«المركزي» الأوروبي يتوقع ركوداً كبيراً في 2020 وتعافياً جزئياً خلال 2021

توقع «المركزي الأوروبي» أن تعاني منطقة اليورو من ركود عميق هذا العام وأن يجري تعويض الخسائر جزئياً في 2021 (أ.ب)
توقع «المركزي الأوروبي» أن تعاني منطقة اليورو من ركود عميق هذا العام وأن يجري تعويض الخسائر جزئياً في 2021 (أ.ب)
TT

«المركزي» الأوروبي يتوقع ركوداً كبيراً في 2020 وتعافياً جزئياً خلال 2021

توقع «المركزي الأوروبي» أن تعاني منطقة اليورو من ركود عميق هذا العام وأن يجري تعويض الخسائر جزئياً في 2021 (أ.ب)
توقع «المركزي الأوروبي» أن تعاني منطقة اليورو من ركود عميق هذا العام وأن يجري تعويض الخسائر جزئياً في 2021 (أ.ب)

توقَّع البنك المركزي الأوروبي أن تعاني منطقة اليورو من ركود عميق هذا العام، وأن يجري تعويض الخسائر جزئياً في 2021، بعد أن ضغطت قيود متعلقة بمنع انتشار «جائحة كورونا» على الإنتاج لفترة مطوَّلة.
ووصفت رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد هذا بأنه التصور الأساسي، ويتوقع فيه «المركزي» أن ينكمش اقتصاد التكتل بنسبة 8.7 في المائة هذا العام، بعد أن شهدت أغلب الدول الأوروبية إجراءات عزل عام لأكثر من شهرين هذا الربيع لوقف انتشار المرض.
ثم يتوقع البنك نمو الاقتصاد بنسبة 5.2 في المائة في 2021. و3.3 في المائة في 2022. على الرغم من أن لاغارد قالت إن المخاطر التي تحيق بهذا التصور الأساسي تميل نحو الهبوط.
وقالت إن مدى الانكماش والتعافي سيعتمد على «مدة وفاعلية إجراءات الاحتواء، ونجاح سياسات تخفيف وطأة الأثر السلبي على الدخل والتوظيف ومدى التأثير الدائم الذي وقع على طاقات الإمداد والطلب المحلي».
وعلى الرغم من أن توقعات «المركزي الأوروبي» السابقة التي نُشرت في مارس (آذار) لم تأخذ في الحسبان تأثير إجراءات العزل العام، إلا أن لاغارد توقعت في الآونة الأخيرة تراجعاً في الناتج المحلي الإجمالي في نطاق يتراوح بين ثمانية و12 في المائة لهذا العام.
ومن جهة ثانية، عزز «البنك المركزي الأوروبي» من برنامجه الطارئ لمواجهة «وباء كورونا» بمبلغ 1.35 تريليون يورو (1.52 تريليون دولار) للمساعدة في خروج منطقة اليورو من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي «فيروس كورونا». وقال البنك إنه تم أيضاً تمديد العمل بالبرنامج، الذي من المقرَّر أن ينتهي هذا العام، حتى يونيو (حزيران) 2021 على الأقل.
مع ذلك، أبقى البنك على معدل الفائدة عند أدنى مستوى تاريخي، وهو صفر في المائة، ومعدل الفائدة على الودائع سالب 0.5 في المائة.
كما عدل «البنك المركزي» توقعاته للتضخم بتراجع حادّ بعد انهيار أسعار النفط والأخذ في الاعتبار إثر إجراءات العزل العام من «كورونا». ويتوقع الآن نمواً في أسعار المستهلكين بنسبة 0.3 في المائة هذا العام، بما يقل كثيراً بما يقل كثيراً عن توقُّع سابق بلغ 1.1 في المائة، وبما يقل كثيراً عن المستهدف البالغ اثنين في المائة.
وفي غضون ذلك، انخفضت مبيعات التجزئة بمنطقة اليورو بوتيرة قياسية جديدة في أبريل (نيسان)، لكن ليس بالقدر الكبير المتوقّع، إذ تراجع التسوق لجميع السلع تقريباً بما في ذلك الأغذية والمشروبات خلال شهر كامل من إجراءات العزل العام التي تستهدف مكافحة فيروس «كورونا» في أنحاء التكتل.
وقال «مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي» (يوروستات)، أمس (الخميس)، إن المبيعات في دول منطقة اليورو البالغ عددها 19 دولة انخفضت 11.7 في المائة في أبريل، مقارنة مع مارس، و19.6 في المائة على أساس سنوي. ويأتي ذلك مقارنة مع توقعات السوق بتراجع 15 و22.3 في المائة على الترتيب، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز» لآراء خبراء اقتصاد.
والانخفاض على أساس شهري الأكبر في بيانات «يوروستات» التي تعود إلى عام 1999. متجاوزاً التراجع القياسي السابق المسجّل في مارس، البالغ 11.1 في المائة. والتغير على أساس سنوي هو الأسوأ على الإطلاق في البيانات التي ترجع إلى عام 2000. ولم تسجل البيانات السنوية قبل مارس معدلاً سلبياً، منذ نهاية 2013. كما أنها أربعة أمثال حجم الانخفاض المسجل في فبراير (شباط) 2009، أسوأ شهر في الأزمة المالية التي حدثت بين عامي 2008 و2009.
وكانت النقطة المتألقة الوحيدة ممثلة في ارتفاع قوي بنسبة 10.9 في المائة على أساس شهري في الطلبات عبر البريد والتسوّق الإلكتروني. وسجلت مبيعات الأغذية والمشروبات والتبغ والأدوية والمنتجات الصحية انخفاضا، على الرغم من أنها ارتفعت على أساس سنوي بعد عمليات تخزين واسعة النطاق في مارس. وكان أشد انخفاض في وقود السيارات والملابس والأحذية.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».