رئيس مجلس النواب العراقي: للأردن دور في تدريب قواتنا

الجبوري دعا في عمان إلى قانون عربي موحد لمكافحة الإرهاب

رئيس مجلس النواب العراقي: للأردن دور في تدريب قواتنا
TT

رئيس مجلس النواب العراقي: للأردن دور في تدريب قواتنا

رئيس مجلس النواب العراقي: للأردن دور في تدريب قواتنا

دعا رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في عمان أمس إلى اعتماد قانون عربي موحد لمكافحة الإرهاب. وقال الجبوري، خلال جلسة مباحثات رسمية مع نظيره الأردني عاطف الطراونة «إنني ومن خلال البرلمان الأردني أطلق مبادرة القانون العربي الموحد لمكافحة الإرهاب، ليكون له دور في منع الإرهاب قبل وقوعه».
ودعا الجبوري البرلمانات العربية إلى الإسراع بالنظر في القانون لرفعه إلى البرلمان العربي «ليتم إقراره بعد ذلك في أسرع وقت ممكن من قبل الجامعة العربية وتطبيقه على المستوى العربي». وأبرز سعي بلاده إلى العمل على مواجهة التحديات في العراق والمنطقة، معتبرا أن منظومة العمل العربي المشترك تحتاج إلى تفعيل وتوحيد الجهود. وأكد الجبوري أنه «لا أحد في منأى عن خطر الإرهاب والتطرف»، مضيفا أن تنظيم «داعش» الإرهابي «أسرف في جرائمه الوحشية لإقامة دولة الخرافة والأساطير، وأن الكل اليوم مطالب بالعمل لاستئصال هذه الجرثومة الخبيثة».
كما شدد رئيس البرلمان العراقي على ضرورة العمل على تجفيف منابع الإرهاب، باعتباره «أصل الكوارث والأمراض ويجب التصدي له فورا وبقوة». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني عقب المباحثات بأن الأردن يمكن أن يكون له «دور كبير» في تدريب القوات العراقية التي تخوض معارك ضد تنظيم داعش. وتابع: «إننا بحاجة إلى مساندة الأردن في عملية التدريب والتأهيل وتعزيز القدرات الأمنية ونشعر أن الأردن يمكن أن يكون له دور كبير في هذا الخصوص»، موضحا أن هذه المسألة يتم بحثها في الملفات الأمنية المختصة. وأشار إلى أن «رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو تحدث (هو الآخر خلال زيارته لبغداد الخميس الماضي) عن استعداد بلاده لعمليات التدريب».
من جهته، قال عاطف الطراونة، خلال جلسة المباحثات الرسمية إن «زراعة الإرهاب في المنطقة جاءت على غفلة من غياب الاستقرار السياسي واستمرار غياب قيم العدالة والمساواة». وأضاف: «لقد اكتوينا جميعا بهذا المرض بعد استبدال التسامح والاعتدال بالتطرف والغلو، وها هو تنظيم داعش الإرهابي وغيره يعيثون بمجتمعاتنا فسادا بعد أن شوهوا قيم ديننا الحنيف، وهو الدين الوسطي المتصالح مع كل الحضارات والأديان والأفكار». وأكد على ضرورة التصدي لخطر مرتزقة التشدد والتطرف والغلو، ومكافحة إرهابهم «عسكريا أولا وثقافيا وفكريا دائما، فوباء ما يفعلون هو خطر حقيقي قد يصيب أجيالا كاملة لا يحرمها الحاجات الأساسية وحسب، بل سيحرمها حرية التفكير وتكوين الثقافة وتبني الرأي المستند للحجة والبرهان».
وأضاف رئيس مجلس النواب الأردني أن بلاده كانت دائما سندا للعراق كما كان العراق «وعلى الدوام ظهيرا عربيا صادقا في الدعم مسخرا إمكانياته لخير هذه الأمة»، معتبرا أنه «لا راحة لجار جاره يعيش محنة أو كربا». وكشف الطراونة في المؤتمر الصحافي أن مجلس النواب الأردني وافق على مبادرة من مجلس النواب العراقي لوضع قانون لتجريم الإرهاب، حيث إن القانون معروض حاليا أمام البرلمان العربي، لافتا إلى أنه تم توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين. وشدد الطراونة على أن الأردن والعراق وكافة الدول العربية تسعى لمكافحة الإرهاب بشتى السبل، والوقاية منه.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.