«كتائب البعث» تهاجم متظاهرين في السويداء... وانتقادات لكلمة الأسد

مظاهرات مدينة السويداء أمس (موقع السويداء 24)
مظاهرات مدينة السويداء أمس (موقع السويداء 24)
TT

«كتائب البعث» تهاجم متظاهرين في السويداء... وانتقادات لكلمة الأسد

مظاهرات مدينة السويداء أمس (موقع السويداء 24)
مظاهرات مدينة السويداء أمس (موقع السويداء 24)

بينما ينشغل الرئيس بشار الأسد، بتوجيه رسالة داخلية إلى «البعثيين» المرشحين لخوض انتخابات مجلس الشعب، الشهر المقبل، هاجم عدد من «البعثيين» وقوات الأمن وحفظ النظام، متظاهرين خرجوا في السويداء جنوب البلاد طالبوا برحيل الأسد، وجرى اعتقال عدد منهم.
وبثت صفحة «السويداء 24» على «فيسبوك»، يوم الاثنين، مقطع فيديو وصوراً، قالت إنها «توثق» لحظة هجوم عناصر من «كتائب البعث» المؤيدين وعناصر من الأمن، على المتظاهرين السلميين. واعترف الأسد، في كلمته، بأن «أخطاء» حزب «البعث» الحاكم، تسببت في «تغييب الكوادر ذات الكفاءة عن ممارسة حقها وواجبها في الترشح والانتخاب». وتعرضت الكلمة التي نشرت على حساب القيادة القُطرية لحزب «البعث» على موقع «فيسبوك»، لانتقاد من «البعثيين»، في سابقة هي الأولى من نوعها داخل الحزب، فبينما عدّ الأسد ما سماه «تجربة الاستئناس»، التي يخوضها الحزب لاختيار المرشحين للمرة الأولى «دليلاً دامغاً على ديناميكية البعث، وتطوره»، كتب «بعثيون» تعليقات على الكلمة تؤكد أن «تجربة الاستئناس» كانت سيئة، إذ تلغي الانتخابات، وتتيح لقيادات الفروع تعيين من ترغبه للتمثيل الحزبي، «لأن الآراء المطروحة للاستئناس غير ملزمة». ويخوض «البعثيون» في السويداء، معركة الدفاع عن النظام ضد المتظاهرين المعترضين على تدهور الوضع المعيشي، بعد تجاوز ملامسة نسبة الفقر الـ90 في المائة من السوريين، جراء انهيار قيمة الليرة والتذبذب الحاد في سعر الصرف الذي شلّ الأسواق. وأظهر مقطع الفيديو محتجين على النظام يهتفون «سلمية... سلمية... يالله ارحل يا بشار»، وقد واجهتهم مجموعة أخرى تحمل شعار حزب «البعث»، وتهتف للرئيس الأسد، قبل أن تحصل فوضى، ويبدأ الاشتباك بالأيدي. وقالت «السويداء 24» إنه جرت اشتباكات بالأيدي، واستخدم المهاجمون «عصياً وأسلحة بيضاء، لقمع المتظاهرين». وأعقب ذلك قيام الأمن ورجال بمساندة «كتائب البعث»، بفض المظاهرة بالقوة في ساحة السير وسط المدينة، واعتقال عدد من المتظاهرين.
وقال الناشط السوري جبر حناوي، إن «العشرات من أبناء مدينة السويداء خرجوا اليوم في مظاهرة جابت عدداً من شوارع المدينة، ولدى وصولها إلى ساحة السير، اعترضها بعض الموالين، واتهموا المتظاهرين بأنهم مرتبطون مع جهات خارجية». وأضاف حناوي لوكالة الأنباء الألمانية، أن «الوضع في مدينة السويداء متوتر جداً على خلفية اعتقال الشباب، وربما تخرج مظاهرة أخرى خلال الساعات المقبلة».
والاحتجاجات على الأوضاع المعيشية التي تجددت في السويداء منذ خمسة أيام، شهدت تصعيداً في الشعارات التي هتف بها المتظاهرون، وتحولت الهتافات المطلبية في المظاهرات الأخيرة من «بدنا نعيش» إلى «الشعب يريد إسقاط النظام». ورد عليها النظام بمسيرات تأييد دعا لها فرع حزب «البعث» في السويداء أعضاءه والعاملين في الدولة تحت طائلة العقوبة لمن يرفض الأمر، حسب ما أكدته مصادر إعلامية في السويداء بعد تداول تسجيلات صوتية لمسؤولين في الحزب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.