالولايات المتحدة في 28 أغسطس 2022 (رويترز)

الشرطة النمساوية: المشتبه به الرئيسي في «المؤامرة الإرهابية» لعروض تايلور سويفت أدلى باعترافات كاملة

أفادت الشرطة النمساوية بأن المشتبه به الرئيسي في المؤامرة الإرهابية المزعومة التي كانت تستهدف عروضاً للمغنية تايلور سويفت في فيينا، أدلى باعترافات كاملة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
أوروبا تايلور سويفت خلال حفل بفرنسا في 2 يونيو 2024 (أ.ب)

إلغاء حفلات تايلور سويفت في فيينا بعد كشف مخطط هجوم إرهابي

ألغيت ثلاث حفلات للنجمة الأميركية تايلور سويفت كانت مقرّرة في فيينا هذا الأسبوع، وفق ما أعلن المنظمون الأربعاء، بعد إعلان الشرطة كشف مخطط لهجوم إرهابي.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.