تسعى دول أفريقية لتشكيل لجنة تابعة للأمم المتحدة للتحقيق في «العنصرية الممنهجة» و«وحشية الشرطة» في الولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم، بحسب مسودة قرار اطلعت عليها وكالة «رويترز».
ويجري تداول النص بين الدبلوماسيين في جنيف ولكن لم يعرض بعد بشكل رسمي، وسيخضع للنقاش في اجتماع عاجل لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة غدا (الأربعاء).
ووافق المجلس، الذي يضم في عضويته 47 دولة، أمس الاثنين، على عقد الاجتماع بناء على طلب قدمته بوركينا فاسو نيابة عن دول أفريقية بعد موت الأميركي الأسود جورج فلويد إثر احتجاز الشرطة له في مدينة مينيابوليس الشهر الماضي، في واقعة فجرت احتجاجات في أنحاء العالم.
وهذه المرة الخامسة في تاريخ المجلس التي يتم الاتفاق فيها على عقد «جلسة نقاش عاجلة»، وهي جلسة خاصة يتم الاتفاق عليها خلال جلسة عادية للمجلس.
يذكر أن مندوب بوركينا فاسو لدى الأمم المتحدة في جنيف ديودوني ديزيريه سوغوري بعث الجمعة رسالة إلى تيشي - فيسبيرغر باسم دول أفريقيا الـ54 تدعو لعقد جلسة نقاش عاجلة بشأن «انتهاكات حقوق الإنسان المبنية على أسس عنصرية، ووحشية الشرطة بحق المتحدرين من أصول أفريقية والعنف ضد المتظاهرين السلميين الداعين لوقف هذه الممارسات غير المنصفة».
وجاءت الدعوة بعدما ناشدت عائلة فلويد، إلى جانب عائلات غيره من ضحايا عنف الشرطة وأكثر من 600 منظمة غير حكومية المجلس للتعاطي بشكل عاجل مع مسألة العنصرية الممنهجة والحصانة التي تحظى بها الشرطة، على حد قولها، في الولايات المتحدة.
وأشارت رسالة الجمعة إلى قضية جورج فلويد، الأميركي من أصول أفريقية البالغ 46 والذي توفي أثناء توقيفه من قبل الشرطة في مينيابوليس في الولايات المتحدة بتاريخ 25 مايو (أيار) بعدما جثا شرطي أبيض البشرة بركبته على عنقه لنحو تسع دقائق. وتم توجيه تهمة القتل للشرطي.
وأثارت وفاته التي تم تسجيلها بالفيديو احتجاجات واسعة في أنحاء الولايات المتحدة والعالم بينما رأى مندوب بوركينا فاسو أن الحادثة «للأسف لم تكن منعزلة».
وقال سوغوري أمام المجلس الاثنين «واجه الكثير من المتحدرين من أصول أفريقية المصير ذاته بسبب أصلهم وعنف الشرطة».
وبينما دعت رسالة الجمعة لمناقشة العنصرية حول العالم، إلا أنها ركزت خصوصا على الوضع في الولايات المتحدة.
وقالت إن «الاحتجاجات التي يشهدها العالم تشكل رفضا لعدم المساواة العنصرية الجوهرية والتمييز اللذين يشكلان السمة الأبرز في حياة السود وآخرين من غير البيض في الولايات المتحدة».
وشدد سوغوري أمام أعضاء مجلس حقوق الإنسان الـ47 على أنه «بعد الاستياء العام الذي تم الإجماع عليه جراء هذا الوضع، سيكون من غير المعقول عدم تعامل مجلس حقوق الإنسان مع المسألة».
وكان من المتوقع أن تتحدث عدة دول عن قضية وفاة فلويد والقلق بشأن عنف الشرطة والعنصرية في الولايات المتحدة لدى استئناف دورة المجلس الـ43 حتى من دون جلسة مخصصة للملف.
لكن بما أن المهلة النهائية لاقتراح قرارات جديدة لهذه الدورة انقضت في مارس (آذار)، توفر الجلسة الاستثنائية الفرصة الوحيدة لاقتراح قرار جديد لاتخاذ خطوات ملموسة.
وعقدت أول جلسة عاجلة في تاريخ المجلس عام 2010 لمناقشة الغارة الإسرائيلية الدامية على أسطول كان يحمل مساعدات إلى غزة. كما جرت جلسات نقاش عاجلة في سنوات 2013 و2014 و2018 تطرقت إلى الوضع في سوريا.
دول أفريقية تسعى لتحقيق دولي في «العنصرية» و«وحشية الشرطة» الأميركية
دول أفريقية تسعى لتحقيق دولي في «العنصرية» و«وحشية الشرطة» الأميركية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة