إنجلترا بدأت في تخفيف تدابير العزل بسبب {كورونا}

إنجلترا بدأت في تخفيف تدابير العزل بسبب {كورونا}
TT

إنجلترا بدأت في تخفيف تدابير العزل بسبب {كورونا}

إنجلترا بدأت في تخفيف تدابير العزل بسبب {كورونا}

يمكن لسكان إنجلترا فقط الآن ركوب سياراتهم للذهاب إلى الحديقة أو لعب التنس أو الغولف أو الالتقاء بصديق أو الذهاب إلى متجر زراعي، ولكن مع احترام مسافة مترين تطبيقاً للتباعد الاجتماعي، وإلا ستتم مخالفتهم ودفع غرامة بقيمة 100 جنيه إسترليني (113 يورو). كما يُسمح من جديد بزيارة المنازل المعروضة للبيع، ما سيساعد على انتعاش سوق العقارات. وتهدف هذه التسهيلات الصغيرة إلى المساعدة بشكل تدريجي للغاية لانتعاش الاقتصاد، الذي تضرر من العزل. وأعلن المكتب الوطني البريطاني للإحصاء، الأربعاء، أن المملكة المتحدة سجلت انخفاضاً في إجمالي الناتج المحلي، نسبته 2 في المائة في الربع الأول من العام الحالي، ويعد هذا الانخفاض أسوأ أداء منذ الربع الرابع من 2008. أي في خضم أزمة مالية دولية. وكان قد أعلن رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الأحد الماضي، عن خطط حكومته الحذرة لرفع القيود التي فرضت قبل 7 أسابيع.
ومنذ أمس، أصبح بمقدور سكان إنجلترا مغادرة منازلهم، كما يتم تشجيعهم على الذهاب إلى العمل، خصوصاً بالنسبة للذين لم يتمكنوا من العمل من المنزل، في أول تخفيف متواضع لإجراءات العزل السارية منذ أواخر مارس (آذار) في بريطانيا. إلا أن النظام المعمول به سيكون محدوداً بإنجلترا، إذ تُفضل الأقاليم الأخرى التي تشكل بمجملها المملكة المتحدة، وهي أسكوتلندا وويلز وآيرلندا الشمالية، عدم اتباع هذا المسار في الوقت الحالي، مطالبة السكان بـ«البقاء في المنزل». وتم توجيه الانتقاد لجونسون بسبب الفكّ المتسرع للعزل في المملكة المتحدة، واعتبرت المعارضة توصياته مبهمة.
وأشارت أحدث حصيلة للسلطات الصحية إلى أن هذا الوباء أودى بحياة 32 ألف مصاب في المستشفيات ودور المسنين. لكن يبدو أن الواقع أكثر خطورة، حيث سجل مكتب الإحصاء البريطاني في الأول من مايو (أيار) أكثر من 36 ألف حالة وفاة يشتبه في أن سببها الفيروس كما ورد في شهادات الوفاة.
ويمكن لملايين الأشخاص الذين لا يستطيعون العمل من المنزل العودة إلى العمل، بعد أن شجعهم جونسون على ذلك بقوة. لكن وزير النقل غرانت شابس حثّهم على «التنقل بالدراجة أو المشي».
وقال شابس، أمس (الأربعاء)، إنه لا توجد طريقة مثلى لبدء التخفيف التدريجي لإغلاق الاقتصاد، وإن على البريطانيين الاستماع لصوت العقل إزاء التوجيهات الجديدة. وقال لقناة «سكاي نيوز» التلفزيونية: «حقيقة الأمر هي أن عليك البدء من نقطة ما. رسالة العزل العام واضحة جداً، فهي تقول فقط ابقوا في المنزل. والآن مع بدء رفع إجراءات العزل، سيتعين بالطبع اتخاذ قرارات».
وأضاف: «لا توجد طريقة مثلى للقيام بذلك، طلبنا من البريطانيين الاستماع لصوت العقل».
وقالت شركة «تي يو آي» للسياحة، أمس (الأربعاء)، إن موسم العطلة الصيفية لا يزال قائماً هذا العام، وإنها مستعدة لاستئناف تنظيم الرحلات. وتنصح وزارة الخارجية البريطانية حالياً بعدم السفر إلى الخارج. وذكر شابس لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) رداً على سؤال عما إذا كان على الناس حجز عطلاتهم الصيفية: «السفر إلى الخارج غير ممكن حالياً. إذا حجزت فمن الواضح أنك بطبيعة الحال تراهن على الاتجاه الذي سيسلكه الفيروس». وأضاف: «هذا ليس شيئاً ينبغي أن يستخف به الناس».



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».