السودان يطلب من بعثة حفظ السلام إعداد خطة لمغادرة دارفور

وكيل «الخارجية»: دوائر في الأمم المتحدة تخطط لأمر ما ضد السودان

عدد من الجنود المشاركين في بعثة الأمم المتحدة في قرية تابيت شمال دارفور التي يتردد حدوث عمليات اغتصاب جماعي فيها (رويترز)
عدد من الجنود المشاركين في بعثة الأمم المتحدة في قرية تابيت شمال دارفور التي يتردد حدوث عمليات اغتصاب جماعي فيها (رويترز)
TT

السودان يطلب من بعثة حفظ السلام إعداد خطة لمغادرة دارفور

عدد من الجنود المشاركين في بعثة الأمم المتحدة في قرية تابيت شمال دارفور التي يتردد حدوث عمليات اغتصاب جماعي فيها (رويترز)
عدد من الجنود المشاركين في بعثة الأمم المتحدة في قرية تابيت شمال دارفور التي يتردد حدوث عمليات اغتصاب جماعي فيها (رويترز)

كشفت الحكومة السودانية عن تقديم طلب للبعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور (يوناميد)، بإعداد خطة خروج من البلاد وإنهاء مهمتها في دارفور، واتهمت دوائر في الأمم المتحدة والبعثة، لم تسمها بالاسم، بأنها تخطط لشيء ما يستهدف السودان، مستغلة تقارير إعلامية عن ممارسة اغتصاب جماعي في إقليم دارفور.
ونفى وكيل وزارة الخارجية، عبد الله الأزرق، اتهام الجيش السوداني بممارسة عمليات الاغتصاب الجماعي ضد نساء في منطقة «تابت» بولاية شمال دارفور، وأرجع الاتهام إلى مخططات تدبرها بعض الجهات داخل المنظمة الدولية، والبعثة «يوناميد» من أجل استهداف حكومة السودان.
وقال الأزرق للصحافيين، عقب اجتماعه بسفراء الدول الغربية المعتمدين في الخرطوم والمنظمات الدولية أول من أمس، إنه شرح للسفراء وجهة نظر حكومته في ما يتعلق بملابسات اتهامات الاغتصاب الجماعي التي وجهت للقوات المسلحة السودانية، بمنطقة «تابت» في ولاية شمال دارفور، ووصفها بأنها «مفبركة».
وكشف الأزرق عن شكوك من قبل حكومته تجاه «بعض الدوائر في الأمم المتحدة» تستهدف السودان، لأنه طلب رسميا من البعثة «إعداد خطة خروج» من البلاد وإنهاء مهمتها، مما أثار حفيظة تلك الدوائر، والجهات المستفيدة من استمرار ولاية «يوناميد» على السودان، وأضاف بهذا الخصوص: «أوضحنا للسفراء أن لدينا شكوكا في بعض الدوائر بالأمم المتحدة، لأن السودان طلب رسميا من (يوناميد) أن تعمل على استراتيجية خروج من البلاد».
واتهم السفير الأزرق من أطلق عليهم «المستمتعون بالعيش الرغيد في (يوناميد)»، بالوقوف وراء ما يحاك ضد السودان، وقال موضحا: «لو أنفق ما يصرف من أموال على (يوناميد) في دارفور، في إعادة الإعمار والتنمية لأحالت دارفور إلى منطقة متطورة، لكن بعض الأوساط تريد أن تستمتع بعيش رغيد باستمرار العمل في (يوناميد)»، ثم أوضح: «لكن رغم هذا نحن مستعدون للعمل مع (يوناميد) وفقا للمرجعيات المتفق عليها». وأضاف: «لقد طلبنا منهم استراتيجية الخروج، وهي عملية تأخذ وقتا وتحكمها نظم وإجراءات، والسودان ليس البلد الوحيد الذي توجد به قوات دولية، ولا البلد الوحيد الذي طلب استراتيجية خروج».
ونفى الأزرق أن يكون لطلب إعداد استراتيجية مغادرة البلاد مرتبطا بمزاعم الاغتصاب الجماعي، وقال إنهم أخطروا البعثة مرتين، مرة عند انعقاد الجمعية العمومية الأخيرة للأمم المتحدة، وقبل أسبوعين من بروز أزمة «تابت».
وتهكم وكيل الخارجية من أداء بعثة «يوناميد» بسبب مصاحبة جنود سودانيين فريق التحقيق الخاص بها، وقولها بأن ذلك سيؤثر في شفافية التحقيق، بقوله: «يوناميد أصبحت عبئا على جيشنا، فتفويضها هو حماية المدنيين، لكنها نفسها محتاجة لحماية».
واستمر ساخرا: «أحيانا تهاجمها مجموعات قطّاع طرق، فيسلبون ملابسها العسكرية وأحذيتها وأسلحتها، مما يثير دهشة قواتنا. إذ كيف تهاجم مجموعة قليلة وحدة عسكرية كاملة وتجردها من ملابسها وأسلحتها بهذه السهولة، مما يجعل قواتنا تشكك في وجود ترتيبات لتسليح المتمردين عبر (يوناميد) وبهذه الطريقة».
ونقلت إذاعة «راديو دبنقا» التي تبث من هولندا، تقارير عن اغتصاب كتيبة تابعة للجيش 200 امرأة وقاصر، في منطقة «تابت»، التي تبعد 45 كيلومترا غرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وسرعان ما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة شهادات لضحايا زعمن أنهن من بلدة «تابت»، ونظم ناشطون حملة واسعة ضد القوات الحكومية تطالب بإجراء تحقيق دولي محايد وشفاف.
لكن الجيش السوداني نفى هذه اتهامات قيامه بعلميات اغتصاب جماعي، أو تورط أي من عناصره في ارتكاب تلك الجريمة، ووصف إمكان حدوثها بالمستحيل، بسبب كبر أعداد النساء التي زعمت التقارير أنهن اغتصبن، مقارنة بالقوة العسكرية الموجودة في المنطقة. وأعرب رئيس مجلس الأمن الدولي، غاري كوينلان، عن قلقه البالغ من تلك المزاعم التي تناقلتها وسائل الإعلام في القرية، ودعا في بيانٍ الحكومة السودانية للإيفاء بالتزاماتها وفقا لاتفاقية «يوناميد»، وإتاحة الحرية غير المقيدة لحركة البعثة في أنحاء دارفور لتتمكن من إجراء تحقيق «كامل وشفاف ودون تدخل».
ومنعت السلطات السودانية بعثة «يوناميد» في الرابع من الشهر الحالي، من الوصول إلى القرية للتحقيق في مزاعم الاغتصاب، بيد أنها عادت وسمحت لها بالتقصي بعد 9 أيام من الحادثة وتحت مراقبة قوات حكومية، ثم عادت ومنعتها من الدخول مجددا الأحد من الأسبوع الماضي.
وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإرسال فريق من «يوناميد» للمرة الثانية إلى البلدة، لإجراء تحقيق جديد، على الرغم من أن تقرير البعثة الأول قال بعدم وجود دليل على عمليات الاغتصاب الجماعي، وطبقا لذلك أعلن نائب رئيس «يوناميد»، أبيدون باشوا، رغبة بعثته في إجراء تحقيق آخر شامل، وهو ما رفضته الخرطوم بشدة.
ونصحت المتحدثة السابقة باسم البعثة، عائشة البصري، مجلس الأمن بإجراء تحقيق حول إخفاقات بعثة «يوناميد» في التعامل مع الحادثة، لأن شروط تقصي مزاعم الاغتصاب الجماعي لن تتوافر بعد مضي أسبوعين، لاستحالة إثبات الاعتداء الجنسي.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.