مقتل 11 انقلابياً وإزالة 3800 لغم حوثي خلال أسبوعين

الجيش كسر هجوماً للميليشيات غرب تعز

TT

مقتل 11 انقلابياً وإزالة 3800 لغم حوثي خلال أسبوعين

قتل 11 انقلابياً وأصيب آخرون من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية في معارك شهدتها الجبهة الغربية لمدينة تعز، المحاصرة من قبل ميليشيات الانقلاب أكثر من خمسة أعوام، وجبهة التحيتا، جنوب الحديدة الساحلية (غرباً).
جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه مصادر محلية في البيضاء (وسط) إن الميليشيات الحوثية تواصل قصفها العشوائي على منازل ومزارع الموطنين في قانية، شمالاً، وإن القصف طال، أيضاً، مخيمات الفرق الطبية الخاصة بفحص فيروس «كورونا» الخاص بالمواطنين في الطريق العام بالمنطقة، دون أن يسفر عن خسائر بشرية سوى أضرار مادية.
وقال العقيد عبد الباسط البحر، نائب ركن التوجيه في محور تعز العسكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «معارك قوية شهدته الجبهة الغربية لمدينة تعز، السبت، بالتزامن مع أمطار الميليشيات الحوثية المنطقة بقذائف المدفعية الثقيلة وبالدبابات والعربات والرشاشات الثقيلة؛ حيث تركزت المواجهات بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في محيط جبل الهان ووادي حنش ومدرات، وتعتبر من أعنف المواجهات حتى الآن التي تشهدها المنطقة».
وأضاف أن «الجيش الوطني تمكن من التصدي لهجوم الميليشيات وكسره ثم قام بشن هجوم مضاد ومعاكس لإسكات مصادر النيران المعادية وتأمين المنطقة وفعلاً حققوا تقدماً ملحوظاً وحققوا نتائج طيبة، سيتم الإعلان عنها لاحقاً». مؤكداً أن «الميلشيات الحوثية تكبدت خسائر بشرية ومادية حيث قتل أكثر من 6 انقلابيين وأصيب أكثر من 10 عناصر من ميليشيات الحوثي إضافة إلى تدمير معدات عسكرية، فيما قتل اثنان من الجيش الوطني وأصيب 3 آخرين».
وقال إن «المعركة في تعز مستمرة للعام السادس على التوالي وشبه يومية، ولا تهدأ كاستراحة محارب حتى تستعر من جديد ولا تخفت في جبهة حتى تشتعل في أخرى سواء الأعمال القتالية بالدفاع النشط أو القيام بالهجوم المعاكس، ورغم طول المدة ومختلف ظروف القتال والتضاريس الصعبة وطبيعة الأرض وأحوال الطقس المختلفة ورغم ظروف الحصار وشدة المعاناة، إلا أن أبطال الجيش يتغلبون على الصعوبات ويحققون الانتصارات كل يوم في مختلف الجبهات».
وفي الحديدة، قتل خمسة انقلابيين وأصيب آخرون، السبت، خلال تصدي القوات المشتركة لهجوم شنته الميليشيا على مواقعها في مديرية التحيتا، جنوب الحديدة، وفق ما أكدته مصادر عسكرية ميدانية، نقل عنها المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في الساحل الغربي.
وقالت المصادر إن «القوات المشتركة خاضت اشتباكات مع عناصر الميليشيا الذين هاجموا المواقع، وتمكنت من التصدي للهجوم بكل شجاعة واستبسال، وأوقعت في صفوف الميليشيا قتلى وجرحى، وأن من تبقى من فلول الميليشيات الحوثية لاذوا بالفرار بعد سقوط خسائر بشرية ومادية في صفوفهم خلال الاشتباكات».
وخلال الـ24 ساعة الماضية قامت الميليشيات الحوثية بأعمال عدائية وخروقات جديدة للهدنة الأممية ضد المدنيين في الحديدة، وفق ما أكده بيان لقوات ألوية العمالقة الذي ذكر أن «القوات المشتركة في الساحل الغربي رصدت أعمالاً عدائية جديدة للحوثيين وشملت استهداف وقصف الأحياء والقرى السكنية ومزارع المواطنين في الدريهمي، جنوب الحديدة، حيث تعرضت لقصف بقذائف الهاون والأر بي جي واستهداف بعيار 14.5 من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، بالتزامن مع قصف حوثي على الأحياء السكنية في مركز مديرية التحيتا بقذائف الهاون الثقيل عيار 120 وقذائف آر بي جي، كما استهدفت القرى السكنية ومزارع المواطنين في منطقة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا، جنوب الحديدة، بسلاح م.ط 23 في الوقت الذي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة عيار 12.7 وعيار 14.5 وعيار المعدل والقناصة بشكل عنيف».
واستهدفت الميليشيات من مناطق سيطرتها الأحياء السكنية في حيس، جنوب الحديدة، بقذائف الهاون عيار 60 وعيار 82 وسلاح م.ط 23. تزامن مع استهدف بنيران الأسلحة الرشاشة المتوسطة عيار 14.5 بشكل متعمد وهستيري.
إلى ذلك، أعلن المشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام (مسام)، الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، نزع 2782 لغماً وذخيرة غير متفجرة في خلال الأسبوع الثاني من شهر مايو (أيار) الجاري ليصل بذلك مجموع ما تم نزعه منذ بداية الشهر ولغاية يوم 14 منه بلغ 3804.
وقال مدير العمليات في إن الفرق الميدانية نزعت خلال الأسبوع الثاني من مايو (أيار) 2321 ذخيرة غير منفجرة.
وفي بيان، نقله الموقع الإلكتروني للمشروع، قال مدير عام المشروع أسامة القصيبي، إن «الفرق الميدانية نزعت خلال الأسبوع الماضي 382 لغماً مضاداً للدبابات و34 لغماً مضاداً للأفراد، و45 عبوة ناسفة».
وأضاف أن «مجموع ما نزعته فرق مسام منذ انطلاق المشروع ولغاية يوم 14 مايو بلغ 166987 لغماً، ذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة».
وذكر الموقع أن المقاومة التهامية التابعة للقوات المشتركة، أعلنت أن «فرق الهندسة التابعة لها تمكنت خلال الساعات الماضية من تفكيك عبوات ناسفة وألغام زرعتها الميليشيات الحوثية في طريق عام غرب مديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة».
وقال سامي حيمد قائد الفريق الهندسي التابع لقوات المقاومة التهامية أن «فريقاً من اللواء أول تهامة تمكن من نزع وتفكيك عبوتين ناسفتين وإخراج لغمين أرضيين شرق منطقة المجيلس التابعة لمديرية التحيتا». مضيفاً أن «الميليشيات الحوثية كانت قد قامت بزراعتها في طرقات المواطنين، وأن الفريق الهندسي للواء تحرك للنزول الميداني فور تلقيه البلاغ وباشر عملية البحث والفحص الشامل للمنطقة، وهو ما أسفر عن وجود عبوتين ناسفتين ولغمين أرضيين أمام مركبات المواطنين».
وتواصل فرق نزع الألغام بـ«شعبة الهندسة العسكرية» في محور الضالع القتالي، عملها في تفكيك المئات من الألغام والعبوات المموهة وإزالتها والتخلص منها بطريقة آمنة في مناطق غرب مديرية قعطبة وشمال غربي الشريط الحدودي حَجْر، وفق ما أفاد به فؤاد جباري، متحدث جبهات محور الضالع، إذ قال إنه «أكثر ما يعيق الفرق الهندسية هي الألغام الثنائية، تأتي مزدوجة واحد فوق الآخر، التي زرعتها الميليشيا الحُوثية المدعومة إيرانيّاً قبل تحرير هذه المناطق من قبضتها في العام الماضي من قبل القوَّات المسلحة الجنوبية، وكانت الميليشيا تتحصَّن بحقول واسعة من الألغام ويزرعونها بطريقة عشوائية ودون خرائط».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.