الصراع يحتدم من أجل السيطرة على مأرب النفطية.. ووزير الدفاع زار المنطقة

مسؤول في «الإصلاح» الإسلامي لـ («الشرق الأوسط»): لن نقبل بميليشيا مسلحة من خارج المحافظة

الصراع يحتدم من أجل السيطرة  على مأرب النفطية.. ووزير الدفاع زار المنطقة
TT

الصراع يحتدم من أجل السيطرة على مأرب النفطية.. ووزير الدفاع زار المنطقة

الصراع يحتدم من أجل السيطرة  على مأرب النفطية.. ووزير الدفاع زار المنطقة

يحتدم الصراع السياسي والقبلي بين الكثير من الأطراف من بينهم الحوثيون من أجل السيطرة على محافظة مأرب اليمنية النفطية الهامة، 173 كيلومترا إلى الشمال الشرقي للعاصمة صنعاء.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن وزير الدفاع اليمني، اللواء محمود الصبيحي، قام، أمس، بزيارة إلى مأرب والمنطقة العسكرية الثالثة في الجيش اليمني وعقد سلسلة من اللقاءات المكثفة مع قيادة السلطة المحلية والمشايخ والوجاهات الاجتماعية من أجل الوقوف على آخر التطورات هناك والتصعيد، حيث يحاول الحوثيون السيطرة على المحافظة التي تعد أهم المحافظات النفطية في البلاد.
وقالت مصادر محلية في مأرب لـ«الشرق الأوسط» إن مظاهر الأزمة الراهنة في مأرب تتجلى في سعي الحوثيين إلى فرض سيطرتهم على المحافظة عبر ميليشيا قبلية مسلحة قادمة من محافظة صعدة، على غرار ما جرى في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات في شمال ووسط البلاد، وذكرت المصادر أن بعض رجال القبائل الموالين للحوثيين وللرئيس السابق علي عبد الله صالح وينتمون إلى حزبه (المؤتمر الشعبي العام)، يقومون بمساع لدى زعماء القبائل المأربية من أجل إقناعهم بتشكيل لجان شعبية مسلحة من مختلف الأطراف من أجل حفظ الأمن والاستقرار في مأرب والحفاظ على المصالح الحيوية الهامة كمنابع وأنابيب النفط وشبكات الكهرباء التي تزود اليمن بشكل كامل، وأشارت هذه المصادر إلى أن هذه المساعي قوبلت برفض من قبل رجال القبائل الذين أعلنوا عدم قبولهم بدخول ميليشيات مسلحة من خارج المحافظة إلى مأرب، حسبما أكد لـ«الشرق الأوسط» الشيخ مبخوت بن عبود، رئيس فرع حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي وأحد أشراف مأرب الذي سخر من أي اتفاق يسعى إبرامه أنصار صالح والحوثيين، وقال إنه «إذا كان هناك أي اتفاق لتشكيل لجان شعبية، فستكون من أبناء المحافظة وليس من خارجها».
وتركزت المشاورات التي أجراها وزير الدفاع في مأرب مع قادة الجيش في المنطقة العسكرية الثالثة ومحافظ المحافظة، سلطان العرادة وزعماء القبائل والقوى السياسية بالمحافظة، على ضرورة استتباب الأمن والاستقرار وقيام قوات الجيش الأمن بواجبها الوطني في حماية المحافظة والمصالح الحيوية الهامة فيها، بعيدا عن الميليشيات وما يمكن أن تتسبب فيه من نتائج سلبية في المحافظة، إضافة إلى تطرقه، في كلمة أمام قوات الجيش، إلى العمليات التخريبية التي تستهدف شبكات الكهرباء وأنابيب النفط والتي كبدت الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة، بينها نحو 6 ملايين برميل نفط منذ مطلع العام الجاري فقط، ودعا وزير الدفاع اليمني قوات الجيش في مأرب إلى التصدي للأعمال الإرهابية والتخريبية، وقال إنه «لا يمكن أن تتوقف اليوم أو تتهاون مع ما يخل بمكانتها وهيبتها وعزتها الشامخة شموخ جبال اليمن في كل قلوب الوطنيين الشرفاء الغيورين على وطنهم وأمتهم الباذلين الدماء رخيصة في سبيل تحقيق آمال وتطلعات شعبنا في الحرية والديمقراطية والتقدم وبما من شأنه الخروج الآمن بالوطن إلى بر الأمان تحت قيادة الأخ الرئيس القائد عبد ربه منصور هادي وكل القوى المناضلة والخيرة من أجل تقدم الوطن وأمنه واستقراره»، وحتى وقت متأخر من مساء أمس، لم ترشح أي معلومات عن توصل وزير الدفاع لأي اتفاق مع زعماء قبائل مأرب وقواها السياسية. وتعد مأرب من المحافظات اليمنية الصغيرة من حيث عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها قرابة ربع مليون نسمة بحسب التعداد السكاني عام 2004. وبها 14 محافظة وهي متعددة الخواص، فإلى جانب النفط المتوفر بكميات كبيرة، بها سد مأرب التاريخي وحياة برية وزراعية، إلى جانب الثروات المعدنية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.