أنهت الحكومة القبرصية، اليوم (الخميس)، تدابير الإغلاق العام الصارم الذي كانت قد أقرته لمكافحة تفشي فيروس كورونا المستجد، وأعادت فتح باحات المطاعم الخارجية وصالونات حلاقة الشعر، غير أنها أبقت إغلاق المطارين والفنادق الحيوية لهذه الجزيرة المتوسطية.
وبعد شهرين من العيش في ظل قيود الحجر والعزل، أعادت السلطات حرية التنقل لسكان الجزيرة. فكانت الطرق في العاصمة نيقوسيا أكثر ازدحاماً في شكل ملحوظ مقارنة بما كانت عليه أثناء تدابير الإغلاق. ولكن مع تعرض الجزيرة لدرجات حرارة قياسية خلال مايو (أيار) وصلت إلى 43 درجة مئوية، خرج القليل من الناس إلى الشوارع.
ومع رفع التدابير، بدأت المتاجر والمتسوقون التأقلم مع الوضع الجديد للتدابير الصحية. ففي المقاهي التي أعيد فتحها، كان الزبائن يجلسون في الهواء الطلق مع إبقاء مسافة مترين بين الطاولات.
وكان زبائن يتناول الطعام وهم يضعون واقياً بلاستيكياً على وجوههم وقفازات بلاستيكية في أيديهم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.
وبالنسبة لكثر، كان مذاق الحرية منعشاً بعد شهرين من العيش في ظل القيود المفروضة على مغادرة المنازل، التي انحصرت مثلاً بالخروج لممارسة الرياضة في الهواء الطلق أو لشراء الاحتياجات الرئيسة، وكل ذلك شرط الحصول على موافقة مسبقة من الشرطة تُطلب عبر الرسائل النصية.
في موازاة ذلك، عاد عشرات الآلاف من الأطفال إلى فصولهم الدراسية بعدما استأنفت المدارس الحكومية الدراسة لمعظم التلامذة.
وخضعت عينة من الأولاد والمعلمين لاختبارات فيروس كورونا المستجد في اليوم الأول من عودتهم إلى فصولهم الدراسية.
وأكد الخبير في علم الأوبئة الدكتور ليونتيوس كوستريكيس، وهو عضو وحدة المراقبة الوبائية في وزارة الصحة، إنه راضٍ جداً عن هذه الأرقام حتى الآن. وقال للصحافيين إنّ «المرحلة الثانية هي إما نقطة نجاح أو فشل لعودة الحياة الطبيعية كاملة، ولهذا السبب نطلب منكم مواصلة العمل بالتصميم نفسه حتى لا نضطر إلى اتخاذ خطوات إلى الوراء».
ونظراً إلى الأرقام التي تصنَّف على أنّها أفضل من المتوقع، قررت الحكومة السماح للقبارصة بالعودة إلى الشواطئ المنظمة اعتباراً من السبت، بدلاً من 1 يونيو (حزيران)، كما كان مقرراً.
لكن المطارين الدوليين للجزيرة في مدينتي لارنكا وبافوس لا يزالان مغلقين في الوقت الحالي، كما لا تزال المعابر إلى الشطر الشمالي، المعلن جمهوريةً من جانب واحد، مغلقة. وأعربت الحكومة عن أملها في إعادة فتح المطارين تدريجاً بدءاً من منتصف يونيو مع إعادة فتح الفنادق بعد أسبوعين. وقالت إن نقاط العبور عبر المنطقة العازلة التي تسيطر عليها الأمم المتحدة والتي تقسم الجزيرة بين شطرين لن يُعاد فتحها قبل الشهر المقبل. وأدى إغلاقها إلى منع آلاف من القبارصة الأتراك من الوصول إلى أعمالهم في الجنوب، وحصلت تظاهرات مناهضة للإجراء.
قبرص تلتقط أنفاسها بعد خفض جذري لتدابير الإغلاق
قبرص تلتقط أنفاسها بعد خفض جذري لتدابير الإغلاق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة