تركيا ترسل «تعزيزات ضخمة» لإدلب وسط استمرار انتهاكات وقف النار

TT

تركيا ترسل «تعزيزات ضخمة» لإدلب وسط استمرار انتهاكات وقف النار

دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى إدلب، في الوقت الذي تواصلت فيه خروقات النظام في مناطق خفض التصعيد. وتواصلت الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل بين الفصائل الموالية لتركيا والقوات الكردية في ريف حلب الشمالي. وتضاربت التصريحات عن إصابة عشرات الجنود وعناصر الشرطة الأتراك في شمال سوريا.
ودخل رتل عسكري تركي ضخم، أمس (السبت)، من معبر كفر لوسين الحدودي مع ولاية هطاي جنوب تركيا إلى شمال محافظة إدلب، يتألف من 60 آلية محملة بسيارات عسكرية مزودة برشاشات ثقيلة وكتل إسمنتية ومواد لوجستية، وتوجه إلى نقاط المراقبة العسكرية الواقعة ضمن منطقة خفض التصعيد.
في الوقت ذاته، قامت القوات التركية بإزالة سواتر ترابية بالقرب من نقاطها في منطقة سراقب وتفتناز وبنش وطريق آفس في ريف إدلب.
وأعلنت وزارة الدفاع وفاة جندي تركي متأثراً بجراح أصيب بها في 5 يونيو (حزيران) خلال هجوم تعرضت له مركبة إسعاف مدرعة للجيش، حيث قتل جندي وأصيب آخر بجروح خطيرة.
وجددت قوات النظام بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، قصفها على مناطق في الفطيرة وكنصفرة وسفوهن والرويحة وبينين والحلوبة وفليفل والبارة والعنكاوي بريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي الغربي، الواقعة ضمن مناطق خفض التصعيد في شمال غربي سوريا.
كان وزير الخارجية التركي طالب في تصريحات، أول من أمس، بالعمل على وقف خروقات النظام و«مجموعات متشددة»، لم يحددها لوقف إطلاق النار المطبق في إدلب منذ 6 مارس (آذار) الماضي بموجب اتفاق بين أنقرة وموسكو.
وتواصلت الاشتباكات العنيفة بريف حلب الشمالي، على محور كفر كلبين، بين القوات الكردية المنتشرة في المنطقة، والفصائل الموالية لتركيا، وذلك لليوم الثاني على التوالي.
في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أمس، إلقاء القبض على 7 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية في منطقتي عمليتي «درع الفرات» و«غصن الزيتون» اللتين تسيطر عليهما القوات التركية والفصائل الموالية لها في شمال سوريا.
وذكر البيان أن القبض على هذه العناصر جاء في إطار عمليات متواصلة بهدف منع عناصر «الوحدات الكردية» من تقويض الأمن والسلام في المنطقة، وأن القوات الأمنية التركية أوقفت أحد العناصر في منطقة «درع الفرات»، والستة الآخرين في منطقة «غصن الزيتون».
في سياق متصل، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن قوات الأمن ألقت القبض على أحد عناصر «الوحدات الكردية» بعد عبوره من سوريا إلى تركيا، وبحوزته 10 كيلوغرامات من المتفجرات.
وأضاف صويلو، في تغريدة عبر «تويتر»، أمس، أنه تم القبض على «الإرهابي» بعد عبوره من مدينة عين العرب (كوباني)، حيث كان يستعد لتنفيذ عمل إرهابي في تركيا، مشيراً إلى أن قوات الأمن ألقت القبض على آخر في قضاء أكتشا قلعة التابع لولاية شانلي أورفا المتاخمة للحدود السورية.
إلى ذلك، تضاربت التصريحات بشأن إصابة جنود من القوات التركية وعناصر من الشرطة يعملون في شمال سوريا بفيروس كورونا. وأعلن والي هطاي (جنوب تركيا) عن إصابة 140 جندياً وضابط شرطة أتراك يعملون في مدينتي عفرين وإدلب في سوريا بالفيروس.
ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن رحمي دوغان، والي هطاي الواقعة قرب الحدود التركية مع سوريا، أن هناك 320 حالة إصابة بفيروس كورونا في الولاية، كما أن 140 جندياً وضابط شرطة يعملون في مدينتي عفرين وإدلب في سوريا أيضاً مصابون بـ«كورونا». ولفت دوغان إلى أن عدد المصابين من عناصر القوات التركية العاملة في مدينة عفرين بلغ 120 حالة، إضافة إلى 20 حالة في صفوف القوات العاملة في القاعدة التركية بمدينة إدلب، وأنه لم يتم تسجيل حالات في صفوف المدنيين في المناطق التي توجد فيها القوات التركية في سوريا.
إلى ذلك، قاطعت كتل سياسية معارضة اجتماع «هيئة التفاوض السوري» عبر الفيديو، أمس، الذي استهدف انتخاب رئيس جديد لها بدلاً من نصر الحريري الذي انتهت ولايته.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».