القوات العراقية تطهر السجارية وتتقدم بالحوز في الرمادي وتقترب من هيت

خبير أمني لـ(«الشرق الأوسط»): الأميركيون يسعرون أهداف تنظيم داعش

القوات العراقية تطهر السجارية  وتتقدم بالحوز في الرمادي وتقترب من هيت
TT

القوات العراقية تطهر السجارية وتتقدم بالحوز في الرمادي وتقترب من هيت

القوات العراقية تطهر السجارية  وتتقدم بالحوز في الرمادي وتقترب من هيت

انتقد شيخ عشيرة البوفهد، رافع عبد الكريم الفهداوي، المساعدات الحكومية التي لا تتناسب مع حجم الخطر والتحديات التي تواجهها العشائر في مقاتلة تنظيم داعش الذي لا يزال يملك العدد والعدة والمدد بالأسلحة والمؤن والمعدات. وقال الفهداوي الذي نفذ تنظيم داعش مجزرة ضد أفراد عشيرته الأسبوع الماضي بإعدام أكثر من 30 شخصا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «المساعدات الحكومية شحيحة جدا ولا تفي بالغرض المطلوب سواء على مستوى كمية الأسلحة أو الأعتدة ونوعيتها مقارنة بما يملكه تنظيم داعش من أسلحة ومعدات متطورة»، مشيرا إلى أن «الحكومة ورغم مناشداتنا الكثيرة تمن علينا بالسلاح الذي نحتاجه وحين ترسل أسلحة ومعدات فإنها وكما نقول بالمثل العامي مثل (ناقوط الحب)».
وكانت المصادر الأمنية في محافظة الأنبار أكدت أمس أن «القوات العراقية تتقدم الآن في منطقة الحوز وسط الرمادي»، معلنة عن وصول «تعزيزات عسكرية وأسلحة ثقيلة وزعت على المقاتلين في المناطق التي تم تحريرها قبل يومين ومنها المضيق وحصيبة الشرقية». وأعلن مصدر في قيادة عمليات الأنبار أن «الجهد الهندسي برفع العبوات وتفكيك الألغام التي وضعت ببعض منازل المواطنين في منطقة السجارية شرق الرمادي ما زال مستمرا»، مبينا أن «هناك أنباء عن فتح الطريق للمدنيين خلال ساعات قريبة».
من جانبها، أعلنت شرطة محافظة الأنبار أن الوضع الأمني وسط مدينة الرمادي تحسن، مبينة أن هناك مواجهات بين القوات الأمنية وعناصر تنظيم داعش في منطقتين بالمدينة. وقال الضابط في قيادة شرطة المحافظة العقيد حميد شندوخ إن «مناطق وسط الرمادي تشهد تحسنا في الوضع الأمني، بعد تحصينها بخطوط دفاعية». وأضاف شندوخ أن «هناك مواجهات في منطقتي الحوز والمعلمين بين القوات الأمنية وبإسناد أبناء العشائر، وعناصر تنظيم داعش»، لافتا إلى أن «تلك القوات تحرز تقدما ملحوظا في هاتين المنطقتين».
في السياق نفسه، أكد الشيخ رافع الفهداوي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «عمليات التطهير مستمرة في منطقة السجارية التي هي المعقل الرئيس لقبيلة البوفهد في الأنبار حيث إن (الدواعش) فخخوا المنطقة بالكامل وزرعوها بالعبوات الناسفة وبالتالي فإن الجهد الهندسي يتولى الآن عملية إزالة هذه الألغام والعبوات بينما المعارك مستمرة في منطقة الحوز لكن الغلبة للقوات الأمنية والعشائر لكن هناك جبهات أخرى يفتحها داعش هنا وهناك من أجل تخفيف الضغط عليه»، مؤكدا أن «التقدم ورغم قلة الإمكانات واضح في كل الجبهات بما في ذلك جبهة هيت حيث إن القوات الأمنية وأبناء العشائر أصبحوا الآن على تماس مع المدينة». وبشأن ما إذا كان الطيران العراقي أو الأميركي يشارك في العمليات القتالية، قال الفهداوي إن «الطيران العراقي فاعليته قليلة ويتأثر بالأجواء وغيرها بينما الطيران الأميركي لا يشارك بالمستوى المطلوب رغم أن هناك الكثير من الأهداف التي كان بإمكاننا أن نقضي عليها لو شارك معنا الطيران الدولي»، موضحا أن «ما يفصل قبيلتنا البوفهد عن الدواعش هو نهر الفرات وتنظيم داعش يسيطر على تلك المنطقة التي لم يعد فيها سكان بل ويقوم منها بضرب مناطقنا ويقتل يوميا النساء والأطفال وعلى الرغم من كون مناطقهم هدفا واضحا لكن الطيران الأميركي لا يقوم بضربهم وهو أمر ليس منطقيا».
من جهته، أوضح الخبير الأمني والباحث في مركز النهرين، الدكتور هشام الهاشمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «التحالف الدولي لا يريد أن يتورط بضرب أهداف غير واضحة المعالم ومحددة وبالتالي فهو لا يعتمد المعلومات التي ربما تكون مضللة أو كيدية»، مشيرا إلى أنه «اتبع طريقة في ضرب الأهداف في محافظة نينوى تقوم على أساس تسعير كل هدف بمبلغ على أن يكون دقيقا». وأوضح إن «الأهداف تبدأ من 50 ألف دولار للهدف الواحد إلى 250 ألف دولار شريطة أن يكون الهدف دقيقا ويبدو أنهم سيعممون هذه التجربة على باقي المحافظات حتى يضمنوا دقة الأهداف التي يعالجونها».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».