لندن تتمسّك بـ «مسؤولياتها» تجاه سكان هونغ كونغ

TT

لندن تتمسّك بـ «مسؤولياتها» تجاه سكان هونغ كونغ

أعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أن بلاده لن تغض الطرف عن مسؤولياتها تجاه هونغ كونغ، مجدداً عرض تمديد حقوق التأشيرات الذي قدمته لندن رداً على حملة الصين لفرض قانون جديد في المستعمرة البريطانية السابقة.
وقال راب لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أمس: «إذا مضت الصين قدماً في قانون الأمن القومي هذا... سنقدم لمن يحملون جوازات سفر (مواطن بريطاني في الخارج) الحق في المجيء إلى بريطانيا». ومضى يقول: «نذر يسير منهم سيأتي بالفعل». وأضاف: «لن نغض الطرف، ولن نتخلى عن مسؤولياتنا تجاه شعب هونغ كونغ».
كانت الهيئة التشريعية الصينية أقرت قانون الأمن القومي، في خطوة رأى فيها الغرب، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا، محاولة لبسط السيطرة على المقاطعة الإدارية. وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بتجريد هونغ كونغ من وضعها الخاص في رد فعل على الخطوة الصينية.
لكن حكومة هونغ كونغ، المؤيدة لبكين، ردت على تهديد ترمب قائلة، في بيان، إنها تصريحات «تتجاهل الحقائق على الأرض».
كذلك، ورد في صحيفة «الشعب»، الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني، أن الخطط التي حدد ترمب أطرها في البيت الأبيض، الجمعة، تمثل «تدخلاً سافراً» في شؤون بكين و«محكوم عليها بالفشل»، حسبما ذكرت وكالة أنباء «بلومبرغ». وكتب سفير الصين لدى الولايات المتحدة في افتتاحية بـ«بلومبرغ أوبينيون»، أن الحكومة المركزية تتحمل المسؤولية النهائية لدعم الأمن القومي في هونغ كونغ، وأن التشريع المقترح «سيحمي المواطنين الملتزمين بالقانون».
وتقول جماعات حقوقية وسياسيون مؤيدون للديمقراطية، إنه من المرجح أن تستهدف هذه الخطوة المعارضة في المدينة، بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة خلال العام الماضي.
ويدعم الساسة الأميركيون باستمرار المبادرات التي تهدف إلى ردع بكين عن التدخل في الشؤون الداخلية لهونغ كونغ. وقال المتحدث الحكومي، إن حكومة هونغ كونغ «تتابع بأسف عميق مواصلة الرئيس ترمب وإدارته تشويه الحقوق والواجبات الشرعية لسيادتنا من أجل حماية الأمن القومي وشيطنتها... التي تهدف بدورها إلى إعادة الاستقرار لمجتمع هونغ كونغ». وقالت تيريزا تشنغ وزيرة العدل المؤيدة للصين في هونغ كونغ، السبت، للصحافيين، إن تجاوز بكين للنظام القانوني الداخلي في هونغ كونغ لفرض قوانين الأمن القومي لا يبطل الحكم الذاتي للإقليم «بأي شكل»، كما يدعي المسؤولون الأميركيون.
وتابعت تشنغ: «لقد قيل إننا أصبحنا (دولة واحدة ونظام واحد) وفقدنا استقلالنا… هذا زيف تام وخطأ، نحن دولة واحدة، وبالتالي، فيما يتعلق بالأمن القومي، وكما هي الحال في أي بلد آخر في العالم، هذه مسألة تخص السلطات المركزية».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.