عودة المشجّعين إلى الملاعب قد تبصر النور في إيطاليا

وزيرة الرياضة الإسبانية تطالب بعدم التعجّل في حضور الجماهير... ودورتموند يدرس إعادتهم بشروط محددة

الجماهير تجاهلت الأربعاء قواعد التباعد الاجتماعي في نهائي كأس المجر بين هونفيد بودابست وميزوكوفسد - زسوري  (إ.ب.أ)
الجماهير تجاهلت الأربعاء قواعد التباعد الاجتماعي في نهائي كأس المجر بين هونفيد بودابست وميزوكوفسد - زسوري (إ.ب.أ)
TT

عودة المشجّعين إلى الملاعب قد تبصر النور في إيطاليا

الجماهير تجاهلت الأربعاء قواعد التباعد الاجتماعي في نهائي كأس المجر بين هونفيد بودابست وميزوكوفسد - زسوري  (إ.ب.أ)
الجماهير تجاهلت الأربعاء قواعد التباعد الاجتماعي في نهائي كأس المجر بين هونفيد بودابست وميزوكوفسد - زسوري (إ.ب.أ)

هل تعود الجماهير قريباً إلى الملاعب أم مزيد من صور المشجعين، والمجسمات الكرتونية والدمى القابلة للنفخ في المدرجات؟ لم تكن هذه الاحتمالات متوقعة قبل أسابيع قليلة، لكنها قد تبصر النور في إيطاليا، وذلك قبل عشرة أيام من استئناف كرة القدم عقب عطلة فيروس «كورونا» القسرية.
كانت المجر في الأسبوع الماضي أوّل دولة أوروبية تسمح بعدد محدود من الجماهير للعودة إلى الملاعب، بالإضافة إلى بيلاروسيا التي لم تتوقف فيها المباريات أصلا. يتعين على بلغاريا أن تسير على الطريق عينها، قبل سويسرا ربما وقبل آخرين. لكن تخيّلوا الملاعب ممتلئة في إيطاليا التي كانت بؤرة تفشي الفيروس في أوروبا ودفعت أرواح أكثر من 33 ألفا من مواطنيها.
قبل الخامس عشر من مايو (أيار)، لم تكن الأندية قادرة حتى على تنظيم تدريبات جماعية. لكن الأحداث تسارعت وسيعود الدوري الإيطالي المعلّقة منافساته منذ 9 مارس (آذار) بسبب تفشي فيروس «كورونا» المستجد، للانطلاق بكأس إيطاليا في نهاية الأسبوع المقبل، ثم الدوري بدءا من 20 يونيو (حزيران). ستقام المباريات الأولى دون جماهير. لكن الأندية والمسؤولين يهدفون إلى فتح المدرجات تدريجا قبل انتهاء الدوري في 2 أغسطس (آب).
وأشارت الصحف المحلية إلى أن أول من تطرق لهذا الأمر، كان جاني أنييلي رئيس نادي يوفنتوس، حامل لقب الدوري في آخر ثماني سنوات ورئيس رابطة الأندية الأوروبية. في اجتماع رابطة الدوري الأسبوع الماضي، قال رئيس النادي الواقع في مدينة تورينو، إنه سينتظر سماح الحكومة في يوليو (تموز) بفتح جزئي للملاعب.
برأي رئيس اتحاد كرة القدم غابرييلي غرافينا، فإن عودة الجماهير «سابقة لأوانها اليوم... لكن أتمنى حصولها في نهاية الدوري. آمل ذلك من كل قلبي». أندية أخرى عبرت عن رغبتها بهذا الأمر على غرار جنوا وساسوولو. هناك شقان لهذه الحجة: الوضع الصحي يتحسن بشكل ملحوظ من دون مؤشرات لموجة ثانية مخيفة. وبدءا من 15 يونيو قد تُفتح دور السينما، المسارح والمتنزهات مع قيود صارمة للتباعد الاجتماعي.
الثلاثاء الماضي علّق كوزيمو سيبيليا رئيس دوري الهواة «إذا قمنا بأمور كثيرة احتراما للتباعد، لا أرى سببا لعدم قدرتنا على إدخال 10 في المائة من الجماهير في الملاعب الكبرى».
تأمل الأندية في رفع هذه النسبة إلى 20 في المائة أو حتى 25 في المائة. بحسب الصحف الرياضية، تعوّل بعض الأندية على مناطق الشخصيات المهمة المجزية للغاية، فيما يفكّر آخرون بسحب القرعة أو نظام تناوب بين المنتسبين لتحديد هوية الداخلين إلى الملعب.
على أي حال، فإن الفكرة تتبلور ولا يبدو أنها تلقى رفضا من السياسيين. وفي مطلع الأسبوع قالت ساندرا تسامبا مساعدة وزيرة الصحة: «إعادة فتح الملاعب؟ لم نستبعد ذلك أبدا. فلننظر إلى الأرقام لكى نرى ما إذا كان بمقدورنا جلب الناس إلى الملعب، بحسب معايير السلامة المطلقة. لكن حتى الساعة، لم يتم تناول هذا الموضوع على الإطلاق».
من جهته، قال تشيرو بورييلو مسؤول الرياضة في بلدية نابولي: «هنا تشير التوقعات إلى عدم وجود أية حالة عدوى حتى نهاية يونيو. لماذا لا نفكر بمقعد من أصل أربعة؟». قدّرت شخصيات طبية عديدة، عدم استبعاد حضور بعض الجماهير إلى الملاعب في يوليو. وأعلنت ماريا ريتا غيسموندو أخصائية الفيروسات في مستشفى ساكو بميلانو في حديث لصحيفة «كورييري ديلو سبورت»: «قواعد الأمان، التباعد والكمامات الإجبارية... لا بد أن تكون في الملعب أو الأوبرا. والقيود أسهل تطبيقها في الملعب». أما زميلها مايتو باسيتي من مستشفى سان مارتينو في جنوا، فاعتبر أن حضور الجماهير في المدرجات سيساهم في عودة الحياة إلى طبيعتها. وقال لردايو مارتي: «يجب أن نبدأ بالتحدث عن أمور أخرى غير كوفيد، مثلا كرة القدم. لا يمكننا التحدث فقط عن المرضى والأموات».
من جهة أخرى يعمل فريق بوروسيا دورتموند الألماني على خطة يعيد بها الجماهير لملعبه بينما تستكمل منافسات الدوري (بوندسليغا) من دون جمهور بسبب وباء فيروس «كورونا». وقال مايكل زورك المدير الرياضي لصحيفة «ويست دويتشه ألجماينه تسايتون»" أمس: «ينبغي في البداية أن نكون سعداء أن بإمكاننا اللعب. ولكن بالطبع نحن ننظر في كل الاحتمالات». وأضاف «سنتجاوز كل شيء ثم سنتحدث مع السياسيين».
ولم يتم التأكد من عدد المشجعين الذين يمكنهم الحضور في ملعب دورتموند الذي يتسع لـ80 ألف مشجع. ويجب الأخذ في الاعتبار التباعد في المدرجات، والدخول للملعب، والمراحيض وتقديم الطعام. وقال أوليفر كان، مدير بايرن ميونخ، في وقت سابق لبرنامج «سكاي 90» إن مفهوم النظافة لرابطة الدوري الألماني يمكن أن يسمح بدخول من عشرة آلاف إلى 11 ألف مشجع في ملعب أليانز أرينا الذي يتسع لـ75 ألف متفرج.
وبدأت المجر مؤخرا في السماح بدخول الجماهير للمباريات بأعداد محددة، ولكن تم تصوير البعض يتجاهل قواعد التباعد الاجتماعي في المباراة النهائية لكأس المجر التي أقيمت الأربعاء بين هونفيد بودابست وميزوكوفسد - زسوري. وتجمعت مجموعة من الجماهير خلف المرمى وتمت مشاهدتهم وهم يحتفلون بالأهداف في المباراة التي فاز بها هونفيد 2 - 1. وفي إسبانيا، طالبت إيريني لوزانو وزيرة الرياضة الإسبانية الأندية، بعدم التعجل في عودة الجماهير إلى الملاعب بمجرد استئناف الموسم الكروي الأسبوع المقبل. وردت لوزانو بذلك على إعراب فريق لاس بالماس المنافس بالدرجة الثانية عن أمله في اللعب في حضور جماهيره هذا الشهر. ولعبت لوزانو رئيسة المجلس الرياضي الإسباني دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين اتحاد الكرة الإسباني ورابطة الدوري بشأن استئناف الموسم بداية من الخميس المقبل.
وقال ميجيل آنخل راميريز رئيس لاس بالماس، في تصريحات لإذاعة النادي قبل ثلاثة أيام: «سنلتزم بكل تعليمات السلطات والأسبوع المقبل سنتمكن من الإعلان عن قدرة جماهير لاس بالماس على الحضور إلى الاستاد في 13 يونيو الحالي لمؤازرة الفريق في مباراته أمام جيرونا».
ولكن لوزانو أكدت ضرورة عدم استفادة أي فريق من أفضلية غير عادلة، وقالت لوكالة الأنباء الإسبانية «إفي» أمس «إنها مسألة مسؤولية وتضامن، إنها منافسة تجري بين الجميع وعلى قدم المساواة». وقالت: «علينا أن نتقدم خطوة بخطوة، دون تعجل ودائما نفكر في أن حماية الصحة تأتي في المقام الأول، بدا من المستبعد إمكانية استئناف نشاط الدوري الإسباني، لكن سيحدث ذلك بعد أسبوع واحد».


مقالات ذات صلة

الدوري الإيطالي: أتالانتا يبتعد بالصدارة

رياضة عالمية أتالانتا هزم كالياري وابتعد بصدارة «السيريا إيه» (أ.ب)

الدوري الإيطالي: أتالانتا يبتعد بالصدارة

حقق أتالانتا رقماً قياسياً جديداً للنادي بفوزه العاشر على التوالي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي بتغلبه 1-صفر على كالياري، السبت.

«الشرق الأوسط» (كالياري)
رياضة عالمية كيليان مبابي مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني (رويترز)

مبابي يفوز بجائزة أفضل لاعب فرنسي

فاز كيليان مبابي، مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني، بجائزة أفضل لاعب كرة قدم فرنسي للموسم الماضي 2023-2024 المقدمة من مجلة «فرانس فوتبول».

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية أحمد مجدي القائم بأعمال المدير الفني لفريق الزمالك قبل مواجهة المصري (نادي الزمالك)

مدرب الزمالك: مواجهة المصري صعبة

اعترف أحمد مجدي، القائم بأعمال المدير الفني لفريق الزمالك، بصعوبة مواجهة المصري البورسعيدي، الأحد.

«الشرق الأوسط» (الإسكندرية)
رياضة عربية الجيش الملكي تعادل في الكونغو وتصدر مجموعته (نادي الجيش الملكي)

«أبطال أفريقيا»: الجيش الملكي في الصدارة بتعادل مع مانياما

فرض فريق الجيش الملكي المغربي التعادل الإيجابي بنتيجة 1/1 على مضيفه مانياما يونيون من الكونغو الديمقراطية.

«الشرق الأوسط» (كينشاسا)
رياضة سعودية ترقب لانطلاق دوري تحت 21 عاما (الاتحاد السعودي)

اتحاد القدم السعودي يطلب مرئيات الأندية حول «دوري تحت 21 عاماً»

وجَّهت إدارة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم تعميماً لجميع الأندية، وذلك لإبداء مرئياتها تمهيداً لإطلاق دوري تحت 21 عاماً، الموسم الرياضي المقبل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».