أدى تفشي فيروس «كورونا» المستجد إلى فقدان ملايين الأشخاص وظائفهم، وزيادة معدلات البطالة في مختلف أنحاء العالم. وقد اختلفت توقعات الخبراء حول مستقبل العمل والتوظيف بعد انتهاء هذه الأزمة.
ونقلت مجلة «فاست كومباني» الأميركية، عن مسؤولين بمواقع ومؤسسات توظيف عالمية توقعاتهم في هذا الشأن؛ حيث أكدوا جميعاً أن معدلات التوظيف كانت مرتفعة بشكل هائل قبل أزمة «كورونا»، وأن الأزمة تسببت في زيادة معدلات البطالة بشكل كبير.
وقال أندرو تشامبرلين، كبير الاقتصاديين في مؤسسة «غلاسدور» المتخصصة في مجال التوظيف والبحوث الاقتصادية: «في فبراير (شباط) الماضي، كانت سوق العمل مزدحمة، وطلبات التوظيف مرتفعة. لقد كانت بالفعل أقوى سوق عمل في حياتنا. أما اليوم، فيعمل ملايين الأشخاص من المنزل بسبب قيود (كورونا)، ولا أتوقع أن يستمر ذلك. لا يزال هناك كثير من السلبيات للعمل من المنزل». وأضاف: «أعتقد أن التوظيف سيختلف كثيراً بعد انتهاء أزمة (كورونا)؛ حيث ستكون هناك مرونة أكثر في ساعات العمل، وسيلتزم أصحاب العمل بتوفير تأمين صحي كبير لموظفيهم». وتابع: «أعتقد أيضاً ارتفاع معدلات التوظيف خارج المدن الكبيرة؛ حيث إن الرواتب خارج هذه المدن ستكون أقل كثيراً من الرواتب داخلها».
وأشار تشامبرلين إلى أن سلوك العمال الشباب سيختلف كثيراً أيضاً بعد هذه الأزمة؛ حيث سيصبحون أكثر ميلاً للبحث عن عمل مستقر.
ومن جهته، قال كيران براساد، المسؤول بموقع «لينكد إن» للوظائف: «قبل تفشي (كورونا)، كانت أرقام البطالة عند أدنى مستوى لها على الإطلاق، وكنا نشهد سوق عمل قوية حقاً. أما الآن، فقد انخفض عدد الأشخاص الذين يدخلون إلى موقعنا للبحث عن وظائف، وكذلك عدد أصحاب العمل الذين يبحثون عن موظفين». وأضاف: «على الرغم من ذلك، لا تزال هناك بعض الشركات التي تقوم بالتوظيف بشكل جيد، مثل شركات التكنولوجيا. أيضاً يمكننا أن نرى في بيانات التوظيف لدينا أن الصين تواصل الاتجاه التصاعدي، والتوظيف فيها في الوقت الحالي يشبه إلى حد كبير التوظيف قبل أزمة (كورونا)».
وأكد براساد أن هناك زيادة كبيرة في إعلانات الوظائف الشاغرة التي تطلب موظفين للعمل عن بعد؛ حيث ارتفعت هذه الإعلانات بنسبة 91 في المائة تقريباً من الأسبوع الأول من مارس (آذار) إلى الأسبوع الأخير من أبريل (نيسان). وأشار إلى أنه يتوقع أن معظم الأعمال ستتم عن بعد عقب انتهاء الأزمة، كما يتوقع ازدهار الوظائف المتعلقة بالبرمجة والإعلام، وكل ما يتعلق بالصناعات الطبية.
أما فريد جوف، الرئيس التنفيذي لشركة «Jobcase» للتوظيف، فقد أكد أن توظيف الشركات انخفض كثيراً في الأشهر الماضية، وأرجع السبب في ذلك بشكل كبير إلى عدم إمكانية الخروج من المنزل لإجراء مقابلات العمل؛ لكنه توقع أن يزدهر التوظيف مرة أخرى في وقت سريع جداً؛ مؤكداً أن بعض الأعمال لا تتم إلا بتوفر فريق عمل كبير.
وأوضح جوف أن أصحاب العمل سيتجهون إلى توظيف عدد كبير من الموظفين العاملين بالساعة، على الأقل في الفترة الأولى بعد مرور الأزمة، ولحين تحسين اقتصادهم مرة أخرى.
كيف سيتغير التوظيف بعد انتهاء أزمة «كورونا»؟
كيف سيتغير التوظيف بعد انتهاء أزمة «كورونا»؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة