الحكومة الإسرائيلية ترفض طلب المستوطنين فتح الأقصى في رمضان

شرطي إسرائيلي وسط مصلين خارج الأقصى المغلق خوفاً من تفشي {كورونا} (أ.ف.ب)
شرطي إسرائيلي وسط مصلين خارج الأقصى المغلق خوفاً من تفشي {كورونا} (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الإسرائيلية ترفض طلب المستوطنين فتح الأقصى في رمضان

شرطي إسرائيلي وسط مصلين خارج الأقصى المغلق خوفاً من تفشي {كورونا} (أ.ف.ب)
شرطي إسرائيلي وسط مصلين خارج الأقصى المغلق خوفاً من تفشي {كورونا} (أ.ف.ب)

رفضت الحكومة الإسرائيلية طلب المستوطنين من «منظمات الهيكل» اليهودية، فتح باحات المسجد الأقصى أمامهم لإقامة الصلوات أو الزيارات، وقالت إن أسباب إغلاق الباحات أمام اليهود والمسلمين والأجانب، لم تتغير.
وقال ممثلو الحكومة في رسالة إلى محكمة العدل العليا، إن إغلاق باحات الحرم تم في 22 مارس (آذار) الماضي، ضمن قرارات أخرى تم بموجبها إغلاق جميع دور العبادة خوفا من انتشار فايروس كورونا. وهذه القرارات ما زالت قائمة. ورفضت إعطاء جواب على السؤال إن كان إغلاق الأقصى تم باتفاق مع دائرة الأوقاف الإسلامية في المكان.
وكان المستوطنون قد توجهوا إلى المحكمة في الأسبوع الماضي، بدعوى أن السلطات الإسرائيلية تسمح بدخول المصلين المسلمين وتميز بذلك ضد المصلين اليهود.
وجاء في نص الالتماس الذي قدمه المحامي إيتمار بن غفير، باسم المستوطنين، إن «باحات «جبل الهيكل» (الأقصى)، مغلقة أمام اليهود منذ عدة أسابيع، بينما يسمح لموظفي ورجال دائرة الأوقاف الإسلامية بالتواجد والصلاة في المكان. وهذا الإغلاق تم بموجب توافق سري وغير قانوني بين حكومتي إسرائيل والأردن، وينص على منع اليهود بالذات من الصعود إلى «جبل الهيكل». وهو اتفاق يتعارض والقوانين الإسرائيلية التي تجيز حرية التنقل والعبادة».
وخلال المداولات في المحكمة، قال القاضي، يتسحاق عميت، إنه مقابل منع عشرات اليهود من دخول الأقصى، تمنع الحكومة الإسرائيلية دخول مئات آلاف من المسلمين أيضا، ممن اعتادوا على إقامة الصلوات في شهر رمضان. وهي تسمح فقط لـ50 من موظفي الأوقاف الدخول والصلاة بالمكان وصيانته.
وبالتزامن مع تقديم الالتماس، تظاهر العشرات من طلاب «الهيكل» والمدارس التوراتية ونشطاء حركة «عائدون لجبل الهيكل»، أمام مقر السفارة الأردنية في رمات غان، احتجاجا على إغلاق الأقصى أمام اقتحامات المستوطنين. ورفعوا شعارات تطالب الحكومة الإسرائيلية بطرد دائرة الأوقاف من الأقصى وفرض السيادة الإسرائيلية على ساحات الحرم القدسي الشريف.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.