تراجع تاريخي لمبيعات التجزئة في بريطانيا

تراجع تاريخي لمبيعات التجزئة في بريطانيا
تراجع تاريخي لمبيعات التجزئة في بريطانيا
TT

تراجع تاريخي لمبيعات التجزئة في بريطانيا

تراجع تاريخي لمبيعات التجزئة في بريطانيا
تراجع تاريخي لمبيعات التجزئة في بريطانيا

أعلن مكتب الإحصاءات الوطني البريطاني، الجمعة، عن تراجع مبيعات قطاع التجزئة إلى مستويات قياسية في شهر أبريل (نيسان) الماضي بسبب وباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، فضلاً عن تراجع إيرادات القطاع بنسبة 18.1 في المائة، مقارنة بالشهر الماضي.
ويمثل ذلك أكبر نسبة انخفاض تسجلها مبيعات التجزئة منذ بدء إعداد تقارير عن القطاع في عام 1988، حيث تعكس هذه النسبة بشكل أكثر وضوحاً ما كان يخشاه المحللون.
وبدأت الحكومة البريطانية في اتخاذ تدابير للسيطرة على انتشار وباء كورونا في مارس (آذار) الماضي عندما بدأت تشتد الأزمة. ونتيجة لذلك، شهدت مبيعات التجزئة في ذاك الشهر تراجعاً فقط بنسبة 5.2 في المائة على أساس شهري.
وتأثرت مبيعات التجزئة بسبب القيود المفروضة طوال شهر أبريل (نيسان)، حيث ظلت كثير من المتاجر مغلقة. وأشار مكتب الإحصاءات الوطني إلى أن مبيعات التجزئة خلال شهر أبريل (نيسان) 2020 تراجعت بنسبة 22.6 في المائة، مقارنة بشهر أبريل (نيسان) 2019.
وبحسب وكالة أنباء «بلومبرغ»، يُظهر هذا الانخفاض غير المسبوق في مبيعات التجزئة الضرر الذي لحق بالاقتصاد جراء تدابير الإغلاق في المملكة المتحدة، التي استثني منها فقط محلات السوبر ماركت والصيدليات والمتاجر الأساسية الأخرى.
وتشير «بلومبرغ» إلى أن المبيعات عبر الإنترنت شكلت النقطة المضيئة من عمليات البيع بالتجزئة، حيث سجلت مستوى ارتفاع قياسي، في ظل تدابير الإغلاق التي أجبرت المواطنين على التسوق عبر الإنترنت.
وفي منتصف الشهر الحالي، أعلن المكتب الوطني البريطاني للإحصاء أن المملكة المتحدة سجلت انخفاضاً في إجمالي الناتج المحلي نسبته 2 في المائة في الربع الأول من العام الحالي بسبب الصدمة الاقتصادية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد. ويعد هذا الانخفاض الذي تم حسابه بالمقارنة مع أرقام الفصل السابق أسوأ أداء منذ الربع الرابع من 2008، أي في خضم أزمة مالية دولية، بحسب المكتب.
وتشير الأرقام الأخيرة كذلك إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 5.8 في المائة في شهر مارس (آذار) وحده، في أسوأ تراجع شهري تم تسجيله منذ بدء جمع البيانات في 1997.
ولا يشكل ذلك سوى مقدمة لتأثير الوباء الذي تسبب بإجراءات إغلاق في البلاد، وبالتالي وقف النشاط الاقتصادي، في 23 مارس (آذار)، أي في نهاية الفصل. وبذلك تستعد المملكة المتحدة للدخول في ركود تاريخي لأن تأثير الوباء سيكون أكبر أهمية في الربع الثاني. ورغم انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 2 في المائة في الربع الأول، فإن أداء الدولة أفضل قليلاً من فرنسا (-5.8 في المائة) أو إيطاليا (-4.7 في المائة) اللتين تضررتا جداً من الوباء، ولكنهما أقرتا تدابير الاحتواء في وقت أبكر.
وأشار المكتب الوطني للإحصاء إلى أن شلل الاقتصاد أدى إلى انخفاض في استهلاك الأسر والاستثمار في الأعمال التجارية خلال الربع الأول. وقال المحلل جوناثان أتو من مكتب الإحصاء: «مع ظهور الوباء، تأثرت جميع قطاعات الاقتصاد تقريبا في مارس (آذار)»، ومن القطاعات القليلة التي سجلت نمواً تكنولوجياً المعلومات والصيدلة.
وعالج الاقتصاد البريطاني أيضاً صدمة الوباء من موقع الضعف، حيث كان نموه صفراً في الربع الرابع، على خلفية الاضطرابات المرتبطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي جرت نهاية يناير (كانون الثاني). وتبدو توقعات الربع الثاني قاتمة جداً، وأسوأ من الفصل الأول، إذ يتوقع حدوث ارتفاع كبير في معدل البطالة.
ويخشى مكتب الإحصاء الوطني، وهو مركز عام ينشر التقديرات نيابة عن الحكومة، من انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 35 في المائة، بينما يتوقع بنك إنجلترا انخفاضاً نسبته 25 في المائة. وكان المسؤول في هذه المؤسسة النقدية غيرتجان فليغ قد تحدث في أبريل (نيسان) عن أسوأ ركود «منذ قرون»، إذ يتوقع بنك إنجلترا انخفاضاً حاداً في إجمالي الناتج الداخلي للمملكة المتحدة، يبلغ 14 في المائة هذه السنة.



«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
TT

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)
رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)

أكد البنك المركزي التركي استمرار دعم الموقف المتشدد في السياسة النقدية من خلال السياسات الاحترازية الكلية بما يتماشى مع تراجع التضخم.

وأكد البنك في تقرير الاستقرار المالي للربع الثالث من العام أنه «في واقع الأمر، مع مساهمة الإطار الاحترازي الكلي الذي قمنا بتعزيزه، يتحرك نمو الائتمان بما يتماشى مع تراجع التضخم».

وأضاف التقرير، الذي أعلنه البنك، الجمعة، أنه بينما يتم تعزيز آلية التحويل النقدي، يتم تشكيل التسعير في الأسواق المالية بما يتماشى مع سياسة سعر الفائدة والتوقعات.

وفي تقييمه للسياسة الاقتصادية الحالية، قال رئيس البنك المركزي التركي، فاتح كاراهان في التقرير، إن «أسعار الفائدة على الودائع ستبقى عند مستويات داعمة لمدخرات الليرة التركية».

وأضاف كاراهان أن «استمرار عملية خفض التضخم يزيد من الاهتمام والثقة في أصول الليرة التركية، وأن الزيادة المطردة في حصة ودائع الليرة التركية مستمرة، وأدى الانخفاض الكبير في رصيد الودائع المحمية من تقلبات سعر الصرف إلى تعزيز قوة العملة التركية».

رئيس البنك المركزي التركي فاتح كاراهان (موقع البنك)

وتابع كاراهان أن «مزيج السياسات الحالي يدعم تحسين تصور المخاطر تجاه الاقتصاد التركي وانخفاض علاوة المخاطر، وانعكاساً لذلك؛ تعززت قدرة الاقتراض الأجنبي للشركات والبنوك».

وأوضح أنه بمساهمة انخفاض مستوى ديون الشركات، كان انعكاس تشديد الأوضاع المالية على مؤشرات جودة الأصول محدوداً، بالإضافة إلى التدابير الحكيمة وسياسات توفير البنوك والاحتياطيات القوية لرأس المال والسيولة بقيت المخاطر عند مستوى يمكن التحكم فيه.

كان كاراهان أكد، في كلمة خلال الاجتماع العادي لجمعية غرفة صناعة إسطنبول، الخميس، أهمية سياسات البنك المركزي بالنسبة للصناعة والإنتاج والاستقرار المالي، مشيراً إلى أن القدرة على التنبؤ ستزداد فيما يتعلق باستمرار عملية تباطؤ التضخم وما يتبعها من استقرار الأسعار.

وأضاف: «وبالتالي، يمكن اتخاذ قرارات الاستثمار والإنتاج والاستهلاك من منظور طويل الأجل».

وفي معرض تأكيده على أن عملية خفض التضخم مستمرة، قال كاراهان: «انخفض معدل التضخم السنوي لأسعار المستهلكين إلى 48.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو انخفاض كبير مقارنة بذروته في مايو (أيار)، ونتوقع أن ينخفض ​إلى 44 في المائة في نهاية العام.

وأضاف أن الاتجاه الرئيس للتضخم يتحسن التضخم، على الرغم من أنه أبطأ مما توقعنا في أشهر الصيف، وسيستمر التضخم، الذي انخفض بسرعة بسبب التأثير الأساسي، في الانخفاض مع تحسن التضخم الشهري في الفترة المقبلة، ونهدف إلى خفض التضخم إلى 21 في المائة بحلول نهاية عام 2025.

مسار التضخم الأساسي وتوقعاته تدفع «المركزي التركي» للحفاظ على سياسته النقدية المتشددة (إعلام تركي)

وتابع: «موقفنا الحازم في سياستنا النقدية سيستمر في خفض الاتجاه الرئيس للتضخم الشهري من خلال موازنة الطلب المحلي، وارتفاع قيمة الليرة التركية الحقيقية، وتحسن توقعات التضخم، لقد حافظنا على سعر الفائدة الذي رفعناه إلى 50 في المائة في مارس (آذار)، ثابتاً لمدة 8 أشهر، وسنواصل موقف سياستنا النقدية المتشددة حتى يتحقق الانخفاض وتتقارب توقعات التضخم مع النطاق المتوقع على المدى المتوسط (5 في المائة)».

بالتوازي، أعلن معهد الإحصاء التركي أن اقتصاد تركيا سجَّل نمواً بنسبة 2.1 في المائة في الربع الثالث من العام على أساس سنوي.

وكان اقتصاد تركيا سجل نمواً في الربع الأول من العام بنسبة 5.3 في المائة، وفي الربع الثاني بنسبة 2.4 في المائة.

وظلت توقعات النمو للعام الحالي ثابتة عند 3.1 في المائة، بحسب نتائج استطلاع المشاركين في السوق لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، الذي نشره البنك المركزي التركي، الأربعاء، في حين تراجعت التوقعات من 3.3 في المائة إلى 3.2 في المائة لعام 2025.