«البديل لألمانيا» المتطرف تحت المراقبة رسمياً

«البديل لألمانيا» المتطرف  تحت المراقبة رسمياً
TT

«البديل لألمانيا» المتطرف تحت المراقبة رسمياً

«البديل لألمانيا» المتطرف  تحت المراقبة رسمياً

تزداد الضغوط على حزب «البديل لألمانيا» اليميني المتطرف أكبر حزب معارض في البرلمان، في إطار الجهود التي تبذلها ألمانيا لاحتواء جرائم الكراهية المتزايدة التي يرتكبها يمينيون متطرفون، ويُتهم «البديل لألمانيا» بالتشجيع عليها.
فبعد أقل من شهرين على وضع المخابرات الألمانية الداخلية قسماً من الحزب تحت المراقبة، أعلنت ولاية في شرق البلاد إخضاع الحزب لديها للمراقبة كذلك. وقالت وزارة الداخلية في ولاية براندنبرغ في شرق البلاد والقريبة من برلين، إن هذا القرار جاء نتيجة «بحث طويل»، وأشارت إلى أن حزب البديل في ولاية براندنبيرغ «أصبح راديكالياً أكثر منذ تأسيسه، وهو الآن تسيطر عليه توجهات من الواضح أنها موجهة ضد النظام الأساسي الديمقراطي». وتعد براندنبرغ أحد أهم معاقل هذا الحزب الذي يحظى بشعبية كبيرة في الولايات الشرقية لألمانيا.
وسبقت هذه الخطوة خلافات داخلية بين الحزب أدت لطرد زعيم الحزب السابق في تلك الولاية أندرياس كالبيتس من منصبه، بعد اكتشاف أنه كان ينتمي لجماعة محظورة من النازيين الجدد قبل انضمامه للحزب من دون أن يبلغ عن ذلك. إلا أن كالبيتس رفض الخروج من الحزب ولجأ للمحكمة. وتسبب طرد كالبيتس من الحزب في انقاسامات كثيرة، بين الجناح الشديد التطرف المتمسك به والجناح الأقل تطرفاً. وكان كابلتيس ينتمي كذلك إلى جماعة «الجناح» داخل حزب «البديل لألمانيا» التي أعلنت المخابرات الداخلية أنها وضعتها تحت المراقبة نهاية أبريل (نيسان) الماضي، ما دفع بالحزب إلى تفكيكها خوفاً من أن يوضع كامل الحزب تحت المراقبة ما قد يؤدي إلى حله، وهو مقرب من زعيم الحزب المشترك ورئيس الكتلة البرلمانية للحزب ألكسندر غولان الذي ساعده في الصعود وتزعم الحزب في براندنبرغ. وانتقد غولان قرار وضع الحزب تحت المراقبة في تلك الولاية ووصفه بأنه «خاطئ مثل القرارات التي سبقته» بإخضاع أجزاء من الحزب للمراقبة. وبات الآن حزب «البديل لألمانيا» موضوع تحت المراقبة في ولايتين، تورينغن سابقاً والآن براندنبرغ، وكلتا الولايتين تعد من معاقل هذا الحزب.
ويأتي هذا في وقت تستمر فيه الفضائح المتعلقة باليمين المتطرف بملاحقة الجيش الألماني. ومؤخراً اكتشفت كمية كبيرة من الأسلحة لدى أحد الجنود في الوحدات الخاصة الذي تبين كذلك أنه يحمل أفكاراً متطرفة. ودفع هذا الأمر بأحد الضباط في القوات الخاصة إلى كتاب رسالة لوزير الدفاع أنغريت كرامب كارنباور يشكو فيها من وجود ما وصفه بـ«التسامح» داخل الجيش الألماني مع من يحمل أفكاراً يمينية متطرفة، وحتى أنه تحدث عن عمليات «تستر» على اليمينيين المتطرفين.
وبالأمس، تعهدت كرامب كارنباور بطرد كل جندي يثبت أنه يحمل أفكاراً متطرفة وعدم التسامح مع هذه الأفكار بتاتاً، وذلك في مقابلة أدلت بها لصحيفة «فوكس». وتعمل وزارة الدفاع على تقرير عن التطرف اليميني داخل الجيش وكيفية مواجهته، من المفترض الانتهاء منه في نهاية الشهر الجاري. وقالت وزيرة الدفاع إنه جرى التواصل مع الضابط الذي أرسل لها الرسالة لكي يساعد في أفكار إصلاح الجيش. ووصفت الضابط بأنه «شجاع»، مضيفاً أن «من يسكت يصبح جزءاً من المشكلة ومشاركاً في الذنب». ورغم الفضائح المتكررة داخل الجيش والمتعلقة بالتطرف اليميني رفضت كرامب كارنباور الحديث عن مشاكل مؤسساتية في الجيش، وقالت إن الغالبية العظمى من عناصره «مؤمنون بالديمقراطية ويساندونها»، مشيراً إلى أن المتطرفين قلة وسيتم «طردهم عندما يتم اكتشافهم».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».